قال زعيم حركة
النهضة التونسية راشد
الغنوشي، إنه لم يسبق له أن سمع باسم الشهيد
محمد الزواري الذي يعتقد بأن الموساد الإسرائيلي اغتاله في تونس لصلته بحركة حماس، وتطويره لمنظومة الطائرات بدون طيار التي تملكها.
نفى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي أن يكون الشهيد محمد الزواري، الذي يعتقد بأن الموساد الإسرائيلي اغتاله الأسبوع الماضي، هو أحد أعضاء "النهضة"، مع تأكيده أنه "شهيد لتونس والقضية الفلسطينية".
وقال الغنوشي في لقاء مع إذاعة تونسية، إنه حين سمع بعملية الاغتيال واسم الزواري لم يعرفه، "لأنني أعرف كل التونسيين الذين كانوا في المهجر زمن زين العابدين بن علي على امتداد 50 دولة في أوروبا".
ولفت إلى أنه حين سأل الطلاب الجامعيين الذين كانوا في جيله، أشاروا إلى أنه "كان من شباب الاتجاه الإسلامي معهم في تلك الفترة، لكنه منذ ربع قرن لا علاقة له بحركة النهضة".
وأضاف: "هذا ليس تنصلا منه، والشهيد الزواري شخص نعتز به ويشرفنا وندعو له بالرحمة ومراتب الشهداء، لكنه لم يكن منخرطا في النهضة".
لكنه قال: "لو كان استشارني لقلت له لا تمشيش، لو كان نهضاويا، ولكن هو في النهاية شهيد الأمة وشهيد تونس وشهيد قضية سامية هي القضية الفلسطينية".
وقال الغنوشي: "الزواري كان يعمل في دائرة مسلحة غير الدائرة التي تعمل فيها حركة النهضة، ونحن لسنا جزءا من أي حركة مسلحة في العالم".
وأشار إلى أن "القدس محتلة وإسرائيل دولة احتلال وهذه آخر قضية استعمار في العالم، وهناك حركة حماس، حركة مقاومة، وكذلك فتح والجبهة الشعبية في فلسطين.. كلها حركات مقاومة، لكن النهضة ليست على ارتباط مع هذه الحركات، ونحن ندعو إلى التغيير السلمي والعمل الديمقراطي داخل بلداننا ونرفض العمل المسلح".
ولفت إلى أن النهضة "عاشت في التسعينيات في قلب أوروبا في المهجر وكانت أحداث البوسنة والقتال هناك، وطلب بعض النهضويين المشاركة فيها، وكانت التعليمات تقضي بفصل أي شخص يشارك هناك، بل وقمنا بفصل قيادات كبار لمجرد اشتباهنا بأن لهم علاقة بالقضية الأفغانية".
وأضاف: "العمل الجهادي مهوش مجرد أدوات بل هو فكر وثقافة، وأي شخص لا يلتزم بالعمل السلمي والديمقراطي ليس منها".
وشدد على أن "معالجة القضايا المحلية والاستبداد والظلم لا تتم بالأسلوب العنيف، ومهما كان نظام بلدك مستبدا وظالما فالحل ليس بالعنف".
وعلى صعيد الدولة المحتلة، قال الغنوشي: "أهلها هم أصحاب الحق وأدرى بذلك سواء بالتغيير سلما أم بطريق العنف، ونحن ندعم حقهم سياسيا وإعلاميا، ولا يوجد نهضوي مجند في حماس أو الأفغان أو في سوريا، وهذه سياسة استراتيجية ويفصل كل من يشارك في عمل مسلح داخل تونس وخارجها".
يشار إلى أن حركة حماس اعترفت بانتساب المهندس التونسي محمد الزواري، لصفوفها، وقالت إنه كان أحد المساهمين في تطوير منظومة الطائرات بدون طيار التي تملكها.
وقتل الزواري أمام منزله قبل أكثر من أسبوعين، أثناء ركوبه سيارته متوجها إلى عمله، بعدد من الرصاصات من مسدسات كاتمة للصوت قبل أن يلوذ الفاعلون بالفرار.