دعت 224 منظمة مجتمع مدني أهلية محلية ودولية، في مختلف أنحاء العالم اليوم الخميس، أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عقد دورة "استثنائية طارئة" للجمعية، للتحرك الفوري من أجل وضع حد لـ"الجرائم" المرتكبة من قبل نظام بشار الأسد، في سوريا.
جاء ذلك في تصريحات لرئيسة مكتب منظمة العفو الدولية بالأمم المتحدة، شيرين تادرس، خلال مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة الأممية بنيويورك.
وقالت "تادرس" إن 224 من المنظمات المحلية والدولية الأهلية "تدعو بإلحاح الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (193 دولة)، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وطلب عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، للمطالبة بوضع حد لجميع الهجمات غير القانونية في
حلب وأماكن أخرى في سوريا".
وأردفت قائلة: "الأمر أصبح أكثر وضوحا الآن، فمجلس الأمن الدولي خذل الشعب السوري، وهناك ما يقرب من نصف مليون شخص قتلوا، وكل واحد من هؤلاء هو رسالة توبيخ صارخ لمجلس الأمن الدولي المفترض أنه الوصي على السلم والأمن الدوليين، والذي سمح الجمود السياسي أن يقف في طريق إنقاذ الأرواح".
وتابعت: "يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة استخدام كل الأدوات الدبلوماسية المتاحة لاتخاذ إجراءات تضع حدا للفظائع المرتكبة في سوريا، خاصة بعد أن شهدنا تقاعسا مخزيا من قبل مجلس الأمن الدولي على مدى السنوات الخمس الماضية"، وفقا لتعبيرها.
ومن بين المنظمات (غير الحكومية) التي توجهت بندائها اليوم إلى أعضاء الجمعية العامة، "منظمة العفو الدولية"، و"منظمة كير الدولية"، و"منظمة هيومان رايتس وتش"، و"المركز الدولي لمسؤولية الحماية"، و"معهد السياسات الدولية"، و"أطباء من أجل حقوق الإنسان".
400 ألف نازح
وفي السياق ذاته قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس إن 30 ألف شخص يتلقون المساعدات بعد أن فروا من منطقة شرق حلب المحاصرة في الأيام القليلة الماضية ليصل إجمالي النازحين في المدينة إلى 400 ألف.
وقال يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية للصحفيين إنه جرى حتى الأربعاء تسجيل دخول نحو 18 ألف شخص للمناطق التي يسيطر عليها النظام وإن نحو 8500 عبروا إلى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد في حلب. ورجح أن ترتفع هذه الأرقام اليوم الخميس.
وتسببت حملة برية وجوية عنيفة شنها النظام السوري مع حلفائه الروس واللبنانيين بدأت في أيلول/سبتمبر في عزل مقاتلي المعارضة في أهم معقل حضري لهم ومعاناة نحو 250 ألف مدني من تناقص الغذاء وتداعي المنشآت الطبية. وفي يومي الأحد والاثنين عانى مقاتلو المعارضة من أكبر خسائر لهم في أربع سنوات بفقدان السيطرة على نحو ثلث المنطقة التي كانوا يسيطرون عليها.
تعنت الروس والنظام
وقال إيجلاند إن سوريا وروسيا رفضتا طلبا من الأمم المتحدة لوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو 400 مريض ومصاب في حاجة للعلاج.
ومضى يقول إن الأمم المتحدة لديها غذاء يكفي 150 ألف شخص في غرب حلب لكن لا يمكنها حتى الآن الوصول إلى نحو 200 ألف شخص ما زالوا في المنطقة التي نفدت بها مخزونات الغذاء وتجري بها العمليات الجراحية في أقبية المباني بدون مخدر.
وتزيد الأمم المتحدة من وجودها في غرب حلب للمساعدة في جهود الإغاثة لكنها أيضا تراقب معاملة الأشخاص الفارين من المنطقة المحاصرة.
وقال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة تجري محادثات مع الحك
ومة السورية للوصول إلى الأشخاص الذين يتم فحص أوراقهم أو احتجازهم بعد فرارهم من الحصار.
وقالت اللجنة في بيان إنه على الرغم من أن هناك 30 ألفا معروف أنهم فروا إلى الشطر الغربي فهناك أعداد أخرى لا تحصى من المرجح أنها فرت في اتجاهات أخرى وأن العدد قد يزيد بعشرات الآلاف.
وأضاف إيجلاند أن الأولوية القصوى لا تزال لوقف القتال وكذلك لإيجاد مأوى للسكان مع بدء الشتاء.