كشف القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، سين ميرفي، في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، الثلاثاء، عن أن 750 ألفا من
المصريين قد تقدموا للحصول على تأشيرة
الهجرة العشوائية (لوتاري) إلى الولايات المتحدة في عام 2016، مضيفا أن 3200 من بينهم قد حصلوا بالفعل على التأشيرة، وسافروا.
وأضاف ميرفي، خلال المؤتمر، وفق وكالة أنباء "الشرق الأوسط"، أن نصيب مصر من الهجرة العشوائية يبلغ 3500 شخص كل عام، موضحا أنه تم فتح باب الهجرة العشوائية لعام 2017 في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حتى 7 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وأوضح أن التأشيرات الخاصة بالهجرة العشوائية هي تأشيرات تشمل الأسرة بأكملها بما في ذلك الأولاد حتى سن الحادية والعشرين، وأنه يتم التركيز بشكل عام على العائلات، وأنه لا تشترط اللغة للهجرة.
ورأى مراقبون في المؤتمر الصحفي الذي عقده القنصل الأمريكي، وما أعلن عنه من أرقام هي الأكبر في تاريخ المصريين، للمتقدمين لبرنامج "الهجرة العشوائية"؛ هي أبلغ رد دبلوماسي أمريكي على الحملة التي شنها الإعلام الموالي لرئيس الانقلاب، عبدا الفتاح السيسي، على السفارة الأمريكية بالقاهرة، إثر تحذيرها لرعاياها من هجمات إرهابية محتملة، يوم الأحد التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، الذي وافق الذكرى الخامسة لمذبحة ماسبيرو التي لقي فيها قرابة 24 مواطنا مسيحيا في عام 2011 مصرعهم بنيران المجلس العسكري.
كما يأتي في ظل ارتفاع صاروخي لسعر صرف الدولار الأمريكي في مقابل الجنيه المصري، إذ قفز في السوق الموازية (السوداء)، الثلاثاء، إلى أكثر من 14 جنيها، وسط توقعات بقرب قيام البنك المركزي المصري بخفض جديد لقيمة الجنيه.
ويذكر أن أعداد المصريين الذين هاجروا من مصر في الفترة من عام 1993 حتى الربع الأول من عام 2015 قد بلغ 12 ألفا و985 مصريا، بحسب أرقام وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية، بعهد الوزيرة السابقة ناهد عشري، في العام الماضي.
وأوضحت الوزارة، في بيان أصدرته حينها، أن عامي 1996 و1997 شهدا أكبر هجرة في الـ 23 سنة الماضية، إذ بلغ علي التوالي 1165 و963 مصريا، كما بلغ في عامي 2011 و 2012 نحو 446 و534 مصريا على التوالي.
وأشارت الوزارة إلي أن بلدان المهجر خلال الفترة المذكورة، استقبلت 5022 مصريا في أمريكا و4099 في كندا، و2137 في إيطاليا، و1068 في استراليا، و243 في نيوزيلندا ، 416 في بلدان أخري.
من جهتهم، علق ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي على تصريحات القنصل الأمريكي بالإشارة إلى خطاب السيسي، الذي ألقاه في افتتاح مشروع "بشاير الخير" بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية، الشهر الماضي، تعليقا على ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية برشيد إذ وجه السيسي سؤالا لشباب الهجرة غير الشرعية من المصريين قائلا: "بتسيبوا مصر ليه؟".
وتابع: "والله فيها شغل، وأنا مسؤول قدام ربنا عن كلامي، كل إنسان بيسقط في رقبتي، ورقابنا كلنا"، وتابع "بلدنا أولى بينا، وإحنا شغالين بس المشروعات محتاجة وقت".
وكانت وزيرة الهجرة في الحكومة المصرية، نبيلة مكرم عبد الشهيد، قد كشفت عن أن هجرة الأطفال القُصر تعد قنبلة موقوتة.
وقالت في تصريحات صحفية سابقة: "2500 طفل مصري موجود بطريقة غير شرعية، في إيطاليا، وفق أحد التقارير، لكن العدد الحقيقي يفوق ذلك، بيخرجوا مش طايقين البلد، بيودوه مدرسة علشان يتعلم حرفة يدوية، إنما الطفل المصري بيهرب من مركز الإيواء، وبيروح لسوق الخضار علشان يشتغل".
إلى ذلك، لا توجد أرقام دقيقة وحديثة تحصر عدد المصريين في الخارج بصورة منهجية، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد المصريين في الخارج يبلغ 2.7 مليون نسمة، بناء على عدد تصاريح العمل التي تم إصدارها من وزارة الداخلية، وطلبات الهجرة، لكن هذه الأرقام لا تشتمل على الأعداد الكبيرة من المصريين الذين تقدر أعدادهم غير الرسمية بما يفوق سبعة ملايين يعملون في الخارج.