ناقشت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين، انطلاق عملية الموصل التي أعلن عنها، صباح الاثنين، بمشاركة القوات المختلفة.
وفي تقرير أعده مارتين تشولوف وهانا سمرز، أشارت "الغارديان" إلى أن الهجوم المنتظر طويلا لاستعادة الموصل بعد عامين من سيطرة
تنظيم الدولة، بدأ بتحرك القطع العسكرية والمدفعية باتجاه المدينة شمال
العراق.
وأعلن بدء الهجوم في بيان على التلفزيون الرسمي، ألقاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في الصباح الباكر من الاثنين، قائلا: "يا أبناء شعبنا العزيز يا أبناء محافظة نينوى الأحبة، لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل، أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش".
قوة من ثلاثين ألفا
وبعد شهر من الإعداد، حوصرت الموصل، آخر معقل مدني لتنظيم الدولة في العراق، بقوة مكونة من أكثر من 30 ألف عنصر.
وجنوبي المدينة، تحركت القوات العراقية، التي سافرت مئات الأميال نحو ما تعتبره بغداد "المعركة الأخيرة" ضد التنظيم، إلى مواقعها الأخيرة الجمعة، بالإضافة للقوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية الخاصة المتواجدة كقوة استشارية للبيشمركة الكردية، وتلعب دورا أساسيا في الغارات الجوية ضد أهداف التنظيم داخل المدينة.
بدء المعركة
واندلعت المناوشات خارج ثاني أكبر المدن العراقية في الأيام الأخيرة مع غارة جوية على "جسر الحرية" الكبير الأحد، دون أن يعلن أحد مسؤوليته، فيما تتهم وكالة تنظيم الدولة "أعماق" القوات الأمريكية بالقصف.
وصباح الاثنين، غطت سحابة كبيرة من الدخان الجبال والسهول المؤدية للموصل، بسبب إحراق النفط على يد تنظيم الدولة استباقا للهجوم.
وتسعى قوات البيشمركة للسيطرة على ثلاث قرى، والتقدم 12 كم في اليوم الأول من الهجوم، لكنهم يصرون على أنهم لن يدخوا الموصل نفسها.
ويتوقع أن تنظيم الدولة لغم الطرقات المؤدية إلى الموصل بكثافة بأعداد كبيرة من العبوات الناسفة، فيما حذرت القوات العراقية سكان الموصل ودعتهم للبقاء في منازلهم، بحسب "الغارديان".
"وقت الانتصار"
وبعد خطاب البغدادي، ألقيت منشورات على المدينة تدعو المدنيين لتجنب مواقع محددة في المدينة، وإعلان "وقت الانتصار".
وقال أحمد الأسدي، القانوني والناطق باسم المسلحين: "نعد بأن هذا سيكون نصرا كبيرا لائقا بعظمة العراق وتاريخ شعبها"، بحسب قوله.
ويتوقع أن يستمر القتال أسابيع، إن لم يكن أشهرا، بالنظر إلى طول واستمرار معارك الفلوجة والرمادي.
ويعتبر الهجوم على الموصل التحدي الأكبر لـ"خلافة" تنظيم الدولة، التي قوضت سلطة البلاد في المنطقة، وتسببت بموجات كبيرة من اللاجئين، وحصلت فيها مجازر بحق الأقليات، وأدت إلى بث الشكوك حول مستقبل البلاد.
6000 مقاتل
ويتوقع أن "داعش" أبقى ستة آلاف مقاتل للدفاع عن الموصل، مختبئين بين 600 ألف مدني، معظمهم يتوقع أن يهرب حال اشتداد المعارك، في المدينة ذات المليوني نسمة قبل دخول التنظيم.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المعركة قد تؤدي إلى أزمة إنسانية قوامها مليون لاجئ.
ومنع المسلحون المدنيين من مغادرة المدينة، ونصبوا نقاط تفتيش على الطرق الخارجية وفجروا منازل أولئك الذين انسحبوا.
وبمغادرة المدينة، يخاطر المنسحبون بالعبور فوق حقول الألغام وخطر الاكتشاف والعقاب من تنظيم الدولة، بينما يعلم أولئك الباقون أنهم سيواجهون الغارات ومعارك الشوارع والحصار المتوقع من القوات الأمنية العراقية واحتمالية استخدامهم دروعا بشرية من تنظيم الدولة.
600 جندي أمريكي
ونشرت أمريكا 600 جندي إضافي للمساعدة في احتلال المدينة، ليصل العدد الكلي للجنود الأمريكيين إلى أكثر من 5200 بحسب البنتاغون.
وقالت الولايات المتحدة، الأحد، إنها فخورة بالوقوف مع حلفائها في الهجوم لاستعادة الموصل، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر في بيان، إن "هذه لحظة حاسمة في الحملة ضد تنظيم الدولة".
وأضاف: "الولايات المتحدة والتحالف الدولي مستعدون لدعم القوات العراقية والبيشمركة وشعب العراق في القتال الصعب"، مضيفا بقوله: "نحن واثقون أن الحلفاء العراقيين سيتحدون ضد العدو المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من حقد وقسوة داعش"، بحسب قوله.
بدوره، أبدى نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، ستيفن أوبراين، الأحد، خشيته من المخاطر التي تواجه المدنيين مع بدء المعارك، محذرا من أن العوائل تواجه خطرا كبيرا إذا علقت في مرمى النار أو استهدفت من القناصة.