واصلت
الليرة التركية، الأربعاء، تعافيها لليوم الثاني أمام العملات الأجنبية، مسجلة 3.41 ليرة أمام الدولار، و3.66 ليرة أمام اليورو، لتستعيد بعض الخسائر التي منيت بها الأسبوع الماضي، حيث تراجعت إلى 3.58 أمام الدولار، و3.67 أمام اليورو.
واتخذت الحكومة التركية سلسلة إجراءات لتعزيز الليرة أمام العملات الأجنبية بعد الهبوط الحاد الذي شهدته خلال الأسبوع الماضي، وذلك استجابة لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان لاستبدال الليرة بالدولار، للتصدي لما وصفه بمؤامرة على
تركيا لإفشالها اقتصاديا، بعد أن فشلت محاولة الانقلاب العسكري في منتصف تموز/ يوليو الماضي.
ووفقا لصحيفة "الشرق الأوسط"، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانكلي، إن التعديل القانوني بشأن إجراء المناقصات الحكومية بالليرة التركية دخل حّيز التنفيذ، مضيفا أن المناقصات المعلنة بالعملة الأجنبية ستلغى ويعاد طرحها.
بدوره، أعلن وزير النقل والمواصلات والملاحة البحرية أحمد أرسلان، أن مؤسسة البريد والتلغراف التركية لن تخصم ضرائب مالية أثناء تحويل العملة الأجنبية إلى الليرة فحسب، بل ستمنح تخفيضا بنسبة 10 في المائة على مصاريف الشحن لكل من يحول عملة أجنبية إلى المحلية.
وبموازاة تدابير متعددة تتخذها الحكومة التركية لوقف فقدان الليرة مزيدا من قيمتها، وجه الرئيس أردوغان نداء الأسبوع الماضي إلى المواطنين الأتراك، دعاهم فيه إلى تحويل العملات الأجنبية الموجودة بحوزتهم، أو التي يضعونها تحت الوسادة، بحسب تعبيره، إلى الليرة أو الذهب، من أجل تعزيز قوة اقتصاد بلدهم.
وقال أردوغان، في لقاء في أنقرة الأربعاء، إن تركيا الآن تختلف عن تركيا عام 1918، وإن المتآمرين يحاولون تخريب الاقتصاد عن طريق المضاربة في سوقي الأسهم والعملة وأسعار الفائدة، بعدما فشلوا في انقلابهم. وأضاف: لا تقلقوا أبدا، فنحن نستطيع إفشال هذه المؤامرات خلال فترة وجيزة، فتلك الأطراف مارست الشيء ذاته في 2007- 2008، وقلت حينها إننا سنتجاوز ذلك بأقل الخسائر، واليوم أكرر ذلك.
وأعلن عدد من المؤسسات الأربعاء، تدابير لدعم الليرة التركية، استجابة لدعوة إردوغان في محاولة لدعم العملة المتعثرة، وقالت سلطة تنظيم أسواق الطاقة التركية التابعة للدولة، إنها ستجري مناقصات توزيع الغاز بالليرة بدلا من الدولار. وأشارت إلى أنه سيتم عقد المناقصات وتوزيع الغاز لمحافظات تونجلي وأغري ودوغوبايزيد شرق البلاد بالليرة التركية.
وأعلنت وزارة الدفاع، أن الأصول النقدية لصندوق الصناعات الدفاعية الرائدة في البلاد سيتم تحويلها إلى الليرة، لافتة إلى أنها قامت بتحويل 2.262 مليون دولار، و3.31 مليون يورو إلى الليرة التركية أمس الأربعاء، تلبية لدعوة الرئيس.
وقالت الخطوط الجوية التركية، إنها ستحصل جميع تذاكر العمرة والحج بالليرة التركية اعتبارا من الأمس. وأعلنت جميع شركات الاتصالات أن مدفوعاتها القادمة عن إدخال تقنية "جي4" التي تستحق في نيسان/ إبريل المقبل، ستكون بالليرة التركية. وقررت هيئة الخصخصة التركية إجراء عطاءات الخصخصة من الآن فصاعدا بالليرة.
وسبق أن أعلنت البورصة التركية تحويل جميع أصولها النقدية إلى الليرة، وكانت بذلك أول مؤسسة عامة تستجيب لدعوة إردوغان. وأقدم صندوق تأمين الودائع والمدخرات على خطوة مماثلة، حيث أعلن أنه سيتعامل بالعملة المحلية بدلا من الأجنبية في مبيعاته وشرائه.
وسعى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للتقليل من أهمية التراجع في سعر الليرة أمام الدولار الأمريكي، الذي بلغ 20 في المائة منذ محاولة الانقلاب، ليصبح أكبر رقم قياسي في التراجع يسجل منذ 35 عاما، بقوله إن الاقتصاد التركي قائم على أسس صلبة، وإن السلطات التركية مصممة على إزالة جميع مظاهر القلق وحتى البسيطة منها لدى الأسواق والمستثمرين ورجال الأعمال.
وتدخل المركزي التركي الخميس الماضي للمرة الأولى منذ كانون الثاني/ يناير 2014 داعما الليرة، ما ساهم لفترة قصيرة بارتفاع قيمتها، لكن هذا التحسن سرعان ما تبخر على خلفية صدور قرار البرلمان الأوروبي الذي دعا إلى تجميد مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتهديد الرئيس التركي بفتح حدود بلاده مجددا أمام اللاجئين الراغبين بالانتقال إلى أوروبا.