أشارت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، الأحد، إلى احتمالية تورط روسي في الانتخابات التي تجري في أوروبا، على غرار تورطها في الانتخابات الأمريكية ودعم ترامب، بحسب آخر تحقيق للمخابرات الأمريكية.
وقال محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة سيمون تيسدال إن "تحقيق المخابرات المركزية الأمريكية، السري، قد يشير لتورط شبيه في استفتاء خروج
بريطانيا من أوروبا في حزيران/ يونيو الماضي، وكيف قد تكون الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا ضعيفة أمام التلاعب الروسي".
وأشار تيسدال إلى أن هذه النتائج ليست جديدة بالكلية، لكن المفاجئ هو التأكيد الواضح على دعم موسكو لترامب.
تدخل ببريطانيا
وتسلط نتائج الـ"سي آي إيه" الضوء على توقيت ومحتوى الخطاب غير الاعتيادي لرئيس المخابرات البريطانية آليكس يونجر، الذي قال به إن الديمقراطية البريطانية والديمقراطيات الأوروبية تواجه "تهديدا جوهريا"، من دول تقوم بهجمات إلكترونية ودعاية ووتخريب للديمقراطيات، مشيرا بشكل واضح إلى
روسيا.
وحذر يونجر: "هذه المخاطر جوهرية وتمثل تهديدا للسيادة، ويجب أن تثير قلق كل أولئك الذين يتشاركون في القيم الديمقراطية".
ومن المتوقع أن يكون يونجر يشير إلى اشتباهات بتدخل روسي في مشاركة روسيا باستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (
بريكست).
وكانت حكومة
بوتين ينظر لها كداعمة لـ"بريكست"، كطريقة لتعزيز هدفها الإستراتيجي بإضعاف وتقسيم أوروبا والناتو، وأي دليل على تدخل مباشر ستكون قنبلة سياسية.
كما تتصاعد المخاوف الآن من تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، حيث سعت زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان، المؤيدة لموسكو بتأمين دعم روسي، وفي ألمانيا، حيث الزعيمة الأوروبية الأكثر تأثيرا أنجيلا ميركل، وخصمة بوتين القوية، تواجه معركة إعادة انتخابات مع مجموعات يمينية متطرفة في أيلول/ سبتمبر المقبل.
هيلاري الكاذبة
وظل المرشحون الديمقراطيون الأمريكيون متحفزين لشهور بانتظار قرار من البيت الأبيض، بعد تقارير سابقة عن اختراقات روسية مصممة لتقويض المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، حيث تم تسريب آلاف الرسائل الإلكترونية لها على يد "وكلاء روس"، لتعزيز سردية كبيرة لترامب حول "هيلاري الكاذبة".
ولإجهاض مساعي الـ"سي آي إيه"، بحسب الأوبزيرفر، فقد رضخ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أخيرا، الجمعة، للمطالب الشعبية بالتحقيق الكامل بالتدخل الروسي، وأمر بمراجعة للانتخابات السابقة.
وسيصاب الناخبون الأمريكيون العاديون بالإحباد من عدم وجود تأثير للتدخل الروسي على واحدة من أكثر الانتخابات الأمريكية انقساما، خصوصا في الولايات التي شهدت تقاربا في النتائج مثل ميشيجان.
اتهامات مسبقة
وفي وقت سابق، اتهمت الولايات المتحدة بشكل رسمي روسيا بتوجيه جهود لإثارة الفوضى في الانتخابات، والتدخل بآلات التصويت الإلكتروني، ونشر المعلومات المغلوطة، والتقويض ونشر الفوضى للنظام الديمقراطي بشكل عام.
وتقول مصادر من داخل واشنطن إن ترامب لا يتعب نفسه بقراءة تقارير الاستخبارات القومي اليومية المعدة للرئيس، والتي تتم مشاركتها عادة مع الخليفة القادم.
وهذه الفكرة، بحسب "أوبزرفر" تشير إلى أن ترامب "لا يريد أن يعرف بعض الحقائق غير المناسبة حول الانتخابات، وسيؤدي لعلاقة مضطربة مع الاستخبارات الأمريكية".
مخاوف من "التواطؤ" الروسي
وأثارات انتقادات ترامب السابقة حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والسعي للتقارب مع روسيا، مخاوف النقاد حول احتمالية التواطؤ مع الرجلين المتشابهين.
وكان الشرط الروسي لأي تقارب ذي جدوى في العلاقات الثنائية هو رفع العقوبات الأمريكية على روسيا، والاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، مما يعتبر هدفا كبيرا بالنسبة لموسكو.
دور أوباما
ويعتبر دور أوباما في هذه "الفضيحة" مثيرا للجدل، حيث قال أعضاء من الكونجرس والبيت الأبيض إن أوباما كان قلقا من انتشار أدلة للتدخل الروسي خلال الانتخابات، لأنها قد تشير إلى اتهامات لاستخدامه المخابرات القومية لتعزيز فرص كلينتون.
وفي ضوء نتائج الـ"سي آي إيه"، المدعومة بأجهزة أمريكية أخرى، فإن مسعى أوباما يبدو الآن حذرا بشدة، وبالعكس، فإن الشيوخ الجمهوريين الذين عارضوا بشكل خاص نشر المعلومات المرتبطة بروسيا خشية الإضرار بترامب، منفتحون الآن على الانتقاد.