خرج المئات من ساكنة
الحسيمة (شمال
المغرب)، في احتجاجات شعبية عارمة بعد مقتل بائع سمك داخل شاحنة شفط الأزبال دخل إليها، مساء الجمعة، من أجل استرداد بضاعته المحجوز عليها.
وأكد شهود عيان وكما هو موثق في مقطع فيديو، أن آلة شفط الأزبال قام مستخدم بتشغيلها بتعليمات من أحد المسؤولين في السلطة، مما أدى إلى الإجهاز على الشاب المسمى قيد حياته محسن فكري (32 سنة) ومصرعه في الحال.
وجاء رد فعل الضحية بعد أن صادرت السلطات المحلية ما يقارب خمسة أطنان من سمك اشتراه داخل ميناء الحسيمة، وكان ينوي بيعه بالتقسيط، إلا أن تعسف السلطة بحجة أن نوعية
السمك المراد بيعه يمنع صيده اعتبره فكري ضياعا لرأسماله الكامل وهو المعيل الرئيسي لعائلته الكبيرة.
محافظ المدينة
وخرج عامل (محافظ) عمالة إقليم الحسيمة محمد الزهر حوالي الساعة الثالثة من صباح السبت، لتوجيه كلمة أمام المحتجين استجابة لمطلبهم في حوار مباشر معه باعتباره ممثل ملك المغرب محمد السادس في المنطقة.
وأكد محافظ الإقليم الذي كان برفقة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة ذاتها، أنه سيتم إجراء بحث شفاف ودقيق في وفاة الشاب محسن فكري تحت إشراف النيابة العامة، قائلا: "سنتابع معكم الوضع أول بأول ونحن في دولة الحق والقانون، ومدينة الحسيمة في قلب جميع المغاربة وعزيزة عند الملك، ولن نسمح بألا يكون هناك تحقيق نزيه".
وأضاف محمد الزهر أن هذه الإجراءات تم تبليغها لمصالح مندوبية الصيد البحري بالمدينة، حيث سيتم اختيار مندوب جديد بالنيابة ابتداء من السبت، حسب قوله.
فتح تحقيق
وأمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة بفتح تحقيق في مقتل محسن فكري، مساء الجمعة، بشاحنة لجمع النفايات.
وذكر في بلاغ له، السبت، أنه عهد بإجراء
التحقيق في وفاة المسمى قيد حياته محسن فكري، إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل البحث عن حقيقة الحدث وأسبابه وتحديد المسؤوليات لترتيب الأثر القانوني على ذلك.
هاشتاغ الغضب
واحتج رواد ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك، تويتر" في تدوينات وتغريدات على مقتل الشاب فكري وبشاعة الحادث، مطالبين بمحاسبة المسؤولين في أقرب وقت.
وتداول النشطاء هاشتاغ "
طحن_مو" (اقتل والدته)، وهي العبارة التي قالها الشرطي لأحد المستخدمين بشاحنة الأزبال من أجل تحريكها وأدت لمقتل الشاب بائع السمك، كما تقاسم نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي من خلاله مجموعة من التدوينات والفيديوهات التي توثق للحظة مقتل الضحية وأثناء إخراجه من الشاحنة بصعوبة بالغة تجاوزت الساعة والنصف، حسب ما أكده شهود عيان.
وتم تداول مجموعة من الوسوم الأخرى من بينها "شهيد الحسيمة"، "كلنا محسن فكري"، و"شهيد الحكرة"، "الريف المطحون".
وتعيش مدينة الحسيمة على صفيح ساخن، بعد انضمام مجموعة من القطاعات الخدماتية الأخرى من بينها سائقي سيارات الأجرة لاحتجاجات الساكنة، مطالبين بالكشف العاجل عن نتائج التحقيق وتقديم المسؤولين عن مقتل ابن مدينتهم محسن فكري للحاسبة والمحاكمة.