قالت صحيفة "نيوروك تايمز" إن انتخاب، دونالد
ترامب، رئيسا لأمريكا، قد لا يكون بذلك السوء بالنسبة لإيران، رغم الأصوات التي تتوقع أن يهدم وصوله إلى البيت الأبيض الاتفاق التاريخي بشأن النووي
الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للإيرانيين، "لا فرق في اسم الرئيس الأمريكي القادم" كما جاء على لسان المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي.
وفي التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، ذكرت الصحيفة بتصريحات ترامب الذي هدد بتمزيق الاتفاق، ورد عليه خامنئي بأنه سيشعل به النار حينئذ.
لكن عددا من المحللين رأوا في وصول ترامب إلى البيت الأبيض فرصة جيدة لإيران التي تقاتل في سوريا إلى جانب نظام الأسد، إذ إن الولايات المتحدة قد تتوقف عن دعم المعارضة السورية، وتركز على محاربة تنظيم الدولة ما يعني دعما ضمنيا للأسد وإيران في المعركة.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة طهران، محمد ماراندي، قوله إنه إذا ما حصل هذه "فيسكون شيئا جيدا لإيران، والمنطقة، والعالم".
وتابع: "إذا حدث هذا التغيير على يد ترامب فسيكون أمرا رائعا".
ورغم أن آمال الإيرانيين في أن تنسحب أمريكا من المنطقة، وتغلق قواعدها العسكرية، وتسحب حاملات الطائرات من الخليج العربي، تبدوا آمالا بعيدة المنال نسبيا، إلا أن الإيرانيين يرون أن لدى ترامب رؤية انعزالية، والدليل هو تصريحاته حول جدوى حلف الناتو، وتساؤلاته حول المظلة الأمريكية التي توفرها بلاده لكوريا الجنوبية واليابان.
وأضاف البروفيسور ماراندي: "إذا أبدت الولايات المتحدة في عهد ترامب إيجابية وتوقفت عن تهديد إيران فإن إيران ستكون إيجابية وترد بالمثل".
وتوقع عشرات الخبراء في الأمن القومي أن يحافظ ترامب على الاتفاق مع إيران، إلى جانب الضغط من جانب بعض الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي على ترامب من أجل إيجاد طرق بديلة للضغط على إيران سوى "تمزيق الاتفاق".
وحتى إذا ما انهار الاتفاق النووي فإن إيران حققت بالفعل بعض المكاسب، إذ تلقت عشرات المليارات من الدولارات من أموالها المجمدة، كما باعت نفطها في السوق العالمية، وعقد عدة صفقات مع دول أوروبية، ومن غير المضمون أن تلغي أطراف الاتفاق الأخرى التزامها إذا ما أعادت واشنطن فرض العقوبات على إيران.
ويرى آخرون أن أيام العسل مع أمريكا انتهت، فمئات الساعات التي قضاها وزير الخارجية جون كيري، ونظيره الإيراني محمد جواد
ظريف وفريقاهما في التفاوض لن تتكرر، بحسب المحلل الاقتصادي القريب من تيار الرئيس الإيراني حسن روحاني، سعيد ليلاز، فالمرشح لمنصب وزير الخارجية في طاقم ترامب هو عمدة نيويورك السابق، رودولف جولياني، أو ربما السفير السابق في الأمم المتحدة، جون بولتون.