تُمضي عائلة الصحفي الأردني تيسير النجار، المعتقل في سجون دولة
الإمارات منذ تسعة أشهر، العيد الثاني وهو قيد الاعتقال، في ظل ما أسمته عائلته بـ"تخاذل رسمي (أردني) وصمت مطبق" تجاه المطالبة بإطلاق سراحه، ما دفع الأسرة للتحضير لاعتصامين أمام نقابة الصحفيين وآخر أمام السفارة الإماراتية في العاصمة الأردنية، عقب انتهاء إجازة العيد، وتنفذهما نقابتا الصحفيين والمحامين الأردنيين.
واعتقل النجار، وهو أب لخمسة أطفال في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2015، في مدينة أبو ظبي، دون توجيه أي تهمة له أو إحالته للمحاكمة من قبل السلطات الإماراتية التي نقلته إلى سجن الوثبة الصحراوي، على خلفية منشور له على موقع "فيسبوك" نشره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، انتقد فيه موقف الإمارات من العدوان وتعاونها مع مصر لتدمير الأنفاق بين مصر وغزة، كما تقول زوجته ماجدة الحوراني لـ"
عربي21".
وتقول الحوراني إن العائلة اعتصمت أمام سفارة دولة الإمارات عمان احتجاجا على استمرار اعتقاله، رافضة الاستمرار في "المسايسة واستمرار السكوت"، مشيرة إلى أن الاعتصام الثاني سيكون أمام نقابة الصحفيين.
وطالبت بـ"الشعور بأطفال تيسير الخمسة الذي يفتقدون والدهم الذي غاب عنهم للعيد الثاني على التوالي، وهو المعيل الوحيد لهم".
وتأتي خطوة الاعتصام أمام السفارة الإماراتية، بحسب الحوراني، بعد فشل المناشدات والخطابات التي وجهت لدولة الإمارات، مؤكدة أن زوجها لم يخالف القانون الإماراتي، إذ كتب المنشور على "فيسبوك" وهو على الأراضي الأردنية.
وتنقل الحوراني عن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، زياد أبو لبن، الذي شارك في أعمال الاجتماع العام للكتاب والأدباء العرب في دبي، قوله إن تيسير سيخضع لمحاكمة خلال الشهر القادم، إلا أنها تؤكد في الوقت ذاته أن "زوجها الذي تواصل معها عبر الهاتف لا يعرف شخصيا بهذا الموضوع".
وتصف الحوراني وضع زوجها الصحي بـ"السيء، إذ لا يتوفر له طبيب في سجنه، ويحتاج توفير طبيب المرور بسلسة إجراءات معقدة، كمخاطبة الخارجية الأردنية باستدعاء؛ التي بدورها تخاطب السفارة الأردنية في أبو ظبي للكتابة لإدارة سجن الوثبة الصحرواوي لتوفير طبيب، مما زاد من وضعه الصحي سوءا"، وفق تأكيدها.
اعتصام أمام نقابة الصحفيين
بدوره، قال رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الأردنيين، حازم الخالدي، إن اللجنة المشكلة للدفاع عن النجار اتفقت على ترتيب اعتصام أمام نقابة الصحفيين الأردنيين بعد عطلة عيد الأضحى للمطالبة بالإفراج عنه.
وأكد الخالدي لـ"
عربي21" أن مشاروات أجرتها اللجنة المشكلة من نقابة الصحفيين الأردنيين ونقابة المحامين؛ "اجتمعت ورأت أن قضية الصحفي تيسير قد طالت، وليس هنالك أي بوادر أو جواب فيما يتعلق بمصير الصحفي النجار، وطُرح في المشاورات لقاء وفد مع سفارة الإمارات في عمان، وتنفيذ اعتصام أمام النقابة عقب العيد كتعبير من الزملاء الصحفيين للمطالبة بالإفراج عن النجار فورا؛ لعدم وجود أي تهمة حتى الآن موجهة له".
وأضاف: "على دولة الإمارات أخذ العلاقات الأردنية الإماراتية المميزة بعين الاعتبار، والإفراج عن النجار أو محاكمته في حال توجيه تهمة له".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان؛ قد دعت في بيان لها مؤخرا السلطات الإماراتية لإسقاط كل التهم الموجهة للنجار "الذي انتقد بشكل سلمي السلطات الإماراتية".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش جو ستورك: "يبدو أن السلطات الإماراتية تعتقد أن لديها الحق في اعتقال أي شخص - حيثما كان - يعبر عن وجهة نظر لا تتفق معها".