انطلق قطار
الصين-
لندن ليقطع 12 ألف كليومترا حاملا على متنه "فرصة ذهبية" لبريطانيا التي تستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وانطلق قطار البضائع من بلدة "ييوو" في إقليم تشينجيايغ عابرا عدة دول؛ قازاخستان وروسيا وروسيا البيضاء وبولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا ليصل إلى وجهته الأخيرة في لندن بعد 18 يوما.
رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، صور
بريطانيا بأنها ستكون المنفذ البارز إلى الغرب للاستثمارات من الصين، واقترح بحسب رويترز جعل لندن "المركز التجاري الرئيسي للمعاملات باليوان".
أما رئيس الوزراء الحالية، تيريزا ماي، فرأت أن العلاقة مع الصين "فرصة ذهبية" لجلب استثمارات بمليارات الدولارات مع استعدادات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتأمل الصين من وراء الخط الجديد إلى تحسين العلاقات التجارية مع أوروبا ودول الشرق الأوسط، لا سيما دول شمال إفريقيا.
الباحث الاقتصادي، مصطفى عاشور، قال لـ"
عربي21" إن الصين دولة كبرى، وتعمل كأي دولة كبرى على توسيع نفوذها وهيمنتها، وترغب بالانفتاح على أوروبا.
ورأى في القطار الصيني الجديد بداية لتعدد الأقطاب، مؤكدا على أن الهيمنة في العالم لم تعد بالسلاح فقط، وإنما على الصعيد الاقتصادي أيضا.
وذكر بأن أحد أسباب احتلال أمريكا للعراق هو السيطرة على موارد الطاقة حول العالم.
وأثار القطار كعادة طرق التجارة الجديدة، مخاوف من التأثير على
قناة السويس المصرية، وآخرها طريق "الشمال-الجنوب" التي تدرسها دول روسيا وإيران وأذربيجان لربط أوروبا بجنوب آسيا.
كما أثار استخدام التجار طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس تجنبا للرسوم المرتفعة.
كما تخوف المصريون من العبور عبر المحيط القطبي الشمالي لاختصار الوقت بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
الخبير والباحث الاقتصادي أضاف لـ"
عربي21" بأنه لاشك أن القطار الجديد سيخصم من رصيد قناة السويس، في ظل تراجع حجم التبادل التجاري مؤخرا، بحسب ما أثار اقتصاديون إبان الإعلان عن تفريعة قناة السويس الجديدة.
ولفت إلى أن أي تطور في أي مكان لا بد أن يؤثر في مناطق أخرى.
وعن الأسواق الناشئة، قال إن الجميع سيتفيد من الطريق الجديد، وإن الأسواق تنشأ دائما على طرق المواصلات.
ولخص بأن المصالح الاقتصادية بين الدول ضمانة للسلم العالمي، وعلاقات طيبة بين جميع الأطراف.