مرصد آشوري: الإحصاء السكاني للإدارة الكردية تغيير ديموغرافي
اسطنبول - عربي21 - مصطفى محمد24-Oct-1603:27 AM
شارك
تساءل دياربكرلي عن مدى ضرورة إجراء إحصاء سكاني بينما تشتعل البلد - أرشيفية
اتهم مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل دياربكرلي، الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، بممارسة سياسية التغيير الديموغرافي في المناطق الخاضغة لسيطرتها.
وأشار دياربكرلي، في حديث خاص مع "عربي21"، إلى جملة من الممارسات الأخرى التي قال إنها تصب في سياق هدف التغيير الديمغرافي، من بينها تجنيد الشباب في المليشيات الكردية، ومصادرة أملاك المهاجرين بذريعة إدارتها لحين عودة أصحابها، والتدخل في المدارس الخاصة التابعة للكنائس، وصولا إلى عمليات الخطف والاعتقالات.
وكانت الإدارة الكردية قد أعلنت في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري؛ عن انتهاء المرحلة الأخيرة من الإحصاء السكاني، الذي تم تنظيمه تباعا في كل المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في الشمال السوري.
وأشار دياربكرلي إلى تناقص أعداد الآشوريين المسيحيين في منطقة الجزيرة السورية (شمال شرق) إلى ما دون الـ50 ألفا، من أصل نحو 250 ألفا قبل اندلاع الثورة السورية، جراء الحرب وممارسات الإدارة الكردية مؤخرا، موضحا أن "هذا الوضع ينطبق على مناطق سيطرة النظام والأكراد المتداخلة فيما بينها".
وكان المرصد الآشوري لحقوق الإنسان قد ناشد في وقت سابق المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، للعمل على إيقاف مشروع الإحصاء السكاني، مطالبا بعدم الاعتراف بنتائجه.
وقال دياربكرلي: "إن حالة الحرب التي تعيشها البلاد، وما نتج عنها من نزوح داخلي وخارجي، فضلا عن التهجيير القسري الذي تقوم به عدة أطراف، يجعل من الصعوبة القيام بعملية إحصاء سكاني"، متسائلا عن معنى هذا الإحصاء والبلاد تعيش ظروفا استثنائية، "وما هي الضرورة القصوى التي دفعت بالإدارة الكردية لمثل هذا الإجراء في هذا الوقت".
وتابع: "نرى أن هذا الإحصاء والممارسات الأخرى التي تقوم بها الإدارة لخدمة نوايا مبطنة، ولتثبيت عملية التغيير الديموغرافي التي استهدفت كل المكونات في منطقة الجزيرة السورية".
وقال دياربكرلي في هذا السياق: "إننا نعتبر أن الإدارة الكردية، هي إدارة غير شرعية، وبالتالي فإن القرارات الصادرة عنها غير شرعية، وهي لا تحظى إلا بتأييد قلة من كل المكونات بمن فيهم المسيحيون"، وفق تعبيره.
وردا على سؤال "عربي21" حول رؤية المكون الآشوري لما يجري في سوريا، قال دياربكرلي: "إن ما حدث في سوريا قبل خمسة أعوام من الآن كان حراكا ثوريا، يمثل تطلعات الشعب السوري، لكن مع وصول السلاح لم نعد نستطيع فصل هذا الحراك عن الصراع السني - الشيعي في المنطقة عموما".
وبيّن أن المسيحيين "في حالة حيرة، وهم يقفون على الحياد، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل"، كما قال.
وحول وقوف الكنائس السورية بشكل رسمي إلى صف النظام، وقتال كتائب مسيحية ضد المعارضة، مقابل عدم وجود مماثل لها في صف المعارضة، اعتبر مدير المرصد الآشوري أن "من وقف إلى صف المعارضة والنظام من المسيحيين هم قلة قليلة".
ومضى قائلا: "الفئة الصامتة هم الغالبية اليوم في الوسط المسيحي السوري، وهذه الفئة تطمح إلى التغيير بوسائل ديموقراطية، وهم يدخلون في الفئة الرمادية"، على حد وصفه.
وفي سياق متصل، أعرب دياربكرلي عن مخاوفه من انتهاء الوجود المسيحي في سوريا بشكل خاص، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، لافتا إلى انخفاض أعداد المسيحيين في كل دول المنطقة.
ورأى أن "الضامن الوحيد لبقاء المسيحيين في سوريا وعودة المهجرين منهم إليها، هو قيام دولة بنظام ديمقراطي، تستند إلى دستور يقوم على مبدأ الشراكة والمساواة بين الجميع".