ارتكبت طائرات النظام السوري، الأربعاء، مجزرة في بلدة حاس التابعة لمدينة كفرنبل بريف إدلب، راح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم أطفال، جراء استهدافها أحياء سكنية وتجمعاً للمدارس في البلدة، في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان أن القوات التركية "لن تصل إلى
حلب".
ونقلت وكالة "سمارت" السورية، نقلا عن مركز الدفاع المدني في كفرنبل، أن طائرات النظام الحربية، أطلقت عدة مظلات تحمل قنابل فراغية، واستهدفت تجمعا للمدارس وسط بلدة حاس، ما أسفر عن مقتلِ 22 مدنيا بينهم خمسة أطفال، وجرح أكثر من 30 آخرين، في حصيلة لا تزال أولية.
ولا زالت فرق الدفاع المدني تبحث عن عالقين تحت الأنقاض، نتيجة دمار نحو ستة منازل سكنية، إضافة لدمار كبير طال تجمع المدارس المكون من "ثانوية وإعداديتين وابتدائية"، ما يرجح ارتفاع حصيلة الضحايا، وسط إعلان مشافي البلدة عن حاجتها لجميع زمر الدم.
في الأثناء، جرح ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، جراء غارات بصواريخ تحمل قنابل "عنقودية" شنتها طائرات النظام الحربية، على خمسة أحياء سكنية في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، مع غارات بصواريخ فراغية، على قرية بسنقول، ومنطقة سرجيلا الأثرية شرقي بلدة البارة في جبل الزاوية.
وتعرضت معظم قرى وبلدات ريفي إدلب الجنوبي والغربي، لغارات كثيفة شنتها طائرات حربية روسية وأخرى تابعة لقوات النظام، ترافقت مع قصف جوي بالبراميل المتفجرة، توجهت على إثرها فرق الدفاع المدني لتفقد المناطق المستهدفة.
قصف على ريف دمشق
جرح أكثر من 20 مدنيا، الأربعاء، بقصف صاروخي ومدفعي لقوات النظام على مدينة دوما، كما جرح مدنيان بقصف روسي ليلي على بلدة الأشعري.
واستهدفت قوات بقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة مدينة دوما، من مواقعها في الجبال المحيطة، ما أسفر عن جرح أكثر من 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وفق المكتب الطبي في المدينة، بحسب وكالة "سمارت"، بينما أوضح الدفاع المدني على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أن فريق الإسعاف والإنقاذ في مراكز 200 و300 عملوا على إسعاف الجرحى إلى المراكز الطبية.
وطالت غارات روسية ليلية مدينة دوما وعدة بلدات في الغوطة الشرقية، أسفرت عن جرح مدنيين اثنيين في بلدة الأشعري.
خسائر للنظام في حلب
وقتل 15 عنصرا من قوات النظام وجرح آخرون، بعد اشتباكات مع مقاتلي "جيش المجاهدين" في محاولة الأول للتقدم داخل أحياء حلب الشرقية.
وذكر "جيش المجاهدين" على موقعه الرسمي بـ"تويتر"، أن مقاتليه تصدوا لعناصر النظام أجبرهم على التراجع بعد هجومهم على حي الراشدين الرابع، وسوق الجبس في المدينة، بعد منتصف الليل وسيطرتهم على عدة نقاط.
وأوضح "الجيش"، أن مقاتليه نجحوا في صد محاولة النظام وقتلوا 15 عنصراً له بالإضافة إلى عدد من الجرحى، رغم المؤازرة التي تلقاها الأخير من الطائرات الحربية الروسية. ولم يشر المصدر إلى سقوط قتلى أو جرحى في صفوف "جيش المجاهدين".
من جهة أخرى، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات على كل من بلدة أورم الكبرى، وخان العسل، كما طال قصف جوي للنظام على بلدة البويبية، دون ورود أنباء عن إصابات، وفق ناشطين.
كما تصدت غرفة "عمليات فتح حلب" محاولات للنظام و"ميليشياته" التقدم نحو جبهة حي صلاح الدين، دون ذكر تفاصيل أخرى، وفق ناشطين.
وقتل عدد من عناصر قوات النظام، وأُسر اثنان، الثلاثاء، خلال اشتباكات دارت مع فصائل "غرفة عمليات فتح حلب" على جبهة حي كرم الجبل بالقسم الشرقي المحاصر لمدينة حلب، كما قتل وجرح عشرات العناصر من قوات النظام، وجرح آخرون، في اليوم نفسه، بكمين للجيش السوري الحر في حي صلاح الدين.
وفي سياق آخر، قصف الجيش التركي 117 موقعاً لتنظيم الدولة، وعناصر "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي شمال
سوريا، في إطار عملية "درع الفرات".
وأوضح الجيش في بيان صادر، الأربعاء، أنه قصف 99 موقعا لتنظيم الدولة، و18 لـ"الاتحاد الديمقراطي" شمال سوريا، الثلاثاء، دون ذكر الأماكن المستهدفة، وسط استمرار أنشطة المراقبة وتحديد الأهداف وتعزيز التدابير الدفاعية وتدمير الأهداف في المناطق التي سيطر عليها الجيش الحر في مدينة مارع ومحيطها، حسب وكالة "الأناضول".
وأضاف أن سلاح الجو التركي شنّ غارات على مواقع تنظيم "الدولة" في منطقة سوسيان، شمالي حلب، أسفرت عن مقتل عنصرين للأخير، مؤكدا أن الفصائل سيطرت على بلدات أخترين والقصار وثلاثينة وتل نايف في الريف الشمالي، مشيرا إلى سقوط قتيلين من الجيش الحر وخمسة جرحى، بإلقاء طائرات النظام المروحية برميلاً متفجراً على تل نايف، إضافةً إلى مقتل اثنين وجرح 21 آخرين بانفجار سيارة مفخخة للتنظيم في قرية "أق برهان"، جنوبي أخترين.
وكانت "غرفة عمليات حوار كلس" قالت، الثلاثاء، إن طيران النظام المروحي ألقى براميل متفجرة على مواقع الجيش الحر في تل جيجان، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى من الجيش الحر وإصابة عشرة.
كذلك سيطرت الفصائل العسكرية على 163 منطقة، تقع على مساحة تقارب ألفاً و300 كيلو متر مربع شمالي سوريا، عقب معارك مع التنظيم، وذلك منذ بدء عملية "درع الفرات" في 24 آب/أغسطس الماضي، وفق البيان.
وسيطرت فصائل عملية "درع الفرات"، أمس الثلاثاء، على قرية كسارة وتلي المضيق وجيجان، بعد اشتباكات مع التنظيم لينسحب بعدها، دون وقوع قتلى للطرفين.
"لن نتقدم إلى حلب"
بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن عمليات الجيش التركي في سوريا تهدف لتأمين السيطرة على بلدتي الباب ومنبج، لكنه لا يعتزم أن يمد هذه العمليات إلى مدينة حلب.
وقال أردوغان في خطاب في أنقرة: "لنبدأ معركة مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية. لكن حلب ملك لأهلها. علينا أن نوضح ذلك".
وجاءت تصريحات أردوغان ردا على تحذير أحد قادة العمليات الميدانية، التابعة لقوات النظام السوري، الأربعاء،
تركيا من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب، قائلا إن أي تقدم سيتم التعامل معه "بحزم وقوة".
وقال قائد العمليات، الذي لم يكشف عن اسمه، في تصريح مكتوب حصلت عليه وكالة "رويترز"، إن أي تقدم سيمثل "تجاوزاً للخطوط الحمراء"، مضيفاً أن النظام لن يسمح "لأي كان بالتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء"، بحجة قتال تنظيم الدولة.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، إن قوات النظام تستهدف الفصائل العسكرية بدلاً من تنظيم الدولة، مضيفا أن العمليات التركية في سوريا ستستمر حتى سيطرة الفصائل على مدينة الباب، وذلك بعد قصف مروحيات تابعة لقوات النظام، مقاتلين من الفصائل "درع الفرات" التي تدعمها بلاده.
وكان الجيش التركي أطلق، في الـ 24 من آب/ أغسطس الماضي، عملية تحت اسم "درع الفرات"، سيطرت خلالها فصائل الجيش الحر على كامل مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا في الشمال الشرقي لحلب، كما سيطرت على كامل الشريط الحدودي بين مدينتي جرابلس، وأعزاز.