تفاصيل ما حدث بدفن قياديين بالإخوان.. وحقيقة منع "الجنازة"
القاهرة- عربي21- عمر عويس05-Oct-1605:17 PM
شارك
الشيخ يوسف القرضاوي سيؤم صلاة الغائب على الضحيتين في مسجد الفاتح بإسطنبول - أرشيفية
قالت زوجة القتيل ياسر شحاتة، الذي قام قوات الأمن المصرية بتصفيته، مساء الإثنين، مع عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين محمد كمال، إنهم لم يروا بأعينهم قيام قوات الأمن بمنع صلاة الجنازة على الضحايا، مساء الثلاثاء، لكن نُقل لهم – من قبل البعض- وجود تهديدات ومخاطر، ما دفعهم للخوف من حدوث مكروه مجددا لأي أحد، ولذلك فضلوا الذهاب مباشرة إلى المقابر لدفن الضحايا.
وأضافت - في تصريح خاص لـ"عربي21"-: "تلقينا الكثير من المكالمات الهاتفية التي أكدت لنا أن قوات الأمن أغلقت كافة المساجد في وجهنا، وأنهم لن يسمحوا لنا بصلاة الجنازة على الشهداء في المساجد، وقال البعض إن هناك رجال شرطة بزي مدني سيتواجدون معنا خلال الدفن، وأن من سيذهب معنا يكون مسؤولا عن نفسه وما قد يحدث له، لكننا لم نر هذا الأمر بأعيننا ولم نلحظه بشكل مباشر ودقيق".
وأشارت زوجة "شحاتة" إلى أنه كانت هناك سيارات شرطة تتبعهم وتسير خلفهم عقب استلامهم جثامين الضحيتين من مشرحة زينهم بمحافظة القاهرة وحتى وصولهم لمحافظة أسيوط، لدفنهم هناك، حيث مقابر الأسرتين (كمال وشحاتة).
وبسؤالها عن السبب الذي حال دون تأجيل الدفن حتى تتم الصلاة عليهم عقب صلاة فجر اليوم، قالت زوجة "شحاتة": "بالفعل فكرنا في هذا الأمر، لكننا فضلنا الدفن مباشر دون الانتظار لصلاة الفجر حتى لا تحدث أي مشاكل".
وأوضحت أنه كان يتواجد معهم بعض الأهالي والجيران، وقاموا بصلاة الجنازة على الضحايا في المدافن -بعد إغلاق المساجد في وجههم- لافتة إلى أنهم لم يقيموا سرادق للعزاء بقريتهم، بل تلقوا العزاء داخل منازلهم فقط.
ونوهت إلى أنهم لم يتلقوا أي تعليمات أو اتصالات من قوات الأمن تطالبهم بفعل أو عدم فعل شيء، مؤكدة عدم حدوث مشادات بين الأهالي والشرطة التي لم تكن متواجدة بالقرب من منازلهم أو خلال الدفن في المقابر. لافتة إلى تواجد ثلاث سيارات شرطة حول منزل والدتها منذ الليل وحتى صباح اليوم.
وأكدت أنهم عاينوا الجثامين في مشرحة زينهم، وكان كل جثمان مصاب برصاصة في الرأس عن قرب، حيث اخترقت الرصاصة كامل الرأس، (دخلت من جهة وخرجت من الجهة الأخرى)، مضيفة بأنهم لم يتسلموا التقرير الطبي، لكنهم حصلوا على تصريح الدفن فقط، والذي كان مكتوبا فيه أن الوفاة كانت نتيجة إصابة بطلق ناري في منطقة الرأس.
من جانبها، قالت فاطمة الزهراء، نجلة الدكتور محمد كمال، إنهم كانوا ينتوون إقامة عزاء وصلاة الجنازة على الفقيدين في أحد المساجد، وكانوا يرتبون لذلك بالفعل، إلا أنهم فوجئوا باتصال من المحامي يقول لهم إن قوات الأمن أبلغته بعدم صلاة الجنازة، وبضرورة خروج الجثامين في سيارة الإسعاف من مشرحة زينهم إلى المقابر مباشرة، وهو ما حدث بالفعل، حيث اضطروا لصلاة الجنازة في المقابر، وهو ما حال أيضا دون حضور الكثيرين مراسم الدفن أو الصلاة عليهما.
ويؤم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي صلاة الغائب اليوم على الضحيتين في مسجد الفاتح بمدينة اسطنبول التركية، عصر اليوم، والتي دعا لها المكتب التنفيذي للإخوان المصريين بتركيا وتجاوبت معها وسائل إعلام تركية.
إلى ذلك، ألقت خلافات جماعة الإخوان المسلمين الداخلية بظلالها على فكرة إقامة العزاء في "كمال" و"شحاتة"، ففي الوقت الذي رفضت فيه الجبهة المعروفة إعلاميا بالقيادة الجديدة أو الشبابية – والتي كان ينتمي لها "كمال" ورفيقه- إقامة العزاء في الضحيتين، حتى القصاص والثأر لدمائهم، أعلنت الجبهة المعروفة بالقيادة التاريخية تلقيها العزاء، وحددت بعض الأماكن لذلك خارج مصر.
من جهته، أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية بتركيا أن وفاة "كمال" ورفيقه "شحاته"، وكذلك الشاب مهند إيهاب - الذي توفى منذ يومين متأثرا بمرضه الذي تسبب فيه الإهمال المتعمد من قبل سلطة الانقلاب- يأتي في سياق استراتيجية التَّصفية التي يتبعها المجرمون مع كل الأحرار الثوار المناضلين، ولا سيما من يظهر منه الإبداع الثوري".
وأضاف – في بيان له الأربعاء-: "يمكننا القول بأنّ وضع الاستراتيجيات الفعالة صار من واجبات الوقت؛ لكونها أقرب إلى بلوغ الغاية وتحقيق الهدف الأسمى وهو كسر الانقلاب".
وذكر التحالف: "نحن إذْ نرى هذه الرؤية نهيب بكل الأحرار من شعب مصر أن يتحركوا ويحركوا الشعب لمواجهة هذا العدوان الآثم على أبناء الأمّة، وندعو القوى الثورية والسياسية والنقابية وغيرها للتوحد والعمل الجاد لإنقاذ الوطن من هذه العصابة".
وطالب حزب "الحرية والعدالة" المنظمات الحقوقية والدولية بالتحقيق في هذه الجريمة التي وصفها بالنكراء لفضح بشاعة أساليب الانقلاب الدموية وكشفه أمام العالم، مشددا على أن جرائم سلطة الانقلاب لن تتوقف عند فصيل أو حركة أو حزب، بل ستمتد لتطول كل أفراد الشعب، إذا لم يتحرك الجميع للحفاظ على حياته ومستقبله، وما تبقى من "شبه الدولة" كما أعلن السيسي.
وأكد – في بيان له- أن استمراء نظام السيسي أسلوب "الاغتيالات للقيادات الثورية والسياسية هو جريمة خطيرة، تجعل تحول السلطة إلى عصابة خارجة عن القانون يجب اقتلاعها ومحاكمتها على كافة جرائمها من قتل وتدمير وإفساد".
وقال حزب الأصالة إن يذكر الجميع بوجوب التعالي على الأحزان، وتجاوز حالة الذهول أو التلاوم، واستلهام صبر وعزيمة هؤلاء الشهداء - بإذن الله تعالى- في الحرص والعمل لنصرة الحق والعدل وإعلاء كلمة الله تعالى".
وأضاف- في بيان له الاربعاء-: "لنعلم جميعا أن القصاص لهم والوفاء لذكراهم إنما يكون بتحقيق الهدف الذي ضحوا من أجله، بالقضاء على الانقلاب وتحرير البلاد من هيمنة العصابة العسكرية الخاضعة للسيطرة الأجنبية صهيونية وغيرها، بل والسعي لرفع الظلم عن المنكوبين في بلادنا التي أبتليت بعصابات فقدت الانتماء لدينها وأوطانها، كما فقدت إنسانيتها".
وأدان اليوم حزب مصر القوية -الذي يترأسه المرشح الرئاسي الأسبق عبد المنعم أبو الفتوح- واقعة قتل "كمال"، مؤكدا رفضه لتلك الممارسات التي وصفها بالهمجية التي تقوم بها أجهزة الأمن نحو المواطنين المصريين من قتل وتصفية وتعذيب وخطف وإخفاء قسري، والتي تطال كثيرا من المصريين سياسيين كانوا أم باعة جائلين أم مهنيين بشكل غير مسبوق.
ولفت إلى أن ما يحدث في مصر يعيد إلى الأذهان "صور أبشع الجرائم التي كانت ترتكب في عراق صدام، وليبيا القذافي، وسورية الأسد، التي أوصلت بلادهم إلى الحال المزري الذي وصلت إليه".
وشدّد على أن "مصر في أمس الحاجة إلى تكاثف أبنائها واتحادهم شعبيا وسياسيا، وذلك بكل وسائل النضال السلمي، متسلحين بالأمل واليقين حتى يتمكن المصريون من فرض سيادتهم على أرضهم من خلال حكم ديمقراطي رشيد، وصولا إلى دولة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".
وقال إن "استمراء الأجهزة الأمنية لعمليات التصفية الجسدية لمعارضيها بمباركة ظاهرة من مؤسسات الدولة المختلفة لهو خطر محدق بمصر وأهلها وأمنها وسلامها، وتهديد أكبر لكيانها الذي لم يعد قائما إلا لخدمة مصالح خاصة لقيادات ومؤسسات فرضت وجودها على الشعب بقوة السلاح لا غيره".
بدوره، ناشد حزب البناء والتنمية كل من وصفهم بالعقلاء في مصر لأن ينظروا لمصلحة البلاد والعباد رحمةً بأوطانهم ورفضا للأعمال الخارجة عن إطار القانون والدستور وغير المسؤولة التي لا تزيد الأمور إلا تعقيدا، مشدّدا على أنه لن ينصلح حال الوطن بإزهاق الأرواح والاستهانة بالدماء.