قال الرئيس
اليمني عبد ربه
منصور هادي، إن مليشيا الحوثي وصالح "أدخلوا البلاد في حرب عبثية دمروا فيها كل شيء"، مشددا على أن "هذا المشروع التدميري الذي تقوده إيران عبر المرتزقة في اليمن بات في مهب الريح"، ودعا ما وصفهم بـ"الانقلابيين" إلى "العودة لصوابهم".
وأوضح هادي خلال الكلمة التي ألقاها بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، الجمعة، أن "المشروع الانقلابي نتج عنه أضرار بالغة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي".
وأكد أن حكومته "مازالت تنظر إليهم (مليشيا
الحوثيين وقوات
صالح) كفئة يمنية باغية لابد من عودتها إلى الصواب، ولن نصادر حقها في المستقبل، ولازلنا نبحث عن عيش كريم وحياة آمنة لكل اليمنيين".
وتابع: "فمشروعنا مشروع حياة وبناء وآمال واستقرار.. اليمن الاتحادي الجديد الذي ندعو إليه، هو مشروع كل اليمنيين الذين ساقوه بحكمتهم ومخرجات الحوار الوطني".
وقال "لسنا دعاة انتقام ولا نبحث عن استئصال أحد من الساحة ونمد يدنا للجميع لبناء اليمن الجديد."
ولفت الرئيس اليمني إلى أنه أطلق دعوة للجميع من أجل بناء دولة اتحادية حديثة غير أن مليشيات الحوثي وصالح انقلبوا على الدولة، وأضاف: "مليشيات الحوثي وصالح أدخلوا اليمن في حرب عبثية دمروا فيها كل شيء.. بات هذا المشروع التدميري الذي تقوده إيران عبر المرتزقة في اليمن، في مهب الريح".
تابع: "تدفع اليوم مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية للانتقام من الشعب، والدفع بالأطفال والنساء إلى جبهات الموت دون ضمير ولا إنسانية".
وأكد أن الحرب التي تعصف باليمن "لم نكن نحن من أطلق رصاصتها الأولى"، وتابع: "فقد كنا في صنعاء قبل الانقلاب ولم نزل ننادي بوضع نهاية للحرب".
وأوضح أن "مآسي الصراع دمرت اليمن خلال خمسين سنة الماضية نتيجة الفساد في الحكم والاستئثار بالسلطة والثروة..".
ولفت هادي إلى أنه دعا "الجميع لبناء دولة ديمقراطية مدنية اتحادية تحترم فيها حقوق الإنسان وخصوصيات كافة مناطق اليمن، وتصان فيها كرامة المرأة وحقوق الطفل وكافة الشرائح المهمشة..".
وشدد على أن "الحرب ليست خيارنا، فقد فرضها الحوثي وصالح عندما انقلبوا على المبادرة الخليجية ورفضوا الإجماع الوطني.."، مؤكدا أن ما تجنيه اليمن اليوم هو "ثمن العبث الذي مارسته إيران في اليمن من خلال مليشيا الحوثي وصالح".
وأوضح الرئيس اليمني أنه "في الوقت الذي كان الجميع يمد يده للسلام والشراكة الوطنية كانوا يطلقون الرصاص على الجميع، ويحاصرون الجميع، ويقتلون الأبرياء للإبقاء على مصالحهم في السلطة والثروة ونهب خيرات البلد..".
ودعا هادي إلى ضرورة "إنهاء الانقلاب، وتسليم السلاح والمؤسسات، واستكمال مسار الانتقال السياسي، والذهاب للانتخابات"، وشدد على أن "السلام الذي ننشده لا يقبل بسيطرة المليشيا على مقدرات الدولة والسلاح".
إيران ترعى الإرهاب في اليمن والمنطقة
كما هاجم الرئيس اليمني النظام الإيراني متهما إياه برعاية الإرهاب، فقال إن "التطرف والإرهاب الطائفي الذي ترعاه إيران في المنقطة صنع وسيصنع تطرفا مقابلا له في الإرهاب يتغذى على الإرهاب النقيض له"، وأكد على ضرورة "القضاء على ممارسات إيران التي تولد الإرهاب في اليمن".
وقال إن "الإرهاب والتوحش الذي أبداه
الانقلابيون تجاه الشعب اليمني يغذي بذوره الإرهاب وينتشر"، مشيرا إلى أن الجميع يعاني من هذه الظاهرة.
وشدد هادي على التزام حكومته بـ"مكافحة الإرهاب دون تراخي". غير أنه استدرك: "ولكن أؤكد لكم إن الإرهاب في اليمن لا يمكن القضاء عليه دون القضاء على أسبابه، وأهم هذه الأسباب هو التطرف والإرهاب النقيض الذي يرعاه الحوثي وصالح".
وكشف الرئيس اليمني، في كلمته، عن أن "الفراغ الأمني الذي سببته الحرب، والانهيار الاقتصادي الذي سببته سياسات السوق السوداء، وإفقار الدولة، ونهب الموارد الذي دأب عليها الانقلابيون من يومهم الأول، ولد حالة فقر شديدة تستغلها الجماعات الإرهابية في تجييش الأفراد، وتجنيد الأطفال، وتخزين الأسلحة، والسيطرة على المدن".
وحذر من أنه "إن لم يتم اتخاذ التدابير (اللازمة) لإزالة هذه الأسباب فإن اليمن والمنطقة ستعاني الكثير".
لا فرق بين مليشيا الحوثي وصالح وبين "داعش" والقاعدة
وقارن الرئيس اليمني بين مليشيا الحوثي وصالح وبين تنظيم الدولة والقاعدة، وقال إنه "بالنسبة لليمنيين فالأعمال الإجرامية التي تقوم بها المليشيات (الحوثي وصالح) من قتل ممنهج للمدنيين والأطفال وكبار السن، وخاصة في محافظة تعز، وأعمال الاختطافات، والإخفاء القسري وحصار المدن... هي أعمال إرهابية لا فرق بينها وبين داعش والقاعدة، وغيرها من الجماعات الإرهابية ..".
وتابع: "الإرهاب الذي يصل اليمنيين من الملشيات الانقلابية هو نفس الإرهاب الذي وصلهم من داعش والقاعدة..".
وانتقد عمل المجتمع الدولي بـ"سياسة الأمر الواقع"، فقال: "سياسة الأمر الواقع والتعامل مع المتطرفين يعتبر سابقة خطيرة في المجتمع الدولي، وتشرعن لجماعات الانقلاب والعنف والإرهاب، وتفرض وجودها على الشعوب بقوة السلاح".
وفي الجانب الاقتصادي، دعا الرئيس اليمني العالم الحر "للوقوف معنا والتفاعل مع إجراءاتنا لإنقاذ الاقتصاد اليمني"، وأوضح أنه السبب وراء نقل البنك المركزي إلى عدن أتى لتجنب "الممارسات غير المسؤولة للمليشيات (الحوثي وصالح)".