حذر مختصون فلسطينيون من خطورة النظام الانقلابي بمصر على
قطاع غزة، مؤكدين أن رؤيته للقطاع تتوافق مع وجهة النظر
الإسرائيلية.
جاء ذلك على خلفية تمكن الفلسطينيين، الأحد الماضي، من إخراج أربعة جثامين لعمال فلسطينيين؛ بعد قيام السلطات المصرية بإغراق نفق تجاري يعملون فيه بالماء قبل أيام، ما أدى إلى استشهاد كل من: سامي راغب الطويل، ومحمد علي بدوي، وعلي حسن بدوي، وعماد رأفت بدوي.
وبحسب مراقبين؛ فإنه لم يتبق من
الأنفاق التجارية على الحدود المصرية مع غزة؛ سوى عدد قليل جدا، وذلك بعد قيام الجيش المصري بتدميرها عبر التفجير أو الإغراق.
واستنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما وصفته بـ"الحادث الأليم"، مؤكدة في بيان لها أنه "لا يوجد أي مبرر لاستخدام مثل هذه الأساليب الخطيرة في التعامل مع سكان القطاع المحاصرين". وطالبت "حماس" السلطات المصرية بـ"فتح
معبر رفح بشكل دائم؛ لإنهاء معاناة غزة وأهلها".
وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، إن مقتل أربعة من العمال الفلسطينيين "جريمة يرتكبها النظام المصري بحق أبناء قطاع غزة؛ بغض النظر عن مبررات الجانب المصري".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "التقارب الذي يجري الحديث عنه بين الجانب المصري وحركة حماس؛ هو كلام، والكلام لا يؤخذ به عادة، وما يؤخذ به هو الفعل"، مؤكدا أن النظام المصري بقيادة الجنرال عبدالفتاح
السيسي "يريد أن يرتب أوراقه السياسية والأمنية الاقتصادية مع غزة، حتى يعود لقيادة المنطقة؛ لأنه لن يجد لذلك أقوى من الورقة الفلسطينية".
تلميع صورة النظام
وأضاف الصواف: "لذا؛ فقد بدأت مصر تتحدث عن إمكانية القيام بنوع من العلاقات التجارية والانفتاح مع قطاع غزة، وفتح معبر رفح"، مؤكدا أن "دحلان والنظام المصري أصحاب هدف واحد"، في إشارة إلى ما يجري تداوله في بعض وسائل الإعلام من مزاعم حول دور يقوم به القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان؛ لتخفيف الحصار عن غزة من قبل مصر.
ورأى أن "كل ما يجري هو فقط دعاية لتلميع صورة النظام المصري الحالي"، متابعا بأنه "في حال وجود أي مشروع مصري خاص بغزة؛ فهو بدرجة كبيرة من الخطورة، وعلينا كفلسطينيين أن ننتبه لذلك جيدا".
ولفت الصواف إلى أن "موقف مصر تجاه غزة التي تحتضن المقاومة معروف، ووجود توجه جديد نحو غزة يدلل على سعي مصري لتنفيذ مخطط ورؤية إسرائيلية أمريكية، وهذا الذي أتخوف منه".
مصر ليست حرة
من جانبه؛ قال الخبير السياسي، عبد الستار قاسم، إن "مصر لا تملك سيادة على سيناء، وعليه فهي لا تملك القرار المستقل بشأنها، لأن صاحبة القرار هناك هي إسرائيل"، مؤكدا أن "مصر ليست حرة في فتح معبر رفح، ويجب عليها أن تأخذ الموافقة الإسرائيلية أولا".
وأضف لـ"
عربي21" أن "النظام المصري لم يستطع أن يدخل جيشه إلى سيناء لمواجهة المسلحين إلا بعدما وافقت إسرائيل على ذلك. وفي حال طلبت إسرائيل سحب تلك القوات المصرية من سيناء؛ فإنها ستنسحب فورا".
وأكد قاسم أن "مصر لا تستطيع أن تلين موقفها تجاه غزة ما دامت إسرائيل ترفض ذلك، فما يقال في الإعلام يختلف عما يجري على أرض الواقع"، لافتا إلى أن من يريد أن يعرف حقيقة تعامل مصر مع معبر رفح، أو مع حدودها مع غزة؛ فإن عليه "أن يفحص السياسة الإسرائيلية أولا، ومن ثم يعرف ماذا ستقرر مصر".
وقال قاسم إن فتح مصر معبر رفح لأيام أطول خلال الفترة الأخيرة "كان بموافقة إسرائيلية"، وقد فتحت مصر معبر رفح المغلق حاليا بشكل إضافي، من أجل دخول وفد للإعلاميين الفلسطينيين ورجال الأعمال، إضافة للعديد من المشاركين في ندوة "عين السخنة" التي عقدت في منتصف تشرين أول/أكتوبر الماضي، تحت عنوان "مصر والقضية الفلسطينية".