أثار تداول أخبار قرار السلطات
المغربية إعادة فتح دور القرآن من جديد بعد إغلاقها سنة 2013 بقرار إداري دون سند قانوني جدلا في البلد، واعتبر متتبعون القرار الجديد "غير رسمي" بأنه استغلال في صالح حزب الأصالة والمعاصرة المقرب من السلطة.
وربط المتتبعون قرار فتح دور القرآن في الأيام الأولى من حملة
الانتخابات البرلمانية وسكوت الشيخ محمد المغراوي (دون نفي أو تأكيد الأخبار المتداولة) يمكن أن يكون صفقة بين حزب الأصالة والمعاصرة والمغراوي تقتضي دعوة الأخير أنصاره من التيار السلفي للتصويت على حزبهم.
القباج.. أطالب بالسند القانوني
الناطق باسم جمعيات دور القرآن سابقا الشيخ حماد القباج، كتب تدوينة طالب فيها بالسند القانوني لقرار إعادة فتح دور القرآن من جديد بعد ثلاث سنوات من الإغلاق، قائلا: إنني "بصفتي فاعلا جمعويا ناضل على ملف دور القرآن لسنوات، من حقي أن أطالب بالسند القانوني لقرار الفتح... ومن اتخذ القرار؟ ولماذا الآن بالذات؟."
وأضاف:" بدون هذا التوضيح سنكون أمام سلوك خطير يمس بدولة القانون والمؤسسات، وبدون هذا التوضيح سنفهم أن هناك من يريد إقناع السلفيين بأمر خطير؛ وهو أن المغرب ليس فيه قانون ولا ديمقراطية، وأن القرارات فيه تتخذ بمنطق سلطوي وليس وفق المساطر القانونية...".
مستنتجا أنه بدون توضيح لا حاجة لانتخابات ولا لحكومات ولا لوزارة العدل ولا لوزارة المجتمع المدني...!، كما أنه إذا لم يتم توضيح هذا كله، فسنكون أمام سلوك يمثل مسا سافرا بالمبادئ الدستورية وطموح المغاربة في واقع سياسي يضمن سيادة القانون والمؤسسات...".
واعتبر حماد القباج أن اتخاذ هذا القرار يوحي بأن جهة معينة تريد أن تقول للسلفيين: إن (رئيس الحكومة ووزير العدل لم يستطيعوا فتحها في خمس سنوات ونحن فتحناها في ساعة.. فكونوا معنا ولا حاجة للتصويت ولا للانتخابات.. نحن هم الكل".
واستدرك قائلا: "لا نتوفر على معلومة رسمية بشأن الفتح، ويمكن أن يكون قرار الفتح سلك المساطر القانونية، كما أن دور القرآن حبيبة إلينا ودولة الحق والقانون أحب إلينا...".
وخلص القباج في تدوينته إلى أن نتائج هذا السلوك ستكون عكسية، لأن منسوب الوعي السياسي عند السلفيين أضحى مرتفعا وسيخرجون بحول الله بكثافة للتصويت يوم 7 أكتوبر على الحزب الأصلح ولن تنطلي عليهم خدعة (حنا هما الكل) لأنهم كغيرهم من المواطنين يريدون مغربا يحترم فيه رجال السلطة القانون.
المغراوي.. هذا افتراء وكذب
لم يخرج رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة الشيخ محمد المغراوي بأي بلاغ توضيحي أو تصريح صحفي للرد عن الاتهامات الموجهة له بدعم حزب الأصالة والمعاصرة، إلا أن أحد شيوخ
السلفية بالمغرب يدعى نور الدين درواش، أكد أنه اتصل بالشيخ المغراوي سائلا إياه حقيقة دعمه حزب الأصالة والمعاصرة.
وكتب درواش: أجابني الشيخ المغراوي بأن ما يروج حول دعمه لحزب معين هو افتراء و كذب...، إلا أنه لم يكشف عن حقيقة قرار إعادة فتح دور القرآن مع انطلاق حملة الانتخابات البرلمانية.
يشار أن الانتخابات البرلمانية بالمغرب ستجرى في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بمشاركة 32 حزبا سياسيا، يتنافسون على 395 لولاية نيابية مدتها خمس سنوات.