قال توبي لانزر، المنسق
الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في منطقة الساحل الأفريقي، إن عشرات الآلاف يموتون من الجوع في غرب أفريقيا حيث ينشط مقاتلو جماعة
بوكو حرام الإسلامية المتشددة.
وأشار لانزر إلى أن حوالي 65 ألف شخص يعيشون "كارثة" أو في "المرحلة الخامسة" وفقا لتقييم التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهو نظام التصنيف المعترف به دوليا بشأن إعلان المجاعات.
وتطبق المرحلة الخامسة عندما تكون المنطقة التي تشكلها تعاني بوضوح من "الجوع والموت والفقر المدقع" على الرغم من تزويدها بالمساعدات.
وقال لانزر الذي عمل أيضا في جنوب السودان ودارفور والشيشان إن "المأساة تكمن في أننا حين نستخدم كلمة
المجاعة يكون الأوان قد فات".
وقتل مسلحو بوكو حرام حوالي 15 ألف شخص، وتسببوا بنزوح حوالي مليونين خلال سبع سنوات من حركة تمردهم على الحكومة، وما زالوا يشنون هجمات دموية على الرغم من طردهم من الأراضي الواسعة التي سيطروا عليها عام 2014.
وقال لانزر: "هذه هي المرة الأولى التي أجد فيها أشخاصا يتكلمون عن المرحلة الخامسة. وسبب ذلك هو عدم قدرتنا على الوصول. لا يمكننا الوصول إلى أماكن بعينها".
وأضاف: "بسبب انعدام الأمن الذي تنشره حصرا بوكو حرام خسر الناس ثلاثة مواسم زراعية".
ولدى سؤاله عما إذا كان صحيحا الافتراض أن عشرات الآلاف يموتون، قال لانزر: "إنه ليس ما نفترضه. هذا ما يؤكده التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي وأنا أدعم هذا الرقم".
وأضاف: "يمكنني أن أقول لكم إنه منذ قيامي بأول خطوة خارج العاصمة (الإقليمية) مايدوجوري لم أذهب إلى أي مكان لم يكن فيه البالغون منهكين إلى حد أنهم بالكاد يمشون".
وأشار لانزر إلى أن وكالة إغاثة من بلدة باما النيجيرية أحصى العاملون بها نحو 430 طفلا توفوا من الجوع في الأسابيع القليلة الماضية.
وحذر لانزر من أن الوضع قد يسوء أكثر ويتحول إلى "أكبر أزمة تواجهنا على الإطلاق" بوجود ملايين إضافيين يعانون من نقص الإمدادات الغذائية في شمال
نيجيريا ومناطق أخرى في دول مجاورة.
وقال: "نحن الآن نتكلم عن 568 ألفا في أرجاء دول حوض بحيرة تشاد يعانون حاليا من سوء تغذية حاد 400 ألف منهم في شمال شرق نيجيريا. ونعرف أنه خلال 12 شهرا سيموت 75 ألفا أو ربما 80 ألف طفل في شمال شرق نيجيريا إلا إذا تمكنا من إيصال غذاء علاجي خاص إليهم".
وأشار إلى أن أكثر من 6 ملايين شخص في أرجاء منطقة حوض بحيرة تشاد "غير آمنين غذائيا بشكل حاد" بينهم 4.5 ملايين في نيجيريا.