فتح فوز
ترامب بالانتخابات الأمريكية باب التساؤل واسعا عن شكل السياسة الجديدة المتوقعة لواشنطن حيال
العراق، بعد تصريحات سابقة قال فيها ترامب إنه قادر على إنهاء وجود تنظيم الدولة في
الموصل والرقة في غضون 30 يوما فقط .
ويرى مراقبون أن الحديث عن شكل السياسة الخارجية الجديدة لواشنطن تعد من الأمور المبكر الحديث فيها، نظرا لحاجة القادم الجديد لوقت ليس بالقليل للتعرف على خبايا السياسة الخارجية.
في حين يرى آخرون أن محددات السياسة الخارجية تعد من الأمور شبه الثابتة لدى الإدارات المتعاقبة دون ارتباط بتوجهات أو شخص الرئيس الجديد.
ويرى البرلماني السابق والباحث في العلاقات الدولية الدكتور عمر عبد الستار أنه من السابق لأوانه التبوء في الخطوات المقبلة لترامب في العراق، نظرا لحاجته لشهرين على الأقل لأداء قسم الرئاسة.
وتوقع عبد الستار لـ "
عربي21"، أن يتقدم ترامب "الفوضوي" في السياسيات الأمريكية الخارجية بعدما أخرها أوباما، مشيرا إلى أن احتمال أن يكون العلاج في العراق المليء بالفوضى عبارة "وداوني بالتي هي الداء".
ويجزم البرلماني السابق بأن مشكلة العراق الأساسية ليست وجود تنظيم الدولة فقط، بل تغلل وهيمنة
إيران وميليشياتها على مقدرات البلاد، لافتا إلى أن ترامب كان قد هدد طهران في خطاباته الانتخابية واحتمالية أن يؤدي ذلك لمنفعة مستقبلية في العراق.
وتساءل عبد الستار: "هل سيستفيد ترامب في عراق ما بعد الموصل من التواجد الأمريكي العسكري لإيجاد حل سياسي؟"، مؤكدا أنه لا حل في العراق دون حل
المليشيات الشيعية وكف يد إيران.
تحدي تنظيم الدولة
إلى ذلك وصف الباحث السياسي الدكتور إبراهيم علوش تصريحات ترامب المتعلقة بإنهاء تنظيم الدولة في غضون 30 يوما بـ"الهراء الذي يدغدغ مشاعر الفئة البيضاء قليلة التعلم التي دعمته بالانتخابات.
وقال علوش لـ"
عربي21" إن حديث ترامب عن إنهاء تنظيم متشعب بالعراق والمنطقة في 30 يوما بعيد كل البعد عن العقلانية والمنطقية ولغة الواقع.
وزاد بالقول: "ذلك يعني إن حدث جدلا نشر قوات كبيرة في العراق وسوريا، ما يعني توريطا لأمريكا في مستنقع كبير وخطر تماما كما حدث في فيتنام".