قبل أسابيع قليلة من الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، طلب رئيس سلطة الانقلاب العسكري، عبد الفتاح
السيسي، من
المصريين مهلة ستة أشهر من أجل تحسين
الاقتصاد وتحقيق وعوده السابقة التي قطعها على نفسه بعد تسلمه مقاليد السلطة.
وقال السيسي خلال كلمته التي نقلها التلفزيون الحكومي، على هامش افتتاح مشروع الاستزراع السمكي في محافظة الإسماعيلية (شمال شرق): "أقول للمصريين ورجال الأعمال، قفوا إلى جانب بلدكم مصر خلال الشهور الستة المقبلة".
وأثارت مهلة السيسي ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت نقاشات عديدة حول خطة السيسي لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتحقيق الاستقرار للسوق خلال الستة أشهر المقبلة؟ وما هي أبرز القضايا والملفات التي سيتوجه السيسي إلى حلها؟ وهل ستفلح هذه المدة في إنقاذ سمعة السيسي بعد عجزه عن تحقيق وعوده المتكررة خلال السنوات الماضية، خاصة فيما يتعلق بخفض الأسعار أو تحقيق الاستقرار في الأسواق؟
واعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند الأمريكية، مصطفى شاهين، أن الغرض الأساسي من مهلة السيسي سياسي أكثر من كونه اقتصاديا، يستهدف تخدير مشاعر المواطنين قبل ذكرى ثورة يناير لتفويت الفرصة على عدم استغلال سوء الأوضاع الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية في إثارة الرأي العام ضده في تلك المناسبة.
وقال شاهين، في تصريحات خاصة لـ "
عربي21": "لا 6 أشهر ولا حتى 6 سنوات يمكن أن يحل السيسي فيها مشاكل الاقتصاد المصري"، مشيرا إلى أن حال السيسي في طريقة إدارته للبلاد وخاصة في التعامل مع
الأزمات الاقتصادية كحال الغريق الذي يلوح بيديه يمينا ويسارا ويسبح في الاتجاه المعاكس للوصول إلى الشاطئ فتتضاءل مع هذا الوضع فرص إنقاذه.
وتوقع أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند الأمريكية، أن تشهد الفترة القادمة تدهورا أكبر في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، قائلا: "هما المصريين لسه شافه غلاء ولا شافوا تدهور في قيمة الجنيه"، مؤكدا أن الغلاء القادم والتدهور الكبير الذي ستشهده العملة المحلية سيسحق معه فئات وطبقات بأكملها.
وأشار إلى أن عام 2017 سيكون الامتداد الأسوأ لعام 2016 من حيث تصاعد سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وجنون الأسعار، وتآكل القوة الشرائية للمواطنين، وخروج معدلات التضخم عن السيطرة، لافتا إلى أن السيسي ليس لديه خطط أو حلول للتعامل مع مثل هذه الكوارث الاقتصادية التي ستقصم ظهر الفقراء ومحدودي الدخل.
وأكد الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي، عمرو خليفة، أن السيسي اعتاد بيع الوهم للمصريين بداية من المليون وحدة سكنية والمليون فدان مرورا بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والعاصمة الإدارية الجديدة وخلافه، مضيفا أن السيسي يعتمد في بيع الوهم للمصريين على عنصر الزمن ليحيا من تبقى من أنصاره على أمل تحقيقه.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ "
عربي21" : "وعندما تنتهي المهلة ويأتي الوقت، يتخذ من فشله وعجزه ذريعة لاتهام المعارضين له أو الأشرار كما يصفهم السيسي بالوقوف ضده في تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي للبلاد".
وقال خليفة إن كان السيسي يطالب الشعب ورجال الأعمال بالانتظار 6 أشهر، فعليه أن يوضح ما هي الخطط التي وضعت وما هي النتائج والإيجابيات التي سوف تحقق خلال الأشهر الستة التي طالبنا بانتظارها، مشيرا إلى أن عامين كاملين وليس 6 أشهر فقط، لم يكونا كافيين لإظهار سمعة طيبة للسيسي في تحسين الوضع الاقتصادي.
وأضاف: "بالعكس مصر عانت خلال هذين العامين من توالي الأزمات الاقتصادية أبرزها انخفاض الاحتياطي الأجنبي وهروب الاستثمارات الأجنبية وارتفاع التضخم، وأخيرا استكمل الأمر بتحرير سعر الصرف دون وضع إستراتيجية لمعالجة التداعيات السلبية لهذه القرارات وهو ما ترتب عليه ارتفاع جنوني في معدلات التضخم ونزيف مستمر للعملة المحلية".