نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الوضع في
ليبيا بعد تقدم قوات اللواء المتقاعد خليفة
حفتر في سباق السيطرة. واعتبرت الصحيفة أن حفتر تحدى الغرب بانتزاعه أربعة موانئ نفط رئيسية كانت تحت سيطرة حكومة الوحدة الوطنية، في حين تشير الصحيفة إلى أن حفتر تمتع سابقا بحماية المخابرات الأمريكية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الغرب يواجه عراقيل جديدة في ليبيا، لا تتمثل في تنظيم الدولة فقط، وإنما تتمثل أساسا في حفتر الذي تحميه وكالة المخابرات الأمريكية على مدى عقدين من الزمن.
وكان حفتر قد سيطر في 11 أيلول/ سبتمبر على أربعة موانئ نفطية كانت تحت سيطرة حرس المنشآت النفطية، الذي أبرم تفاهمات مع حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وهذه الموانئ تتحكم في نصف صادرات ليبيا من النفط الخام.
وفي اليوم التالي من ظفر حفتر بـ"غنيمته" النفطية، منح برلمان
طبرق، في شرق ليبيا، رتبة مشير لحفتر.
وأضافت الصحيفة أن حكومة الوحدة الوطنية التي يتحداها حفتر، تمثل فقط المجموعات الرئيسية المتواجدة غرب ليبيا، لكنها تعتبر الكيان الوحيد الذي تعترف به الأمم المتحدة وتدعمه معظم القوى الغربية. وبالتالي فإن الطعن في "حكومة الوحدة" هو وقوف في وجه الغرب.
وأفادت الصحيفة أن حفتر أرسل برسالة ضمنية لباقي الق؛وى مفادها أنه إما أن "تكون معي أو ستكون ضدي". وبلغة أدقّ، يطالب حفتر بأن يكون له دور هام في حكومة الوحدة، وتحديدا منصب وزير الدفاع، أو أنه سيقوم بكل ما أمكن له من قوة بإضعاف الحكومة الهشة؛ التي لم تتمكن من حل العديد من المشاكل مثل انقطاع الكهرباء، وتراكم الفضلات، والقضاء على تنظيم الدولة الذي لا يزال يقاوم في مدينة سرت.
وبينت الصحيفة أن آخر شيء يمكن أن تفعله كتائب مصراته وطرابلس، التي تدعم حكومة الوحدة الوطنية، هو تسليم أسلحتها إلى حفتر والامتثال لأوامره؛ فهو مجرم حرب بالنسبة لها.
وعلاوة على ذلك، فإنه بالنسبة لكثير من الليبيين لا يزال حفتر أحد رموز نظام القذافي. فتاريخيا، شارك الجنرال الليبي في الانقلاب الذي جاء بمعمر القذافي إلى السلطة بعد الإطاحة بالملك إدريس الأول. وبعد ذلك، كسب حفتر ثقة القذافي تدريجيا، واعتبره مثل ابنه.
وعلى الرغم من تواجد علاقة جيدة بين حفتر والقذافي، نشأت خلافات بينهما سنة 1987، خلال الحرب بين ليبيا وتشاد، حيث تم إلقاء القبض على حفتر في تشاد، إلا أن القذافي تبرأ منه ورفض الاعتراف بأن الجنرال يعمل تحت إمرته.
وفي الوقت الذي تخلى فيه القذافي عن "ابنه"، قامت القوات الخاصة الأمريكية بتحرير حفتر سنة 1990. وبعد ذلك، عاش حفتر لمدة 20 سنة في المنفى في المنزل المجاور لمقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في فيرجينيا، وخطط خلال هذه الفترة لعدة محاولات لاغتيال القذافي.
وحسب العديد من المحللين، لم يعد حفتر يتمتع بدعم وكالة الاستخبارات المركزية بعد عودته إلى ليبيا سنة 2011، ومن ثم حاول الجنرال إيجاد ثغرة في السياسة المضطربة في ليبيا، ولكنه بعد أن رأى أنه لا يوجد له مكان في البلاد عاد إلى ولاية فرجينيا.
وأضافت الصحيفة أن حفتر عاد مرة أخرى للبلاد بعد بضعة أشهر، وكان ذلك إثر بحجة خروج مظاهرات في ليبيا تطلب من حفتر التدخل، خاصة بعد سيطرة تنظيم الدولة على جزء من الأراضي.
وبينت الصحيفة أنه في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من انقسامات بين الشرق والغرب، لا يزال حفتر العقبة الرئيسية أمام السلام في البلاد التي أنهكها الصراع.
ويحظى حفتر بالدعم من مصر والإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، يعول حفتر على الدعم الفرنسي السري بحجة محاربة "الإرهابيين" في بنغازي.
وبينت الصحيفة أنه يمكن الحديث عن حاجة كل من الغرب وحفتر لبعضهما البعض، لإدارة الوضع في ليبيا. لكن يحتاج الغرب أيضا إلى مجموعات طرابلس ومصراته، خاصة وأن لها دورا هاما في محاربة تنظيم الدولة.