انتقدت صحيفة "النهار"
اللبنانية تصريحات أمين عام
حزب الله اللبناني، حسن
نصر الله الأخيرة بمناسبة عاشوراء، التي استغلها لمهاجمة
السعودية، مضيفة أنه بذلك يضع العماد
ميشال عون أمام وضع معقد، وهو المرشح لرئاسة البلاد.
ونشرت الصحيفة الخميس على صدر صفحتها الأولى، قراءتها للمشهد اللبناني خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، لاسيما بعد هجوم نصر الله على السعودية، قائلة إنه زاد تعقيدا والتباسا وغموضا.
وتوصلت الصحيفة اللبنانية من خلال تصريحات أمين الحزب الأخيرة، إلى أنه بدا وكأنه غير معني بانتخاب رئيس للبلاد.
وانتقدت تحويل حزب الله مناسبة إحياء "عاشوراء" في مختلف المناسبات التي شهدتها مناطق انتشار الحزب ونفوذه، منصة لإطلاق أوسع الحملات الحادة والهجومية ضد المملكة العربية السعودية.
ووصفت هذه الحملات ضد السعودية من الحزب بأنها شكلت العنوان السياسي الداخلي العابر إقليميا في هذه المناسبة، مضيفة أن الأمر تحول مع هذا كله إلى نقطة مثيرة لمزيد من الشكوك وليس للتقديرات الإيجابية الفعلية.
وأوضحت أنه "لم يكن خافيا من خلال استقصاء معظم الأصداء السياسية وردود الفعل على الخطابين اللذين ألقاهما نصر الله مساء الثلاثاء وظهر الأربعاء، أن لوحة التشاؤم حيال إمكانات حصول اختراق حقيقي في المسار الرئاسي لم تتبدل، بل زادت اتساعا".
وأوردت أن هذا الموقف من نصر الله يأتي على الرغم من أنه عاود التأكيد في خطابه على "موقفه الإيجابي" مما سماه "المسار السياسي الإيجابي الحالي"، بعدما كان دعا قبل يوم الى توسيع إطار التفاهمات السياسية للوصول إلى النتائج المطلوبة، وكرر دعم الحزب للعماد ميشال عون.
وبعد وصفها خطاب نصر الله بأنه كان متناقضا، قالت: "لعل أبرز ما تظهره الأصداء السياسية لهذين الخطابين وما واكبهما من مظاهر حزبية في اليومين الأخيرين أن الأوساط المواكبة لاحظت تناقضات واسعة جدا بين منحى اتخذ طابعا شديد الهجومية والعدائية حيال المملكة السعودية وإطلاق شعارات (الموت لآل سعود) من جهة، وبين دعوة نصر الله إلى عزل لبنان عن حروب المنطقة من جهة مقابلة".
اعتراف بالتورط الإقليمي
وقرأت أيضا أن الخطابين تضمنا "أوسع اعتراف علني ومقصود باتساع تورط الحزب في ميادين المواجهات الإقليمية من سوريا إلى العراق واليمن فالبحرين، وشكلت مواقفه من هذه المواجهات أكثر من نسبة تسعين في المئة من مضامين الخطابين".
وانتقدت الصحيفة موقف العماد عون من المخاوف التي تثيرها تصريحات نصر الله المعادية للسعودية، إذ قام بالتحرك سريعا مع سعد الحريري، وعاد إلى تثبيت هذه المخاوف بدلا من تبديدها من خلال تصعيد حملاته الكلامية الحادة على السعودية.
وتساءلت الصحيفة: "كيف يمكن توقع أصداء إيجابية للمرونة الشكلية التي أعلنها نصرالله حيال مسعى الحريري، فيما هو يلهب الصراع مع السعودية، ويضع العماد عون أيضا أمام لحظة أشد تعقيدا من قبل؟".
وأضافت: "إذا كان التعامل المرن مع مسعى الحريري يهدف إلى تسهيل الطريق نحو جلسة 31 تشرين الأول/ أكتوبر، فكيف يستقيم الأمر مع مجرد دعوة إلى توسيع التفاهمات، كأنما الحزب يعفي نفسه من مهمة اقتلاع العوائق، ويترك لحلفائه وفي مقدمهم عون نفسه إقلاع شوكهم بأيديهم؟".
وختمت الصحيفة بالقول إن تصريحات نصر الله تحمل دلالات بارزة لجعل تفعيل الحكومة والمجلس أولوية لديه تتقدم أولوية الانتخاب الرئاسي، وهو الأمر الذي برز في الخطابين الأخيرين له.