عمّت مظاهر الفرح وأصوات التكبيرات، مدينة
سرت، شمال وسط
ليبيا، مساء الثلاثاء، عقب إعلان قوات "
البنيان المرصوص" (تابعة لحكومة الوفاق الوطني) السيطرة التامة على منطقة الجيزة البحرية، آخر معاقل
تنظيم الدولة في المدينة.
وقالت "البنيان المرصوص"، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن "القادة الميدانيون بمحاور القتال يعلنون السيطرة التامة على الجيزة البحرية، وأصوات التكبير والفرحة تعم سرت".
وأمس الإثنين، قال رضى عيسى، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لـ"البنيان المرصوص"، للأناضول، إن "الإعلان بشكل رسمي عن تحرير سرت، من قبضة داعش الإرهابي، متوقع خلال الساعات القادمة، بعد انهيار تام في صفوف عناصر التنظيم وقيام العشرات منهم بتسليم أنفسهم لقواتنا".
وجاءت هذه السيطرة بعد حرب استمرات أكثر من ستة أشهر، سقط فيها من قوات البينان المرصوص 713 قتيلاً، وأكثر من 3210 جريحا.
كما أعلنت القيادة الأمريكية في إفريقيا، توقف غاراتها الجوية على مدينة سرت، وذلك بعد أكثر من أربعمائة واثنين وتسعين غارة على مواقع لتنظيم الدولة داخل سرت وفي محيطها.
وسيطر التنظيم على كامل مدينة سرت، معلنا فيها ولاية "طرابلس" صيف عام 2015، ودعا مقاتليه من المغرب العربي ودول الصحراء، للتوجه إليها.
ورغم إعلان قوات "البينان المرصوص"، على صفحتها بالـ"فيسبوك"، استعادة السيطرة على كامل سرت، إلا أن الناطق باسمها محمد الغصري، قال إن إعلان استعادة السيطرة على المدينة متوقف على إزالة الألغام وملاحقة الجيوب المتبقية جنوب المدينة وتأمين المنطقة بشكل كامل لعودة سكانها.
ونقل موقع "بوابة الوسط" الإخباري الليبي عن الغصري قوله إن إعلان التحرير سيأتي عن طريق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
ودعا المتحدث المجتمع الدولي إلى دعم قواته لاستكمال استعادة المدينة، قائلا: "اليوم نحتاج إلى دعم كبير من المجتمع الدولي بمعدات كشف الألغام وكاسحات الألغام، للمساعدة في الكشف عن المتفجرات وتطهير المدينة استعدادًا لعودة الحياة بها".
وفي 5 أيار/ مايو الماضي، أطلقت
حكومة الوفاق، عملية عسكرية أطلقت عليها "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت، التي يتمركز فيها مسلحو تنظيم الدولة منذ 2015، مستغلين حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعانيها البلاد منذ سنوات.
ومع حلول أيلول/ سبتمبر الماضي، تمكنت تلك القوات من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت بينما انحصر تواجد المسلحين في "حي الجيزة البحرية"، وهو رقعة صغيرة من الأرض قرب واجهة سرت على البحر المتوسط، قبل أن يتم الإعلان رسميا عن طرد التنظيم المتشدد منه.