أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية عملياتها العسكرية الجوية ضد تنظيم الدولة في مدينة
سرت الليبية، بعد أشهر من تدخلها العسكري لصالح قوات "
البنيان المرصوص" التي تقودها حكومة الوفاق الوطني.
توقيف القصف الأمريكي على داعش سرت، بعد 3 أشهر من إطلاقه، يأتي في وقت تعيش فيه
ليبيا أزمة سياسية جديدة، كما يتزامن مع تباطؤ عمليات الثوار على الأرض.
توقف القصف
وأعلنت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، صباح السبت، إن الولايات المتحدة قررت إيقاف عملياتها الجوية في مدينة سرت، والتي استهدفت من خلالها تجمعات لتنظيم داعش دعما لحكومة الوفاق بطرابلس.
وأضافت "فوكس نيوز" إن قرار وزارة الدفاع الأمريكية جاء بعد يوم واحد من استخدام البحرية الأمريكية مروحيات هجومية من نوع "سوبر كوبرا" لتنفيذ هجمات جوية على مواقع داعش في سرت.
إلى ذلك لم تعلن القيادة الأمريكية العسكرية في أفريقيا "أفريكوم" رسميا عن إيقاف الضربات في سرت، كما أنها لم تعلن أيضا عن عمليات جديدة ضد تنظيم داعش في ليبيا منذ مطلع الشهر الجاري.
وأعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، في أغسطس آب أن القصف الأمريكي جاء بناء على طلب مقدم من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
سرت انتهت وامريكا لم تقدم شيئا
وقال الناشط المدني والسياسي الليبي وليد لحاج، تعليقا على وقف أمريكا غاراتها الجوية ضد داعش "ببساطة سرت انتهت عسكريا".
وأضاف وليد بلحاج في تصريح لـ"
عربي21"، "هناك مسارات سياسية يجب إحراز التقدم فيها قبل إعلان الانتهاء من تحرير سرت، وحتى التدخل الأمريكي لم يكن إلا دفعة إعلامية لمساعدة كلينتون ف الانتخابات".
وتبع وليد "التدخل الأمريكي ما كان إلا مجرد غطاء متأخر فقط، فقد أنجز الثوار وقوات البنيان المرصوص الكثير، حيث بلعت سيطرتهم ع مساحات كبيره تقارب 80% من تواجد التنظيم".
ورفض وليد ربط توقف العمليات الأمريكية باستمرار الأزمة السياسية، قائلا: "بعد دفع ما يقارب 600 شهيد و2000 جريح، تباطأ الثوار في الحسم حتى ينجز المجتمع الدولي وعوده التي أنكر جزء منها و تنصل المجلس الرئاسي أيضا ومنها الجرحى الذين يعجون بالمستشفيات والمصحات الحكومية الفاشلة".
وشدد على أن جزءا من سبب تباطؤ عمليات تحرير سرت مرتبط، من تخوف الثوار من "سياسات أعداء الثورة، فإذا أعلن تحرير المدينة، ستبدأ هجمة مضاده أخرى لإخراج الثوار وقوات الثورة من سرت".
وأضاف "سيجري اتهام الثوار بتدمير المدينة وتهجير أهلها، وحينها يستلمها حفتر على طبق من ذهب".
وشدد الناشط الليبي على أن قصف أمريكا لداعش لم تكن له قيمة ولا يمثل شيئا على الصعيد الميداني، فلم يجد الثوار شيئا ملموسا في القصف الأمريكي إذا تم مقارنته في 2011 حيث كان ضربات قوية وحاسمة وتمهد الطريق للثوار في الزحف نحو العاصمة".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلق في آب أغسطس الماضي عمليات عسكرية جوية ضد داعش بسرت دعما لقوات البنيان المرصوص التي تقودها حكومة الوفاق الوطني.
وفي أيار مايو الماضي هاجمت قوات حكومة الوفاق الوطني مدينة سرت أهم وأخطر معاقل تنظيم الدولة في ليبيا، واستمر وأطبقت الحصار عليها شهرين بعد ذلك في أفق تطهير ليبيا من آخر معاقل داعش.