قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن
اليمين الإسرائيلي المتطرف فرح بوصول المرشح الجمهوري دونالد
ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن وزير التعليم المتطرف نفتالي بينيت زعيم الحزب المؤيد للاستيطان "البيت اليهودي"، قوله إن وصول ترامب إلى الحكم، مع التغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، قد يساعدان إسرائيل على تقديم "أفكار جديدة بديلة" للنزاع مع الفلسطينيين، بدلا من حل الدولتين.
وتشير الصحيفة إلى أن بينيت كان يتحدث بعد يوم من تحدي الوزراء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، ودفعهم بمشروع قانون لتشريع البؤر
الاستيطانية، التي بنيت على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ويورد التقرير نقلا عن بينيت، قوله إن "التغيرات في الولايات المتحدة وأوروبا والمنطقة تعطي إسرائيل فرصة ذهبية لإعادة ترتيب أمورها وإعادة التفكير بكل شيء"، وأضاف أن إنشاء دولة فلسطينية "سيكون خطأ فادحا".
وتعلق الصحيفة قائلة إن تصريحات بينيت، بالإضافة إلى مشروع القانون حول البؤر الاستيطانية، يشيران إلى الدور الذي قام به انتخاب ترامب الأسبوع الماضي في منح السياسيين المتطرفين الجرأة على الحديث والتحرك، منوهة إلى أنه بعد ثماني سنوات من العلاقات المتوترة بين حكومات نتنياهو المتعاقبة والرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي انتقدت إدارته استمرار العمليات الاستيطانية على مناطق الفلسطينيين، فإن اليمين المتطرف يأمل بتبني ترامب سياسة أكثر مرونة تجاه إسرائيل.
ويلفت التقرير إلى أن الرئيس المنتخب وعد أثناء حملته الانتخابية بأن ينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما سيعبر عن كسر للتقليد الأمريكي، الذي تمسك بأن الوضع النهائي للمدينة يجب أن يقرر في محادثات السلام.
وترى الصحيفة أن تصريحات ترامب حول إسرائيل ونزاعها مع الفلسطينيين غير واضحة ومتناقضة، لافتة إلى أن الوزير الإسرائيلي المتطرف لم يقدم تفاصيل عن أثر انتخاب المرشح الجمهوري في إسرائيل والسياسات الإسرائيلية.
وينوه التقرير إلى أن نتنياهو طالب وزراءه وأعضاء الكنيست يوم الأحد بالتوقف عن إدلاء تصريحات قبل أداء الرئيس الأمريكي المنتخب القسم في كانون الثاني/ يناير، مشيرا إلى أن "البيت اليهودي" يمثل الجماعات القومية الدينية والمستوطنين الإسرائيليين، وغيرهم من الرافضين لحل الدولتين وجهود التسوية السلمية، التي تقودها الولايات المتحدة منذ عقدين، وينظر لبينيت على أنه منافس رئيسي لنتنياهو.
وتقول الصحيفة إنه "في الوقت الذي يعبر فيه نتنياهو بتذمر عن دعمه لحل الدولتين، فإن بينيت يريد ضم المناطق التي تديرها إسرائيل في الضفة الغربية، حيث يعيش حوالي 500 ألف مستوطن".
ويفيد التقرير بأن حزب بينيت وأعضاء حزب الليكود يدفعون بقانون تشريع البؤر الاستيطانية، رغم معارضة نتنياهو والنصيحة القانونية، التي قدمها المدعي العام أفيشاي ماندلبلت، الذي حذر من أن هذا القانون فد لا يصمد أمام أي استئناف قضائي في المحكمة العليا.
وتذكر الصحيفة أن الفلسطينيين والمجتمع الدولي يعدان المستوطنات كلها غير قانونية، مستدركة بأن القانون الإسرائيلي يفرق بين مستوطنات قانونية وغير قانونية.
وبحسب التقرير، فإن حوالي 15 ألف مستوطن يعيشون في بؤر استيطانية موزعة على شمال الضفة الغربية، وعلى هامش المستوطنات التي تقول إسرائيل إنها قانونية، لافتا إلى أن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية قرروا التقدم بمشروع القانون بعدما طلبت المحكمة العليا إخلاء البؤرة الاستيطانية "عمونا" بحلول 25 كانون الأول/ ديسمبر، ورفضت المحكمة يوم الاثنين طلبا من الحكومة بتأجيل قرار الإخلاء.
وتبين الصحيفة أن الفلسطينيين عبروا عن غضبهم من مشروع القانون، ومشروع آخر لمنع الأذان في المساجد، مشيرة إلى أن موعد القراءة الأولى لمشروع القانون حول البؤر الاستيطانية سيكون يوم غد الأربعاء، حيث يشكك بعض الإسرائيليين بتمريره، وحتى لو تم تمريره فيمكن نقضه في المحكمة العليا.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول ليور أميهاي من حركة السلام الآن: "هذا يعني أن آلاف الوحدات السكنية التي أقيمت على أراضي الفلسطينيين ستصبح شرعية"، وأضاف أن "هذا يعطي الضوء الأخضر لاستمرار هذه السرقة".