نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا؛ تحدثت فيه عن العقيد غولمرود حليموف، الذي كان يشغل منصب قائد القوات الخاصة "الآمون" في دولة
طاجيكستان واختفى منذ نيسان/ أبريل الماضي لينضم إلى
تنظيم الدولة كقائد عسكري، وعلى هذا الأساس أصدرت فيه طاجكستان مذكرة اعتقال دولية بتهمة الخيانة العظمى.
وذكرت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن غولمرود حليموف عين في تنظيم الدولة خلفا لأبي عمر الشيشاني، الذي لقي مصرعه في تموز/ يوليو المنصرم، خلال اشتباكات في مدينة الشرقاط العراقية. ويعتبر خليموف اليوم من أفضل المقاتلين الذين جندّهم التنظيم، ولذلك أدرجته وزارة الدفاع الأمريكية ضمن أول الأسماء على قائمة التصفية الخاصة بها.
وفي تحليلها لشخصية حليموف، قالت الصحيفة إن له ديناميكية مختلفة عما عهدناه، فهو لا ينتمي إلى المقاتلين الذين كان الفقر الدافع الأول لتطرفهم، ولكن يعزى انتماؤه إلى الكبت الديني الذي تعيشه جميع الطبقات الاجتماعية في دولة طاجكستان، بما في ذلك النخبة.
وأضافت الصحيفة أن انشقاق حليموف عن الجيش الطاجيكي ساهم في تصعيد تخوفات حكومة دولته من محاولات الانتقام، خاصة بعد الفيديو الذي ظهر فيه وهو يتوعد بنقل الفكر الجهادي إلى كل من
روسيا والولايات المتحدة.
وفي إشارتها للأهمية التي يحظى بها هذا الضابط عسكريا بالنسبة لدولة طاجكستان، ذكرت الصحيفة أن روسيا قد اهتمت بتدريبه تدريبا خاصا على يد أكبر القادة العسكريين، ضمن وحدة "الآمون"، المختصة في العمليات التي تندرج في سياقها "مكافحة الإرهاب".
تلقى حليموف ووحدته تدريبات شملت الخطط التكتيكية الحربية المتطورة والخاصة، وباستعمال الأسلحة الأمريكية المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، خضع خليموف إلى تدريب خاص وعلى قدر عال من السرية على يد القوات الخاصة الأمريكية، وفرته له الشركة الأمنية "بلاك ووتر" ليكون قادرا على تنفيذ التدخلات السريعة التي تتطلبها بعض المهمات الحساسة.
ونقلت الصحيفة حديث حليموف الذي توجه به إلى الولايات المتحدة الأمريكية على إثر انضمامه إلى تنظيم الدولة، حيث عبر عن "امتنانه للتدريبات التي خضع لها بإشراف الولايات المتحدة، وتقديره لملايين الدولارات التي أنفقت في التدريبات والمعدات المتطورة لجعله خبيرا في مكافحة الإرهاب"، مهددا في المقابل "باستخدام هذه المهارات التي اكتسبها بفضلهم لأجل إبادتهم وذبحهم".
وختمت الصحيفة التقرير بتسليط الضوء على موقف الكرملين، الذي فضل عدم التعليق، علما أن موسكو تحتفظ بقاعدة عسكرية قوية في طاجيكستان، وقد أخضعت حليموف لتدريب عسكري خاص ومكثف، شأنها شأن الولايات المتحدة، إلى جانب المساعدات التي تقدمها إلى هذا البلد.