حلت لجنة مشتركة من وزاتي "العدل والحريات" و"
الداخلية"، بعمالة إقليم
تاونات للتحقيق في شكاية مباشرة تسببت فيها خطبة جمعة دعت المصلين إلى عدم التصويت على حزب
العدالة والتنمية، واتهم صاحبها السطات المحلية بالانحياز ضد الحزب.
وقال عبد الحق أبو سليم رئيس جماعة "الرتبة"، في تصريح لـ"
عربي21": "أنا في طريقي إلى عمالة تاونات، وذلك للاستماع لإفادتي تبعا للشكاية المباشرة التي تقدمت بها إلى وزير العدل والحريات حول الخروقات التي تعرفها
الانتخابات في الدائرة".
وتابع أبو سليم أن "آخر هذه الخروقات كانت قيام خطيب مسجد، وهو في الوقت نفسه رجل
السلطة، بدعوة المصلين بشكل صريح ومباشر إلى عدم التصويت على حزب العدالة والتنمية".
واتهم عبد الحق أبو سليم رئيس جماعة "الرتبة"، بقيادة "الودكة"، التابعة للدائرة الانتخابية "تاونات غفساي" بإقيام تاونات (قرب فاس شمال
المغرب)، خطيب جمعة بتوظيف المنبر للهجوم على حزب العدالة والتنمية.
وأضاف أبو سليم: "
خطيب الجمعة بمسجد (حلابة) بجماعة (الرتبة) يدعو المصلين للتصويت ضد العدالة والتنمية"، وتابع: "إن السعار ضرب السلطات المحلية بغفساي".
وتابع عبد الحق: "في سابقة من نوعها، حول خطيب جمعة مجسد حلابة بمركز جماعة الرتبة، الخطبة كلها للحديث عن الانتخابات التشريعية".
وأضح أبو سليم: "بالمناسبة فخطيب الجمعة هو شيخ فرقة بني مجرو، يمتهن مهنة شيخ بالداخلية (رجل سلطة) وخطيب في الوقت نفسه ومزارع للمخدرات".
وأفاد: "بأمر من قائد قيادة الودكة، يوم الجمعة لم يجد الخطيب أي موضوع يتحدث فيه، غير الحديث عن مرشح حزب العدالة والتنمية، مطالبا المصلين بالوقوف ضد هذا المرشح".
ونسب أبو سليم إلى الخطيب قوله: "إن المنطقة تتوفر على الكهرباء وليست بحاجة إلى "قنديل/لامبة" (رمز حزب العدالة والتنمية الانتخابي)".
وسجل أن "الخطبة تحولت إلى خطبة سياسية بامتياز، ولما استرسل الشيخ الخطيب في الحديث عن الانتخابات، وتحولت الخطبة إلى مهزلة، قام المصلون بعد أن غلبهم الضحك وبدؤوا ينصرفون واحدا تلو الآخر، فعم اللغو الصلاة كلها وأصبحت باطلة".
وناشد الرئيس قراء حسابه: "لاحظوا هذه المهزلة، فلم تكفيهم المحاربة بالمقاهي وعن طريق الهواتف واتصال القائد بالأعيان والمستشارين، بل لجؤوا إلى محاربة هذا المرشح في المساجد، بعد أن كان الحقل الديني في منأى عن هذا الأمر".
وواصل باستغراب: "لكن عندما يكون الشيخ إماما، ومن أكبر مزارعي المخدرات والسلطة تتفرج عليه، فانتظر أكثر من هذا".
واستطرد قائلا: "أعوان السلطة الذين يقودون هذه الحملة، هم المزارعون الأولون للمخدرات، ويبلغون عن المواطنين البسطاء دون حياء، وبتنسيق مع السلطات يأكلون الغلة ويلعنون الملة".
وختم رسالته قائلا: "إنها المؤامرة الكبرى تمارس على المواطنين في واضحة النهار بمنطقة (غفساي)، حيث عن طريق هؤلاء أصبحت المنطقة كلها مبحوثا عنها".
وزاد: "أقول لهؤلاء إما أن تكون عون سلطة أو بزناس (تاجر مخدرات بالتقسيط) أما أن تلبس قميص الإمام والبزناس وعون السلطة، فهذا الأمر لا يقبله أحد".
وتابع: "سنتصدى لهذا الأمر بكل ما نملك، ولنا عودة للموضوع في المستقبل القريب بعد الانتخابات، حتى لا يظل هؤلاء يأكلون الغلة ويلعنون الملة. ويبتزون المواطنين لأسيادهم".
واتهم حزب العدالة والتنمية في وقت سابق السلطات الإقليمية بالضغط على كبار رجال الأعمال بالمنطقة حتى لا يترشحوا باسم الحزب في الانتخابات الحالية.
هذا، ونجح ضغط وزارة الداخلية في دفع أحد رجال الأعمال بالمنطقة إلى التراجع عن وضع اسمه وكيلا للائحة الحزب بدائرة "تاونات القرية".
ويضم إقليم تاونات دائرتين انتخابيتين هما "تاونات غفساي" التي يقود لائحة المصباح فيها نورد القشيبل رجل أعمال، رفض تهديدات السلطات، و"تاونات القرية".