"فيسبوك" يفرض حصارا إلكترونيا على الفلسطينيين

في خطوة تكررت مرارا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، عمدت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى إغلاق عدد كبير من الصفحات التابعة للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة  لإغلاق حسابات عشرات الناشرين والمديرين المشرفين على تلك الصفحات.

وجاءت هذه الإغلاقات من إدارة الموقع، بعد سلسلة لقاءات جمعت مؤخرا عددا من قادة الاحتلال، وإدارة فيسبوك التي بدا واضحا استجابتها للضغوط عبر إغلاق تلك الصفحات.

وتعليقا على ذلك قال الكاتب والمدون الفلسطيني رضوان الأخرس لـ"عربي21" :"إن إدارة "فيسبوك" شنت حملة مجنونة ضد الحسابات الفلسطينية خلال اليومين الماضيين، حيث تم إغلاق وحظر غالبية الحسابات التي تحدثت عن ذكرى الشهيد يحيى عياش"، معتبرا أن ذلك تساوق كامل وانسجام في الرؤى ما بين سياسات الاحتلال وأفكارها وما بين الفيسبوك التي لا تراعي التصورات لدى طرفي الصراع على أرض فلسطين".


وأوضح الأخرس أن التصور المشترك لدى "فيسبوك" والاحتلال عن يحيى عياش-القيادي العسكري في حركة حماس والذي اغتالته إسرائيل في غزة عام 1996- بأنه إرهابي فهو تصور مخالف جدا لمكانة يحيى عياش لدى الفلسطينيين وأبناء الأمة بإعتباره بطل حارب الأعداء والمحتلين وسارقي أرضه.

موقع بديل

وقال "على فيسبوك أن يراعي ذلك وألا يظهر انحيازه، فهذا إن استمر سيهدد شعبية الموقع في العالم العربي والإسلامي وإلا يتوجب عليه حذف جميع حسابات قادة وجنود الاحتلال ويمنع الإشادة بهم لأنهم تورطوا بدماء الأطفال والنساء" وتابع :" وشتان بينهم وبين عياش".

ودعا المدون إلى القيام بحملات ضغط على "فيسبوك"، والبحث عن موقع بديل، فضلا عن رفع دعوى قضائية ضده بسبب تقييده لحرية الرأي والتعبير وإظهار انحيازه لصالح الاحتلال الإسرائيلي .

وفي ذات السياق أكد محمد الزعانين، أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أن سياسة "فيسبوك" ضد الفلسطينيين تمثل تواطؤا واضحا مع الاحتلال لمحاربة الرواية الفلسطينية التي فضحت جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين .

عنصرية فيسبوك
وأشار الزعانين في حديث مع "عربي21" أن الفلسطينيين لن يفقدوا الوسيلة في إيصال صوتهم المُطالب بحقوقهم إلى كل العالم، "فسياسة فيسبوك وإجراءاته لن تعيق الدور الإعلامي الفلسطيني في سبيل تحقيق ذلك".

وقال الزعانين إن استمرار "فيسبوك" بخطواته التعسفية تؤشر على عنصرية سياسة إدارة الموقع الاجتماعي، الذي من المفترض أن يتعامل مع كل مستخدمي العالم بمساواة دون تمييز".

وتابع: "في الوقت الذي يحذف فيه عشرات الحسابات والصفحات الفلسطينية، تواصل عشرات الحسابات الإسرائيلية التحريض على الفلسطينيين والعرب.

يذكر أن حركة حماس نددت في بيان لها اطلعت عليه "عربي21"  بـ"إجراءات إدارة فيسبوك التعسفية" التي تنتهجها في وجه الصفحات والحسابات الداعمة للمقاومة ولحركة حماس، مؤكدة على أن تلك الصفحات لها الحق في التعبير عن وجهات النظر كما يحق للجميع طرح ما لديه.

وطالبت النشطاء الفلسطينيين والصفحات الإخبارية الفلسطينية على موقع فيسبوك، بالبحث بشكل جدي عن بدائل فاعلة عن الموقع، وبينت أن الموقع وصل في معاداته للشعب الفلسطيني ولقضاياه العادلة إلى مستويات متقدمة.

ويأتي الإغلاق المتكرر للصفحات الداعمة للمقاومة، نتيجة الدور الكبير الذي يؤديه إعلام المقاومة؛ إذ كان لهذه الصفحات دور بارز في تحريك الشارع الفلسطيني خلال الانتفاضة الفلسطينية المندلعة حاليا في الضفة والقدس.