نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن التطورات التي تشهدها أرض المعركة في
الموصل، وتداعيات ذلك على القوات العسكرية
العراقية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المعركة في الموصل هي أشد وأقسى مما هو متوقع، وقد تأخذ مدى زمنيا يتجاوز كل التوقعات، حيث شهدت سقوط عدد كبير من الضحايا من جانب الجيش العراقي، الذي خسر منذ بداية المعركة أكثر من 2000 جندي. وبالتالي، فإن ارتفاع عدد الضحايا والقتلى في صفوف الجيش العراقي لا يبشر بخير، بل هو مؤشر على بداية هلاك القوات العراقية.
وذكرت الصحيفة أن القوات العراقية واجهت جملة من الصعوبات، تجلت في الخسائر الفادحة التي تتكبدها منذ بداية الهجوم ضد قوات
تنظيم الدولة، من أجل استعادة ثاني أكبر مدينة في العراق من سيطرة التنظيم في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر.
وأفادت الصحيفة أنه وفقا للأرقام التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة في العراق، فإن 2000 شخصا على الأقل من أفراد القوات العراقية لقوا مصرعهم في تشرين الثاني/ نوفمبر، بينما أصيب 450 آخرين على الأقل بجروح. وفي هذا السياق، حذرت من الأمم المتحدة، والقوات الموالية للحكومة، من حقيقة الخطر الذي تعكسه هذه الأعداد، وأكدت أن الأرقام الدقيقة تكشف عن وجود عدد أكبر من الخسائر البشرية التي وقعت خلال الفترة الأخيرة.
والأعداد حول خسائر القوات العراقية التي نشرت الشهر الماضي؛ تبلغ تقريبا ثلاثة أضعاف الأرقام التي أُعلن عنها في تشرين الأول/ أكتوبر.
وبيّنت الصحيفة أن الانتحاريين تسببوا أيضا في مقتل أعداد كبيرة من الجنود العراقيين، إذ لا يتم الانتباه إلى هويات ونوايا هؤلاء الانتحاريين، إلا بعد تنفيذهم العمليات الانتحارية التي تتم خلال ثوان معدودة.
واستشهدت الصحيفة بأعداد الضحايا التي تدل على مدى شراسة المقاومة والقتال في الموصل، إذ إن حوالي ستة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة تصدوا للقوات العراقية بكل الوسائل المتاحة، على غرار الهجمات الانتحارية، والشاحنات المفخخة، والألغام المزروعة في المنازل والمباني، فضلا عن عمليات القنص.
وفي هذا السياق، صرح أحد المسؤولين العراقيين، أنه منذ بداية معركة الموصل، تسببت حوالي 632 سيارة مفخخة في مقتل أعداد كبيرة من القوات العراقية.
وتحدثت الصحيفة عن اقتراب القوات العراقية في الجزء الشرقي من المدينة؛ من نقاط الدفاع التي أسسها تنظيم الدولة، حيث تتقدم ببطء، وتقترب شيئا فشيئا من قلب المدينة، على الرغم من المخاطر.
وقالت الصحيفة إنه يصعب تمييز الإرهابيين؛ نظرا لاندماجهم مع سكان المدينة التي يتواجد فيها ما بين مليون إلى ومليون ونصف نسمة.
وتطرقت الصحيفة للحديث عن سيناريو "ألامو"، إذ إن المعركة في مدينة الموصل أصبحت تشبه إلى حد كبير ما حدث في معركة "ألامو" التاريخية في ولاية تكساس الأمريكية؛ نظرا للحصار المفروض على المدنيين من قبل عناصر تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة أنه تم قصف أربعة جسور على على نهر الفرات من أصل خمسة، وذلك بهدف قطع الطريق أمام أي دعم محتمل للتنظيم من الضفة الغربية.
من جهتهم، صرح مسؤولون عسكريون أن هجوم الموصل يتقدم كما هو مخطط له، لكن يبدو أن الهدف الذي أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يتمثل في استعادة الموصل قبل 20 كانون الثاني/ يناير، من الصعب أن يتحقق في الوقت الراهن.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط منح القوات العراقية مهلة شهرين حتى تتمكن من فرض السيطرة التامة والكاملة على الموصل.