قال خبراء ومحللون فلسطينيون إن
عملية الدهس التي وقعت الأحد في مدينة
القدس المحتلة، عكست مدى "جبن" جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكشفت "العيوب الكثيرة" لدى جنود النخبة الذين يفتقدون القدرة على مواجهة الإنسان الفلسطيني.
وباركت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، في تصريحين سابقين لـ"
عربي21" عملية الدهس التي نفذها الشهيد الفلسطيني
فادي قنبر، وأدت إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة 15 آخرين.
اقرأ أيضا: "حماس والجهاد" تباركان عملية القدس "زمانا ومكانا"
وكشف مقطع مصور لكاميرا مراقبة إسرائيلية، أن منفذ العملية تمكن من دهس مجموعة من الجنود، وعاد ورجع ليدهسهم أكثر من مرة، في الوقت الذي هرب فيه من المكان مئات الجنود الذين كانوا يصطفون في "متنزه هاس شروفر" الذي وقعت بداخله العملية.
وقرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) الأحد "الإسراع في هدم منزل منفذ العملية، وعدم تسليم جثمانه"، بحسب ما أوردته القناة الثانية الإسرائيلية، وقرر أيضا تنفيذ "حكم إداري بسجن كل متعاطف مع
تنظيم الدولة الإسلامية (
داعش)، أو من يقوم بنشر أي منشورات أو تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي".
ووصف الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، عملية الدهس بـ"النوعية والموجعة"، لافتا إلى أنها "عملية فردية، ولكنها بحجم العمليات الجماعية المنظمة".
وقال لـ"
عربي21" إن هذه العملية "من أعقد العمليات التي فشلت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية في منعها قبل وقوعها، حيث تمكن منفذ العملية من التخطيط والتنفيذ بهدوء".
الانبطاح خلف الأسوار
وأوضح عريقات أن اللافت والمهم في العملية أنها "جاءت ضد الجنود الإسرائيليين"، مشيرا إلى أن "مشهد هروب مئات الجنود، وعدم قدرتهم على التصرف، واختباء بعضهم، وتجلي جبنهم؛ يكشف كثيرا من العيوب لدى جنود الجيش الإسرائيلي الذين قيل عنهم إنهم جنود النخبة".
وأضاف أن هذه الصورة المتهالكة التي ظهر فيها الجندي الإسرائيلي "أوجعت الاحتلال والحكومة الإسرائيلية؛ أكثر بكثير من الخسائر البشرية والمادية التي وقعت في الميدان".
وحول إصرار منفذ العملية على إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، وعدم هربه من المكان؛ قال الخبير العسكري إن "ثقافة الحقد والكراهية التي حاول نتنياهو أن يزرعها بين اليهود ضد العرب؛ ارتدت عليه".
وبين عريقات أن "مخزون المعاناة لدى الشباب الفلسطيني بسبب بطش وظلم جنود الاحتلال ليل نهار؛ ولد لدى هذا الشاب الفلسطيني ضغطا كبيرا تسبب في انفجار خرج على شكل دهس هؤلاء الجنود، الذين طالما نكلوا بأبناء شعبنا وشبابه"، مؤكدا أن "شاحنة الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة لن تتوقف؛ طالما بقي الاحتلال على أرضنا، يدنس مقدساتنا".
تطور العمليات
من جانبه؛ أكد الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، أن "محاولات إسرائيل المتواصلة والرامية لتطويق الإرادة الشعبية من خلال اتفاقيات أمنية مختلفة، أو عبر ردود فعل وحشية؛ لن توقف الانتفاضة؛ لأن بقاء الاحتلال يعني استمرار المقاومة".
وقال لـ"
عربي21" إن "نجاح الشهيد فادي قنبر في تنفيذ هذه العملية بهذا الشكل، واستهدافه الجنود الإسرائيليين؛ يعكس جودة التفكير والتخطيط والتنفيذ"، معتبرا أن "الترحيب الشعبي والفصائلي الكبير بهذه العملية؛ سيشجع العديد من الشباب الفلسطيني على تنفيذ عمليات مثلها".
وأضاف أن هذه العملية "كشفت كذب حالة الهدوء التي يتغنى بها الاحتلال، وأربكت حساباته، وأكدت أن الانتفاضة مستمرة، وأن الأوضاع في الضفة والقدس قابلة للانفجار بقوة"، مرجحا حدوث "تطور في العمليات ضد جنود الاحتلال؛ عبر عمليات عسكرية مسلحة داخل المستوطنات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين".
وأكد المدهون أن "هذه العملية الفردية التي تأتي ردا على جرائم الاحتلال وإعداماته الميدانية بحق الفلسطينيين؛ من السهل تكرارها، وهذا مرهون بتخفيف القبضة الأمنية عليها"، في إشارة إلى التنسيق الأمني الذي يجري بين السلطة الفلسطينية والاحتلال؛ والذي أدى إلى إحباط مئات العمليات التي كانت تستهدف جنود الاحتلال.