تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في تقرير لها الخريطة السياسية للمنطقة بعد النجاح الروسي في معركة حلب، كما تناولت في تقريرها الأبعاد السياسية للاجتماع الثلاثي؛ الروسي التركي الإيراني، والموقف الأمريكي منه، كما تناول ردود فعل السنة إزاء هذا التدخل الروسي وعلاقة مقتل
السفير الروسي في أنقرة بذلك.
وركزت الصحيفة في تقريرها على أبعاد اللقاء الثلاثي؛ الروسي التركي الإيراني، وانعكاس ذلك على
نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، فيما أشارت إلى أن اللقاء يؤكد فقدان واشنطن الزعامة في
الشرق الأوسط، وفق محللين، الذين أشاروا أيضا إلى أن الدور الريادي لروسيا في المنطقة أصبح موضع كره مراكز القوى في المنطقة التي تدافع عن حقوق السنة، وأن
اغتيال السفير الروسي لدى تركيا هو برهان على ذلك.
واشار تقرير الصحيفة الروسية إلى رد فعل صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية على اللقاء الثلاثي، الذي أشارت من خلاله إلى أن الدور الريادي في المنافسات السياسية يعود إلى
روسيا في المنطقة حاليا، وأن "هذا التقدم جعل من موسكو لاعبا لا غنى عنه". لكن الصحيفة، وول ستريت جورنال، تستدرك وتقول إن للزعامة الروسية وجها آخر، حيث باتخاذها مكان الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإنها تجرب الهالة الأمريكية كـ "دولة إمبريالية عظمى أجنبية تحارب الإسلام والمسلمين" الراسخة في عقول سكان المنطقة. وإن اغتيال سفيرها لدى تركيا يؤكد مرة أخرى هذا الأمر.
وترد الصحيفة الروسية على ذلك بأن بعض المحللين يحذرون من الخروج باستنتاجات متسرعة عن صورة روسيا في الشرق الأوسط، حيث أشار نيقولاي كوجانوف، الموظف في برنامج "تشاثام هاوس" الروسي-الأوراسي إلى أنه "لا يمكن تبسيط ما يخص أهل السنة. فالشرق الأوسط لا يقسم فقط إلى السنة والشيعة. وليس صحيحا القول إن روسيا ضد أهل السنة؛ لأن السنة إلى جانب الشيعة والطوائف الأخرى يقاتلون إلى جانب النظام السوري. والحديث هنا هو عن موقف بلدان ومجموعات معينة. وإن صورة روسيا في الشرق الأوسط تغيرت كثيرا عما كانت عليه منذ بداية الحملة. وعلى الرغم من أنها لم تكن إيجابية دائما، فإن ما استعرضته موسكو من إمكانياتها في رسم الخطوط الحمراء والإصرار عليها بغض النظر عن الموقف منها، يكوِّن في الشرق الأوسط شعورا بأن موسكو عامل في المنطقة يجب أخذه بالاعتبار".
كما يؤكد كوجانوف أنه ليس بإمكان روسيا إزاحة الولايات المتحدة من المنطقة، لأنها لا تملك إمكانيات اقتصادية وسياسية تسمح لها بذلك. وإن النجاحات التي حققتها موسكو في المنطقة ليست ناجمة عن إزاحة واشنطن منها، بل لأنها تمكنت من استغلال الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في سياستها الشرق أوسطية.