انتقد
المغرب دولة
الكويت، بسبب رفضها الانسحاب من القمة
العربية ـ الأفريقية التي احضتنتها "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية، بسبب مشاركة وفد جبهة البوليساريو الانفصالية، وأشاد بالدول العربية التي دعمت المغرب وانسحبت من القمة.
غضب الرباط
على غير العادة في العلاقة بين الرباط ودول مجلس التعاون الخليجي، أعربت وزارة الخارجية المغربية في بيان أصدرته ليل الخميس، عن أسفها لما وصفته بالموقف الذي انجرت إليه الكويت.
وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون إن "المغرب الذي تجمعه بدولة الكويت الشقيقة علاقات مثمرة ومتينة في مختلف المجالات، والحريص على مواصلة تطوير هذه العلاقات، ليبدي أسفه للموقف الذي انجرت إليه الكويت في هذا الشأن المبدئي".
وأضاف البيان أن الكويت "لم تفرض، كرئيسة للجلسة، عن الجانب العربي، التقيد بتلك الضوابط المشتركة بين المجموعتين، إذ أدى ذلك إلى إبقاء شارات لكيان وهمي، غير معترف به سواء من طرف هيئة الأمم أو جامعة الدول العربية".
الكويت تقترب من إيران
اعتبر خالد يايموت الباحث في الشؤون الاستراتيجية، أن "غضب الرباط من موقف الكويت هو للتأكيد على أن مسالة الوحدة الترابية لبلاده قضية حاسمة في العلاقات مع دول العالم بما في ذلك الدول الصديقة والشقيقة".
وتابع خالد ياموت في تصريح لـ"
عربي21"، "المغرب كان يريد من الكويت أن تلعب دورا أكبر في القمة خاصة وأنها كانت رئيسة القمة السابقة التي لم تشارك فيها البوليساريو، لكنه لم تفعل، وهذا سبب انزعاج الرباط".
وأوضح أنه "في الغالب كانت هناك مشاورات بين الدول العربية لتوحيد الموقف من المشاركة، وغالبا تم التوصل إلى اتفاقات لم تحترمها الكويت وأخلت بها فيما يخص الموقف من الوحدة الترابية للمغرب".
وتابع أن "موقف الكويت يخفي وراءه قضية اكبر هو الاصطفافات والمحاور الجاري تشكيلها في المنطقة، فالكويت تبتعد بشكل تدريجي عن محور
السعودية، الإمارات، قطر، المغرب، وتقترب بشكل كبير من محور
إيران، ومصر".
وأفاد أن المحور الذي يضم المغرب والسعودية وقطر والإمارات ينسق اشتغاله في أفريقيا انطلاقا من غرب القارة، وقد نقل مجال اشتغاله إلى شرق القارة من خلال الزيارات الأخيرة لملك المغرب إلى أثيوبيا حيث سد (النهضة) العملاق، سبب الخلاف المصري/الأثيوبي، وطنزانيا و قبلهما بوروندي".
شكر الداعمين
إلى ذلك عبرت المملكة المغربية عن شكرها الخالص والعميق للمملكة العربية السعودية وللإمارات العربية المتحدة ولدولة قطر ولمملكة البحرين وللمملكة الأردنية الهاشمية ولسلطنة عمان وللجمهورية اليمنية وللصومال".
وشكر بيان الخارجية المغربية الدول العربية الثمانية التي "أبانت خلال الأشغال التحضيرية للقمة العربية الإفريقية الرابعة، التي نظمت أول أمس بمالابو، عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية، من تمسك ثابت بالضوابط الحاكمة للشراكة العربية الإفريقية".
وتابع البيان إن هذه التوابث "تتمثل في اقتصار التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، إلتزاما بمبدأ السيادة الترابية للدول، وإيمانا من الدول الخليجية الخمسة المذكورة بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى بالرياض".
وشددت الرباط على أن "عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، في إطار احترام ثوابته الوطنية، تعني تأكيد إرادته في خدمة القضايا العادلة وتعبئة الأسرة الإفريقية حول التحديات الحقيقية المرتبطة بكرامة المواطن الإفريقي وأمنه والنهوض بوضعه المعيشي".
وسجلت على أن المغرب "سيواصل انخراطه في أية شراكة مؤسساتية تعني القارة الإفريقية، موازاة مع سياسته الإفريقية الأصيلة في مقاصدها والمتجددة في آلياتها والمواكبة لأولويات شركائها، والتي تركز على مشاريع التنمية المستدامة وبناء القدرات البشرية والتضامن والتقارب الثقافي والطمأنينة الروحية وتحقيق الأمن والسلم".
وكان المغرب وثمان دول عربية قد انسحبت من القمة العربية ـ الأفريقية احتجاجا على مشاركة وفد جبهة البوليساريو التي تدعو لانفصال الصحراء عن المغرب.