اتهم نشطاء في مدينة السلمية، في ريف محافظة
حماة وسط
سوريا،
مليشيات تابعة للنظام السوري بقتل معلمة مسنة وابنها الوحيد، ذبحا بالسكين، لتضاف إلى مجموعة
اعتداءات وقتل وثقها ناشطون مؤخرا بشأن ممارسات هذه المليشيات المسلحة، بعضها بهدف السرقة والنهب.
ويقول عضو "شبكة أخبار العاصي" في مدينة حماة، محمد خالد الصالح، إن "مجموعة من مليشيا الدفاع الوطني أقدمت على الاعتداء على المعلمة المتقاعدة شمسه ملوك 65 عاما؛ بدافع السرقة والتشليح في منزلها الكائن بجانب مدرسة الحرس بالحي الشمالي لمدينة السلمية، الأمر الذي دفع وحيدها الشاب علي فايز ملوك (35 عاما) لمحاولة الدفاع عنها، ما تسبب بنحرهما بعدة طعنات قاتلة في جسديهما بسكاكين البنادق، ما أدى إلى مصرعهما على الفور".
وأضاف الصالح، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "الجريمة وقعت على مسمع جميع سكان المنطقة، الذين لم يتجرؤوا على الاقتراب من مكان الجريمة أثناء وقوعها؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مع غياب عناصر الحواجز الأمنية التي تشرف على حماية المنطقة بشكل كامل من خلال انتشار حاجزين على مداخل ومخارج المنطقة، في ظل الفلتان الأمني الذي تشهده المدينة".
وأشار الصالح إلى أن حالة من الاستياء والغليان تشهدها مدينة السلمية؛ بسبب انتشار جرائم القتل والسرقة خلال الفترة الماضية، منها تعرض الفتاة نور شباط، الأسبوع الماضي، لإطلاق نار بشكل مباشر على يد مليشيات النظام، أدى إلى مقتلها على الفور، وإصابة والدتها بجروح طفيفة، وذلك في وضع النهار، وعلى مرأى ومسمع الحواجز الأمنية التي تنتشر في المدنية.
من جهته، قال الناشط السوري زكريا عبد الحميد، في حديث لـ"عربي21"، إن "عناصر مليشيا الدفاع الوطني بسلاحها الخفيف والمتوسط تنتشر بشكل مكثف بين الأحياء السكنية في مدينة السلمية، بالإضافة إلى التجوال بالسيارات المظللة؛ من أجل القيام بعمليات قتل وخطف؛ بهدف الحصول على فدى مالية كبيرة، والتي كان ضحيتها مؤخرا أحد أطباء المدينة الذي خُطف مقابل المقايضة بمبلغ مالي وقدره خمسة ملايين ليرة سورية.
وأكد عبد الحميد مسؤولية إحدى مجموعات مصيب سلامة، شقيق اللواء أديب سلامة، التي تعمل ضمن صفوف مليشيات الدفاع الوطني، عن عشرات حالات القتل والخطف بحق المدنيين خلال الفترة الماضية، وقال إن هؤلاء المدنيين باتت تشكل لهم هذه الميلشيا "رعبا حقيقيا" في المدينة ذات الأغلبية الإسماعيلية.
يشار إلى أن مدينة السلمية، التي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا شرق مدينة حماة، كانت شاركت في بداية انطلاق الحراك الشعبي بسوريا في منتصف آذار/ مارس لعام 2015، وخرجت فيها عشرات المظاهرات ضد النظام السوري، ويقطنها نسيج ديني متنوع من الطوائف السنية والإسماعيلية والمسيحية وغيرها.