لم يجد لاجئو مخيمَي الركبان والحدلات الصحراويين؛ سوى القمامة والأكياس البلاستيكية؛ ليشعلوا بها نار التدفئة، بعدما تقطعت بهم السبل في المنطقة الواقعة خلف الساتر الترابي على امتداد حدود الأردن الشمالية الشرقية.
وبحسب الناشط في
مخيم الرقبان علي التدمري؛ فإن "102 ألف لاجئ سوري يعيشون في الرقبان والحدلات ظروفا إنسانية صعبة، وخصوصا بعد تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في المنطقة الصحراوية التي تشهد عواصف رملية، ما دفع الأهالي إلى حرق أي شيء قابل للاشتعال من قمامة وأكياس بلاستيكية؛ لتدفئة الأطفال وكبار السن، الذين يعشون في خيم لا تقيهم
برد الشتاء القارس".
وحذر الناشط في حديث لـ"
عربي21"، مما أسماه "كارثة إنسانية في حال استمر النقص في المساعدات الطبية والإنسانية، وخصوصا ما يتعلق بالرعاية الصحية للأطفال"، مؤكدا "وفاة طفلين خلال الأسبوع الماضي بسبب لسعات البرد، وعدم وجود رعاية طبية".
وطالب التدمري الجهات الدولية بـ"توفير حليب للأطفال وأدوية بشكل عاجل، إلى جانب معدات فحص طبي، وحاضنة للأطفال حديثي الولادة، ومولدة كهرباء".
إقرأ ايضا: تزايد معاناة اللاجئين السوريين على حدود الأردن
وسبق تحذيرات التدمري؛ التوصل لاتفاقية بين الأمم المتحدة والحكومة الأردنية في 23 تشرين الثاني/نوفمبر لإدخال مساعدات عاجلة لمرة واحدة للاجئي الرقبان والحدلات. وأكدت الأمم المتحدة في بيان لها، أن "المساعدات جاءت مع بدء أكثر فترات السنة بردا، حيث يمكن أن تنحدر درجة الحرارة إلى مستويات خطيرة".
وأشار البيان إلى أن "هذه المساعدات تتضمن حصصا غذائية ومساعدات صحية، كما أنه يتم توزيع ملابس شتوية وأغطية ومواد عازلة للعائلات؛ لمساعدتها على مواجهة ظروف الشتاء القاسي".
ضعف المساعدات الدولية
ودعا الناطق باسم مجلس عشائر تدمر والبادية السورية، عمر البنية، إلى "استمرارية تقديم المساعدات، وإعطاء الأولوية لنقل الأطفال المصابين للعلاج"، منتقدا ضعف دور المنظمات الدولية -وخصوصا الونيسيف- في إغاثة الأطفال
اللاجئين.
وقال لـ"
عربي21" إنه "مع دخول
فصل الشتاء؛ يستلزم بشكل عاجل تأمين لباس للأطفال، وتأمين الرعاية الطبية والحليب والغذاء لهم بشكل مستمر، إلى جانب تأمين الرعاية والحماية للأمهات المرضعات، وتأمين اللقاحات والأدوية التي تقي من نزلات البرد والصقيع، مع توفير التدفئة للمخيم، وتأمين الخيم بشكل أكبر".
وأكد البنية أن "مخيم الرقبان يفتقر لمنظومة إسعاف سريع للحالات الحرجة، مما تسبب بالعديد من حالات الوفاة".
ولا تقر الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها محمد المومني، بأن "الحدلات" و"الرقبان" يعدان مخيّمين، واصفا إياهما في أكثر من تصريح بـ"التجمعات السكانية"، مؤكدا أن "على العالم تحمل مسؤولياته في ما يتعلق باللاجئين".
ويأتي "التصلب الحكومي" تجاه مخيمي الرقبان والحدلات؛ بعدما قامت السلطات الأردنية بإغلاق الحدود الشمالية والشرقية للمملكة، واعتبارها منطقة عسكرية، في أعقاب التفجير الذي تبناه تنظيم الدولة، واستهدف حرس الحدود الأردني في 20 حزيران/ يونيو الماضي، وأسقط عددا من القتلى والجرحى.
لاجئو الداخل الأردني
وعلى صعيد اللاجئين السوريين داخل المخيمات في الأردن؛ فقد وضعت الجهات والمنظمات المختصة خططا استجابة لإغاثة اللاجئين في فصل الشتاء، تتضمن تقديم مساعدات مالية مخصصة لشراء وقود التدفئة، إلى جانب مساعدات أخرى متعلقة بفصل الشتاء.
ويتوزع اللاجئون السوريون في الأردن على عدة مخيمات؛ هي: الزعتري، والمخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود)، والأزرق، وسايبر سيتي.. بينما يقطن عدد كبير من اللاجئين في المدن الأردنية.
وبيّن الناطق الإعلامي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، محمد الحواري، أن "خطة هذا العام تتضمن إعادة تنظيم أماكن اللاجئين، بالتعاون مع الدفاع المدني الأردني، بحيث لا يكون المأوى موجودا في مكان قد تتجمع فيه الأمطار"، مشيرا إلى أن المفوضية "قامت بصرف مبالغ مالية كي يتمكن اللاجئون من إعادة تعبئة أسطوانات الغاز، وشراء احتياجاتهم للشتاء".
وقال الحواري لـ"
عربي21"، إن المفوضية قامت بـ"إنشاء أرضيات أسمنتية للكرافانات في مخيم الأزرق السنة الماضية؛ لتوفير الدفء داخل السكن، وحماية اللاجئين من دخول أي قوارض وحشرات".
وتشير أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى أن الأردن يستضيف نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجلين لديها، بينما تقول المملكة إنها تستضيف نحو 1.4 مليون لاجئ منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011.