هدد مسؤول
فلسطيني رفيع المستوى مقرب من الرئيس
محمود عباس اليوم الثلاثاء إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى
القدس سيؤدي إلى إعادة النظر في اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل.
وقال محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "إذا تم الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس فسنعيد النظر في الاعتراف بدولة
إسرائيل وسننفذ خطوات أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي .. ونحن نتحدث عن إجراءات وليس تهديدات."
واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل في العام 1993 عند التوقيع على إتفاقية أوسلو للسلام بين الجانبين.
وأضاف اشتية في مؤتمر صحفي في رام الله "الحديث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعني نهاية حل الدولتين ويعني بالنسبة لنا إنتهاء المسار التفاوضي وإغلاق الباب كليا أمام المفاوضات."
وقال "إننا نأمل أن لا يعلن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد
ترامب في خطاب تنصيبه في 20 الجاري عن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس."
وأوضح اشتية "القيادة الفلسطينية لا تعلم شيئا عن السياسة الخارجية للإدارة القادمة... سمعنا من بعض الدوائر في الولايات المتحدة ومن دبلوماسيين وأصدقاء أن الرئيس الأمريكي المنتخب سيعلن عن نقل السفارة خلال حفل التنصيب."
وأعلن دونالد ترامب خلال حملته الإنتخابية عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقال إشتية "نحن من جانبنا نأمل أن لا يقوم الرئيس ترامب بهذه الخطوة." وأضاف "الرئيس محمود عباس بعث رسالة إلى الرئيس ترامب يطلب عدم نقل السفارة مؤكدا على خطورة ذلك."
شكوك في تنفيذ التهديد
من جهته قال الأستاذ محمد دراغمة، وهو صحفي في وكالة "أ ب" الأمريكية ومراسلها المختص في الشرق الأوسط إن الفلسطينيين هم في مرحلة التهديد الان.
وأضاف دراغمة في حديث مع "
عربي21" إن السلطة الفلسطينية تبذل حاليا جهودا حقيقية وتضع جميع ثقلها لمنع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال أيضا:" إن قرار سحب الاعتراف من إسرائيل هو قرار خطير جدا، فإسرائيل تمتلك جميع الأدوات، وتمتلك روح السلطة بيدها".
وأوضح أيضا :"إسرائيل تمتلك رواتب موظفي السلطة الفلسطينية من خلال الإيرادات الجمركية التي يتم تحويلها بشكل شهري، ولا يمكن أن يتم سحب الاعتراف دون نتائج".
وقال دراغمة إن "التهديد بسحب الاعتراف هو جدي"، ولكنه شكك في نفس الوقت بالقدرة على تنفيذه.
وأشار أيضا إلى أن السلطة الان تبذل جهودا جيدة وكبيرة في مقاومة القرار الأمريكي من خلال الضغط على الإدارة الأمريكية عن طريق روسيا، ومؤتمر السلام في فرنسا، والسعودية والمغرب ومصر، والأردن التي تمتلك الوصاية الدينية على القدس، كما قال.
ووصف دراغمة السلطة الفلسطينية بأنها ليست سلطة ثورية، وبأنها سلطة "تلعب" سياسة دقيقة وحذرة.
نتائج نقل السفارة
وعن أبرز نتائج نقل السفارة الأمريكية للقدس قال محمد دراغمة "إن ذلك يعني أن أمريكا تخلت عن موقفها التقليدي من القدس والاستطيان، وهذا مقلق جدا بسبب دورها الكبير والمؤثر في المنطقة.
وقلل دراغمة من دور الاتحاد الأوروبي الذي يسوده الطابع الاقتصادي، فيما روسيا تنشغل بملفات أخرى كسوريا."
وشدد أيضا على أن نقل السفارة يعني أن "موضوع القدس انتهى، ما يفتح الطريق لتغيير معالمها خلال السنوات الأربع القادمة من ولاية ترامب، خصوصا أن فريقه يحتوي على مؤيدين لفكرة الاستيطان".
وختم دراغمة بالقول:"قد يفتح قرار نقل السفارة الباب لإسرائيل لضم الكتل الاستيطانية الكبرى، وإذا ما مرت عبر التصويت في الكنيست فإنه من الصعب التراجع عنها مستقبلا".
وأجلت جميع الإدارات الأمريكية السابقة نقل السفارة من تل أبيب الى القدس منذ عام 1982وحتى اليوم، حيث يتم تأجيل قرار النقل كل ستة شهور من قبل الرئيس الأمريكي.