بعد سنوات من محاولات عرقلة المشروع، بات "
متحف الهولوكست الفلسطيني" في كيف تاون، بجنوب إفريقيا، أمرا واقعا، حيث سيكون المتحف هو الأول من نوعه في العالم، بحسب القائمين عليه.
وواجهت المشروع عراقيل عدة، بسبب معارضة جهات امتنع مدير المشروع أنواح ناجيا؛ عن تسمتها، لكنه لفت، في حديث خاص مع "
عربي21"، إلى أن مشروعه يقع على بعد أقل من كيلومترين من "متحف الهولوكست اليهودي" في كيف تاون.
وعلمت "
عربي21" أن مؤيدي اللوبي الصهيوني في جنوب إفريقيا حاولوا عرقلة المشروع عبر القضاء، ولكن محاولاتهم جميعها باءت بالفشل.
وبينما ينفي ناجيا أن يكون هدف المشروع هو التشكيك بـ"الهولوكست اليهودي"، عبّر في الوقت ذاته؛ عن رفضه أن تكون هذه هي الرواية الوحيدة التي تُعرض في العالم، مشيرا إلى أن المتحف الفلسطيني يسعى لكسر الصمت لدى "العالم الحر" تجاه "المأساة الفلسطينية"، ابتداء من وعد بلفور.
واستغرق الحصول على الترخيص الرسمي لإنشاء هذا المتحف نحو خمس سنوات، حيث تم التقدم بطلب الترخيص للجهات الرسمية في
جنوب أفريقيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، لكن الموافقة لم تأت إلا في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بسبب اعتراضات وعراقيل قانونية، علما بأن الإعداد الفعلي للمشروع بدأ في عام 2009.
وتبلغ كلفة المشروع نحو ثلاثة ملايين دولار. وفي هذا السياق، أكد ناجيا، وهو رجل أعمال، أن نحو 90 في المئة من التمويل مصدره مؤسسة "كاف" (KAAF) الحقوقية؛ التي يديرها ويمولها هو إلى جانب زوجته وابنه وابنته، وفيما القسم المتبقي من التمويل هو من "أصدقاء وأفراد من العائلة"، وفق قوله لـ"
عربي21".
ومشروع المتحف يندرج تحت مظلة مؤسسة "كاف" التي قال ناجيا إنها تهتم بمجال حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك سوريا والعراق والسودان والصومال وميانمار "وحتى المكسيك"، على حد تعبيره.
و"kAAF" مؤسسة عائلية، واسمها مشتق من مجموع الحروف الأولى من أسماء أصحاب المؤسسة، وهم كل من ابن ناجيا "كامل"، وابنته "أمل"، واسمه هو (ناجيا)، وزوجته "فضيلة".
والمتحف الذي لم يشأ ناجيا تحديد موعد لافتتاحه، هو عبارة عن مركز متكامل مكون من 9 طوابق، يتكون من قاعة لمعرض فلسطيني يضم لوحات وصور توثق القضية الفلسطينية، ابتداء من وعد بلفور مرورا بالنكبة عام 1948 وحرب 1967، وصولا إلى "الحرب الاجتماعية
الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين".
كما يضم المركز مكتبة، وقاعة محاضرات، ومركزا فلسطينيا لحقوق الإنسان، و"مسرحا افتراضيا"، و"حديقة السلام" لتخليد ذكرى شهداء فلسطين، ومطعما، وعيادة طبية. واللافت، أن المشروع خصص طابقا لإقامة مسجد يتسع لمئتي مصل، وإلى جانبه كنيسة تتسع لـ18 مقعدا، وكيسا يهوديا بسعة 12 مقعدا.
وأكد ناجيا أنه يسعى لإيصال الرسالة إلى كل "المؤمنين وغير المؤمنين، المسلمين وغير المسلمين، والمسيحيين واليهود"، مشددا على أن الرسالة هي أنه "لا يمكن السكوت أو التسامح مع القمع والعنف"، واصفا مواقف الأمم المتحدة و"جميع الصامتين" تجاه "الهولوكست الفلسطيني" بـ"المنافقة".
وأضاف: "الرسالة ليست لطرد اليهود، بل للعدالة، وإعادة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من الفلسطينيين لأصحابها، وتمكينهم من أن يعيشوا كمواطنين على أرضهم"، موضحا أن هناك حاجة لتوضيح أن "القضية لا تتعلق بيهود مقابل غير اليهود، أو المسلمين ضد غيرهم، بل بمعالجة القضايا الجيوسياسية والتاريخية" المتصلة بـ"المئة عام الماضية"، أي منذ وعد بلفور.
وقال إن "متحف الهولوكست الفلسطيني" يعرض رواية متكاملة للقضية الفلسطينية من مختلف جوانبها، "لمواجهة محاولات تشويه التاريخ ونفي الوجود الفلسطيني"، مضيفا: "سنوثق كل بيت، وكل شارع، وكل مدينة، وكل كنيسة، وكل مسجد تعرض للدمار.. وكل طفل أو امرأة أو رجل يقتل" في فلسطين.