تتواصل معاناة
اللاجئين العراقيين الفارين من مدينة
الموصل إلى شمال شرق
سوريا؛ نتيجة المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة. ومع بداية فصل الشتاء، قام هؤلاء اللاجئون في قرية "رجم صليبي"، الواقعة في جنوب محافظة الحسكة، بحفر ما يشبه بالقبور ليعيشوا فيها، بما يقي أطفالهم برد الشتاء في ظل الظروف الحالية.
وقال الناشط الإعلامي السوري باسل الحسين، لـ"عربي21"، إن قيام اللاجئين العراقيين في قرية رجم صليبي بحفر "القبور" كان حلا أخيرا، بعد موجة البرد التي اجتاحت المنطقة، وتسببت في انتشار الأمراض بين الأطفال، ووقوع حالة وفاة واحدة لطفل لم يتجاوز عمره أربع سنوات.
وأشار الحسين إلى أن اللاجئين حاولوا خلال الفترة الماضية الوصول إلى مخيم الهول، الذي يبعد 30 كيلومترا عن قرية رجم صليبي، التي تعد نقطة فصل بين الوحدات الكردية وتنظيم الدولة، إلا أن الإجراءات الأمنية للوحدات الكردية تسببت في انتظارهم لفترة طويلة، دون السماح لهم بالعبور إلى المخيم.
وأضاف أن غياب المنظمات الإنسانية عن تقديم يد العون والمساعدة للاجئين العراقيين أدى إلى تفاقم أوضاعهم؛ حيث "لم يجدوا سقفا يحميهم، ولا حتى خيمة تؤويهم من تقلبات الطقس وتغيراته، فقرر عدد من الشباب البدء بمشروع حفر القبور، وأنجزوا عددا منها، ما مكن بعض العائلات العراقية من السكن بشكل ملائم نوعا ما، رغم مخاطر تحول الحفرة إلى بركة من الماء في حال نزول الأمطار".
من جهته، قال حسين العميري، وهو أحد لاجئي مدينة الموصل العراقية، لـ"عربي21"، إنه حفر لأسرته "قبرا" بعد أن فقد الأمل بالحصول على خيمة، متابعا: "لقد قمت بنفسي بحفر القبر لعائلتي، وكنت مضطرا لأوفر لأطفالي مكانا أفضل من العراء في موسم الأمطار، رغم مخاطر القبور، فلا نملك حلا آخر بعد أن تخلى عنا الجميع".
وأكد العميري أن جميع اللاجئين المتواجدين في قرية رجم صليبي يعانون من غياب المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية، خاصة مع تزايد أعداد الوافدين بشكل يومي، محمّلا حكومة بلاده مسؤولية عدم توفير متطلبات الحياة لهم.
يشار إلى أن مئات العراقيين القادمين من مدينة الموصل العراقية ما زالوا عالقين على الحدود السورية العراقية؛ إذ يحاولون بشتى الطرق الوصول إلى مخيم الهول في ريف الحسكة، الذي يقع في منطقة تسيطر عليها الوحدات الكردية، رغم أنه يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وفق شهادات نشطاء المنطقة.