في إطار ردود الفعل الهستيرية على قرار
مجلس الأمن بشأن
المستوطنات، استدعى رئيس الحكومة الإسرائلية بنيامين
نتنياهو سفير الولايات المتحدة الأمريكية في تل أبيب، كما استدعت خارجيته سفراء عشر دول صوتت لصالح قرار مجلس الأمن، بالإضافة لاتخاذ قرارات بشأن الأمم المتحدة.
واستدعى نتنياهو الأحد سفير الولايات المتحدة لبحث امتناع واشنطن عن التصويت على قرار بمجلس الأمن الدولي، يطالب بوقف بناء المستوطنات مما أتاح موافقة المجلس عليه.
واستقبل نتنياهو باعتباره يشغل أيضا منصب وزير الخارجية سفير واشنطن لدى تل أبيب، دان شابيرو، في خطوة غير عادية على الإطلاق.
كما أعلن نتنياهو عن إلغاء لقاء مرتقب له في دافوس برئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي.
كما استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأحد على نحو منفصل سفراء عشر دول لديها لتأنيبهم، ووجه نتنياهو كلمات أشد لهجة لواشنطن بسبب التصويت الذي جرى يوم الجمعة.
ووافق مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا على مشروع القرار يوم الجمعة، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن نهجها الذي تتبناه منذ فترة طويلة بحماية إسرائيل دبلوماسيا، ولم تستخدم حق النقض (الفيتو) وامتنعت عن التصويت.
وفي الاجتماع الأسبوعي للحكومة، وضع نتنياهو بصمته الخاصة على رد الفعل الإسرائيلي الغاضب، وكرر ما قاله مسؤول بالحكومة لم يُكشف النقاب عنه يوم الجمعة، بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تآمرت مع الفلسطينيين للضغط من أجل تبني القرار.
وكان البيت الأبيض قد نفى هذه المزاعم.
وقال نتنياهو لمجلس الوزراء في تصريحات علنية: "لم يكن لدينا شك وفقا لمعلوماتنا في أن إدارة أوباما كانت أول من بادرت به (مشروع القرار) ،ووقفت خلفه ونسقت الصياغة وطالبت بإقراره."
وقال مسؤول آخر إن نتنياهو أمر وزراء الحكومة بالامتناع عن السفر إلى البلاد التي صوتت لصالح القرار أو مقابلة مسؤولين منها على مدى الأسابيع الثلاثة القادمة، لحين تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها استدعت سفراء عشر من 14 دولة صوتت لصالح المشروع ولديها سفارات في إسرائيل وهي بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا ومصر واليابان وأوروجواي وإسبانيا وأوكرانيا ونيوزيلندا، لمقر الوزارة في القدس المحتلة.
والأحد هو يوم عمل عادي في إسرائيل، لكن معظم السفارات مغلقة واستدعاء السفراء في يوم عيد الميلاد أمر غير معتاد للغاية.
وفي الاجتماع الأسبوعي للحكومة وصف نتنياهو محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس، عندما نجحت إسرائيل والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الضغط على مصر لسحب مشروع القرار المناهض للاستيطان بعد أن طرحته.
وأعادت نيوزيلندا والسنغال وفنزويلا وماليزيا طرحه بعدها بيوم.
وقال نتنياهو "كان هناك خلاف على مدى عقود بين الإدارات الأمريكية والحكومات الإسرائيلية بشأن المستوطنات، لكننا اتفقنا على أن مجلس الأمن ليس هو المكان الذي نحل فيه هذه القضية".
وأضاف متحولا في حديثه من العبرية إلى الإنجليزية: "نعرف أن الذهاب إلى هناك (مجلس الأمن) سيجعل المفاوضات أصعب و(طريق) السلام أبعد. ومثلما أبلغت جون كيري يوم الخميس فإن الأصدقاء لا يأخذون الأصدقاء إلى مجلس الأمن".
وتواصل إسرائيل سياسة بناء المستوطنات على أراض احتلتها في حرب عام 1967 وهي مناطق يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
وتعتبر معظم الدول النشاط الاستيطاني غير قانوني وعقبة أمام السلام وهو ما ترفضه إسرائيل.
وفي إطار غضبه على الأمم المتحدة قال نتيناهو، السبت، إن إسرائيل ستعيد تقييم علاقاتها مع الأمم المتحدة.
وقال نتنياهو: "أصدرت توجيهات لوزارة الخارجية بإعداد تقييم لكل روابطنا بالأمم المتحدة خلال شهر، بما فيها تمويل إسرائيل لمؤسسات الأمم المتحدة ووجود ممثلين للأمم المتحدة في إسرائيل".
وأضاف نتنياهو: "أصدرت بالفعل توجيهات بوقف تمويل بنحو 30 مليون شيقل (7.8 مليون دولار) لخمس مؤسسات للأمم المتحدة.. خمس هيئات لها عداء على نحو خاص تجاه إسرائيل...والبقية تأتي".
ولم يكشف نتنياهو عن أسماء المؤسسات أو يقدم تفاصيل أخرى.