على الرغم مما يثار حول ضخامة أجور الأذرع الإعلامية لسلطات الانقلاب في
مصر، إلا أن أولئك الإعلاميين لا يملون من مطالبة فقراء مصر بالتقشف وشد الأحزمة، بحجة أن البلاد تمر بمرحلة صعبة.
وكان آخر تلك الاستفزازات زعم الإعلامية أماني الخياط؛ أن غلاء الأسعار اختبار من الله للمصريين، وعقاب لهم على الاستهلاك الزائد، مطالبة إياهم بتحمل الغلاء، وانتخاب عبد الفتاح السيسي عام 2018.
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام رسمية حول أجور الإعلاميين وما تبقى بنود عقودهم غير معلنة، إلا أن ما يثار حول ما يحصلون عليه من مبالغ مالية يستفز المصريين.
وحسب الأرقام التي كشفتها الإقرارات الضريبية لبعض الإعلاميين في أيار/ مايو 2015، فقد كانت عائدات أبرز الإعلاميين كالتالي: عمرو أديب 33 مليون جنيه سنويا، إبراهيم عيسى 16 مليونا، وائل الإبراشي 15 مليونا، خيري رمضان 14 مليونا، يوسف الحسيني 14 مليونا، لميس الحديدي 13 مليونا، أحمد موسى 11 مليون جنيه.
تلك الأرقام ترصد ما حصل عليه سبعة من أهم أذرع النظام عن عام 2015، ولكن مع انتهاء عام 2016، وقدوم 2017، فإن المعلومات المتداولة في الأوساط الصحفية تؤكد زيادة هذه الأرقام بشكل كبير، خاصة مع زيادة سعر الدولار لنحو 20 جنيها، فيما تشير المعلومات إلى أن من انتقلوا من الحصول على الآلاف إلى أرقام بالملايين في السنوات الثلاث الأخيرة هم: الإعلامي محمد الغيطي، والصحفي عبد الرحيم علي، والنائب مصطفى بكري، والإعلاميتان عزة مصطفى وأماني الخياط، حسب مصدرين صحفيين متطابقين تحدثا لـ"
عربي21" بشرط عم ذكر اسميهما.
عمرو أديب
وعلى الدوام، كان عمرو أديب هو الأعلى أجرا بين الإعلاميين المصريين، حيث كان يحصل على 4 ملايين دولار، عن برنامج "القاهرة اليوم" الذي كان يقدمه على شبكة أوربيت.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، تعاقد أديب مع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، المالك الجديد لقناة "ON TV" حتى عام 2020، لتقديم البرنامج الرئيسي للقناة في استوديو كلف تجهيزه 5 ملايين جنيه، وبأجر سنوي يبلغ 11 مليون جنيه، ونسبة 15 في المئة من الإعلانات بعد احتساب الضرائب، وزيادة أجره سنويا، إلى جانب مليوني جنيه منحة توقيع العقد الذي تم بمنتجع "سان تروبيه" بفرنسا بحضور الملياردير نجيب ساويرس، حيث حملت طائرة خاصة المدعوين إليه.
أما المعلومات شبه المؤكدة، بحسب أحد الصحفيين المصريين تحدث لـ"
عربي21" رافضا ذكر اسمه، فإنه بعد انخفاض سعر الجنيه بشكل غير مسبوق، فإن أبو هشيمة زاد ما كان يتقاضاه أديب والإعلاميون في "ON TV" بالدولار لما يصل إلى 50 في المئة على الأقل.
خالد صلاح
على الرغم من عدم وجود أرقام معلنة عن أجر الإعلامي والكاتب الصحفي خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" المقربة من الجهات "السيادية" في مصر، إلا أن منصبه بالجريدة واستحواذه على نسبة 5 في المئة من أسهمها، بحسب ما أبلغ به أحد العاملين بالجريدة "
عربي21"، يضعانه بين أكثر الإعلاميين أجرا في مصر، ناهيك عن أجره مقابل تقديم برنامج "على هوى مصر" عبر شبكة تلفزيون "النهار" المملوكة لرجل الأعمال علاء الكحكي.
وسُربت عام 2011؛ تقارير مخابراتية عبر الشبكات الاجتماعية، تكشف علاقة صلاح بمباحث أمن الدولة (الأمن الوطني حاليا)، وما سمي حسب الوثيقة "تجنيد خالد صلاح بمقابل مالي".
لميس الحديدي
أما زوجة عمرو أديب، الإعلامية لميس الحديدي، وحسب إقرارها الضريبي في أيار/ مايو 2015، فحصلت في تلك السنة على 13 مليون جنيه من قناة "CBC" المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين، نظير تقديم برنامج "هنا العاصمة"؛ لتتصدر قائمة الإعلاميات الأعلى أجرا في مصر.
وعملت الحديدي سابقا بعدة قنوات، ونالت أجرا من قنوات "MBC" والجزيرة والعربية، وإثر ثورة يناير 2011، قدمت الحديدي برنامج "نصف الحقيقة" بقناة "CBC"، كما تقوم بكتابة مقالات رأي مدفوعة الأجر بجريدة "المصري اليوم" الموالية للانقلاب.
أحمد موسى
أما الإعلامي أحمد موسى، صاحب برنامج "على مسؤوليتي"، وهو برنامج التوك شو الرئيسي بقنوات "صدى البلد" المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين، فيحصل على مبلغ 11 مليون جنيه سنويا، ليحتل المرتبة السادسة بين الإعلاميين الأعلى أجرا، بحسب إقراره الضريبي العام الماضي.
ونشرت صفحة أمناء الشرطة على "فيسبوك"، في آب/ أغسطس 2015، صورة لما قالت إنه شيك من قناة "صدى البلد" يمنح أحمد موسى مبلغ 9 ملايين و200 ألف جنيه، كراتب سنوي له.
ودخل موسى لا يقتصر على عمله التلفزيوني، بل إنه يعمل صحفيا بجريدة "الأهرام"، وترأس قسم الحوادث والقضايا بالجريدة، كما قدم سابقا برنامج "الشعب يريد" بقناة "التحرير" التي غادرها في آذار/ مارس 2014.
إبراهيم عيسى
أما الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، فإنه يحصل على 16 مليون جنيه عن مجمل ما يقدمه بقناة "القاهرة والناس"، والإذاعة المصرية، بحسب إقراره الضريبي في 2015.
ويحصل عيسى على راتب رئيس تحرير نظير عمله بصحيفة "المقال"، بجانب كتابة مقالات يومية وأسبوعية بعدد من الصحف العربية والمصرية، وله مؤلفات لا تقل عن 19 كتابا وقصة. وكان قد تولى رئاسة تحرير صحيفة الدستور حتّى أقيل منها في تشرين الأول/ أكتوبر 2010.
وإثر قيام ثورة 25 يناير 2011، أنشأ عيسى مع آخرين قناة "التحرير"، وقدم فيها برنامج "في الميدان"، ثم تركها وباع حصته لرجل الأعمال سليمان عامر.
مصطفى بكري
لا توجد أرقام موثقة حول ما يحصل عليه الكاتب الصحفي والإعلامي وعضو البرلمان، مصطفى بكري، من عمله الإعلامي، إلا أنه يقدم برنامج "حقائق وأسرار" أسبوعيا عبر قناة "صدى البلد" المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين، ويحصل على أجر كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة "الأسبوع"، بجانب مخصصاته كبرلماني.
وقدم بكري برنامجا على قناة "الساعة" التي تم إغلاقها، ثم قدم برنامج "منتهى الصراحة" على قناة "الحياة 2".
وله عدد من المؤلفات والكتب إلى جانب المقالات الصحفية مدفوعة الأجر في عدد من الصحف المصرية والعربية.
وائل الإبراشي
وتقاضى الإبراشي 15 مليون جنيها حسب إقراره الضريبي في 2015، عن برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2"، المملوكة لرجل الأعمال أحمد بهجت.
وبجانب عمله الإعلامي، فإن الإبراشي يحصل على آلاف الجنيهات من عمله الصحفي وكتابة المقالات وترؤس تحرير عدد من الصحف المصرية الخاصة، مثل صوت الأمة والصباح.
يوسف الحسيني
أما المذيع يوسف الحسيني، صاحب برنامج "السادة المحترمون" الذي يُبث على فضائية "أون تي في لايف"، فيصل أجره إلى 14 مليون جنيه سنويا، حسب الإقرار الضريبي الذي تقدم به لمصلحة الضرائب المصرية منتصف 2015.
ويحصل الحسيني على مبالغ من خلال قيامه بالأداء الصوتي في عدد من الأفلام الوثائقية، والأداء الصوتي الإعلاني لقنوات مصرية وعربية، إلى جانب عمله مسبقا بالتلفزيون المصري وعدد من القنوات الأخرى.
محمد الغيطي
يعد الغيطي من أقل الإعلاميين الموالين للانقلاب أجرا، حيث كان يتقاضى 25 ألف جنيه شهريا عن برنامجه "صح النوم" بقناة "التحرير"، والذي قدمه لنحو عامين وتم إنهاء تعاقده بعد مطالبته بزيادة أجره في شباط/ فبراير 2015، حسب صحفية "المصريون".
وانتقل الغيطي لقناة "LTC" قبل عام، ليقدم برنامجه "صح النوم"، ولم ترد معلومات عن شروط تعاقده مع القناة الجديدة، إلا أن مصدرا صحفيا أكد لـ"
عربي21" أن الغيطي، وعبد الرحيم علي، ومصطفى بكري، وعزة مصطفى، وأماني الخياط، تحولوا من تعاقداتهم بالآلاف لتصبح بملايين الجنيهات.
والدخل المادي للغيطي لا يتوقف على عمله الإعلامي، بل يمتد إلى كتابة السيناريو والحوار لعدد من المسلسلات الدرامية.
وكان الغيطي قد طالب الشعب المصري بربط الحزام والتقشف، زاعما أنه لا توجد أزمات بالبلاد، وأنها مجرد شائعات يطلقها الإخوان.