صحافة دولية

كاتب بريطاني: حلم السعودية بالهيمنة "جلب الفوضى"

محمد بن سلمان الملك سلمان السعودية
هاجم الصحفي البريطاني باتريك كوكبرن، المملكة العربية السعودية، قائلا إن "حلمها بالهيمنة" جلب الفوضى للمنطقة. 

وقال كوكبرن في مقال ترجمته "عربي21" إن السعودية قبل سنتين، بدت وكأنها نجحت خلال نصف القرن الماضي بأن تجعل من نفسها القوة الرئيسة بين الدول العربية والإسلامية، ولكنه ذهب إلى أن السعودية ترى اليوم بشكل سريع هزيمة طموحاتها غالبا في الجبهات جميعها.

وكوكبرن مراسل لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط، ونشر مقاله تحت عنوان "حلم السعودية بالهيمنة جلب الفوضى"، في صحيفة "آي" الصادرة عن دار "الإندبندنت".

ولفت الكاتب البريطاني إلى أن محاولة السعودية ودول الخليج تحقيق هيمنة في العالمين العربي والمسلم السني، أثبتت بأنها تجلب الكارثة للجميع تقريبا.

وحذر بأن الخطر بالنسبة في السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج يتمثل في "الغطرسة والتمني" في محاولة فعل أشياء تتجاوز قوتهم. 

وأشار إلى ما نشره موقع "ويكيليكس" في عام 2014 من تسريبات عن هيلاري كلينتون، تحدثت حينها عن تنافس في الهيمنة على العالم السني بين السعودية وقطر.

واستشهد بمذكرة صدرت عن جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني "BND" في عام 2015، أشارت إلى أن الموقف الدبلوماسي المتحفظ للأسرة المالكة في السعودية الذي كان ينتهجه الأكبر سنا في العائلة، استبدل اليوم بسياسة تدخل مندفعة.

وعبر عن مخاوفه من عدم الاستقرار الناجم عن مثل هذه السياسة السعودية الهجومية، بحسب تعبيره.

"فشل" في سوريا واليمن

وأوضح كوكبرن تحميله السعودية مسؤولية "الفوضى"، أن الرياض شهدت في العام الماضي خسارة حلفائها في سوريا أكبر مركز مدني في شرقي حلب. 

هذا على الصعيد الدور غير المباشر، ولق كوكبرن، الذي أضاف أنه على صعيد التدخل المباشر، فإن السعودية تدخلت في اليمن من خلال آلتها العسكرية ولكنها "فشلت في تحقيق النصر"، وفق رأيه.

وقال: "لا شيء يسير بشكل جيد بالنسبة للسعوديين في اليمن وسوريا"، فالمسؤولون في السعودية توقعوا هزيمة سريعة للحوثيين ومعركة سهلة، إلا أن الجماعة المسلحة تمكنت من الصمود 15 شهرا من القصف السعودي، وما زالت إلى جانب حليفها علي عبد الله صالح تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وعلى شمال اليمن. 


وأضاف أن حملة القصف التي تقودها السعودية التي تعد من أغنى البلدان العربية على أفقر بلد عربي وهو اليمن، تسببت في أزمة إنسانية جعلت نحو 60 في المئة على الأقل من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة لا يحصلون على الطعام والشراب الكافيين، وفق قوله.

"الضامن" لحكم آل سعود

ووصف كوكبرن الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "الضامن" الأخير لاستمرار حكم آل سعود"، بحسب تعبيره.

وقال إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، سبق له أن اشتكى من العرف السياسي في واشنطن بمعاملة السعودية "حليفا".

وقرأ كوكبرن أن ثمة "عدوانية متزايدة ضد السعودية"، ودلل على ذلك من خلال إجماع الكونغرس في التصويت لصالح السماح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية وتحميلها مسؤولية الهجوم.

وقال إنه بدلا من تقلص النفوذ الإيراني كما تطمح إليه السعودية، إلا أن الرياض باتت أمام نفوذ إيراني أكثر نشاطا في المنطقة، وحدث عكس ما أردته السعودية تماما. 

"على من يقع اللوم؟"

يرى كوكبرن أن السياسة السعودية أصبحت أكثر هجومية، وأن السعودية حين تدخلت في سوريا في عام 2015، ودعمت المعارضة حصلت على عواقب مدمرة على نحو غير متوقع. 

وقال إن السعودية وقطر ظنا بأنه يمكن لحلفائهم السوريين من المعارضة أن يلحقوا الهزيمة ببشار الأسد، أو أن يستدرجوا الولايات المتحدة على الأقل للقيام بذلك. 

ولكن رأى أن هذه السياسة السعودية عجلت من التدخل الروسي والإيراني في سوريا لصالح حليفهم الأسد الذي تعرض لضغوط عسكرية، في حين أن الولايات المتحدة لم تكن بعد مستعدة للانحياز لجانب المعارضة.

ويرى كوكبرن أن هناك لوما يوجه للأمير محمد بن سلمان داخل المملكة وخارجها، وذلك "لسوء التقدير والتسرع اللذان جلبا الفشل أو الجمود"، وفق قوله. 

وأضاف أنه على الصعيد الاقتصادي، فإن مشروع الأمير محمد بن سلمان 2030 الذي يريد من خلاله أن تصبح المملكة العربية السعودية أقل اعتمادا لشكل كلي على عائدات النفط قوبل بالشك الممزوج بالسخرية منذ البداية.

وشكك بأن السعودية ستكون قادرة على التخلص من نظام المحسوبية، إذ إنها "تنفق نسبة كبيرة من عائدات النفط على توظيف السعوديين بغض النظر عن مؤهلاتهم أو مدى رغبتهم في العمل".

وختم بالتأكيد على ما ذكره في أول مقاله، قائلا: "أثبتت محاولة المملكة العربية السعودية ودول الخليج النفطية تحقيق الهيمنة في العالمين العربي الإسلامي وعلى السنة مدى كارثية الأمر على الجميع تقريبا".