كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى عن تجهيزات يتم الإعداد لها؛ لزيارة وفد كبير من اللجنة المركزية في
حركة فتح لقطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال محافظ شمال غزة، اللواء صلاح أبو وردة، إن "الوفد سيضم أعضاء من اللجنة المركزية، والهيئة القيادية العليا في الحركة، بتوجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لإجراء لقاءات وحوار شامل مع الفصائل الفلسطينية، والتشاور في ملف المصالحة الوطنية".
وأضاف أبو وردة لـ"
عربي21" أن "وفدا أوليا غادر القطاع مساء السبت عبر معبر إيرز، ضم القياديين الحاج إسماعيل جبر، وروحي فتوح، بعد أن مكث أسبوعا أجرى فيه سلسلة من اللقاءات والحوارات مع قيادات التنظيم والأقاليم والمكاتب الإدارية في الحركة، ولقاءات أخرى مع رجال الأعمال والتجار والوجهاء والمخاتير وبعض مسؤولي الفصائل الوطنية، تمحورت حول ضرورة تطبيق المصالحة على الأرض، وبحثت السبل الكفيلة بإنهاء حالة الانقسام".
وتابع اللواء أبو وردة، الذي عُين في عام 2014 محافظا لمحافظات شمال
قطاع غزة بدرجة وزير بمرسوم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "الأيام القادمة ستحمل في ثناياها خطوات عملية لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية".
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين حركتي فتح وحماس تشهد تقاربا ملحوظا في الفترة الأخيرة، تمثل بمشاركة وفد من "حماس" في المؤتمر العام السابع لحركة فتح، وإلقاء رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل كلمة في المؤتمر حظيت بترحيب "فتح".
حركة حماس
من جانبه؛ قال المتحدث باسم
حركة حماس، حازم قاسم، إنه "لم يتم إبلاغنا بأية ترتيبات لزيارة وفد من مركزية فتح لقطاع غزة خلال الأيام القادمة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "حركة حماس لا تعترض على زيارة وفود الفصائل والقوى السياسية لقطاع غزة"، مؤكدا أن حركته "معنية دائما باللقاءات مع كل الفصائل الوطنية، وموقف الحركة بشأن المصالحة لم يتغير في أي وقت من الأوقات".
وتابع بأنه "يتوجب على الرئيس الفلسطيني أن يقوم بخطوات على أرض الواقع لإتمام ما تم الاتفاق عليه بشأن المصالحة في الاتفاقات السابقة".
لقاءات خلف الكواليس
من جانبه؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، إن "العلاقات بين حركتي حماس وفتح ليست بالحدية التي كانت عليها قبل سنوات، فبعد أن سمحت حركة حماس لوفد فتح من قطاع غزة بالمشاركة في المؤتمر السابع؛ بدأ الرئيس الفلسطيني يدرك بأنه ليس هناك أي مبرر لاستمرار الانقسام معها".
وأضاف أبو شمالة لـ"
عربي21" أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد اللجنة المركزية لقطاع غزة، كانت محاولة من قبل الرئيس الفلسطيني لإذابة الجليد في العلاقات مع حماس، تمهيدا لعقد لقاءات مكثفة بين الحركتين خلال الفترة القادمة".
ولم يستبعد أبو شمالة أن "تتم لقاءات خلف الكواليس بين قيادات الحركتين خارج فلسطين"، معللا ذلك بالقول إن "تأخير عودة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى قطاع غزة، ومكوثه في دولة قطر منذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي؛ هو أكبر دليل على أن هناك شيئا يتم تجهيزه بعيدا عن وسائل الإعلام".