نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن اللقاءات الصحفية التي أجرتها عدة وسائل إعلام فرنسية مع بشار
الأسد، الذي عبّر من خلالها عن تفاؤله بشأن مستقبل
سوريا، حيث يرى نفسه جزءا لا يتجزأ منه، خاصة بعد "الانتصار" الذي حققته قواته وحلفاؤها في حلب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأسد استقبل يوم 9 كانون الثاني/ يناير في دمشق صحفيين من إذاعة "أر تي إل" وإذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية والقناة البرلمانية الفرنسية، إضافة إلى ثلاثة نواب آخرين من البرلمان الفرنسي.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من الخسائر البشرية الهائلة التي خلفتها الحرب الدائرة رحاها منذ أكثر من خمس سنوات داخل الأراضي السورية، إلا أن الأسد أعرب في حديثه عن تفاؤله بشأن مستقبل سوريا، قائلا: "نحن نسير على طريق النصر"، مؤكدا أن "قواته لن تترك شبرا واحدا من سوريا إلا وستحرره"، مشيرا إلى أن الدعم الذي تلقاه من قبل روسيا وإيران ساعده كثيرا على تحقيق عدة انتصارات عسكرية وميدانية.
في المقابل، نقلت الصحيفة تصريحات المدير المساعد في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية، برونو ترتري، قوله إن"انتصار حلب لا يمثل إلا انتصارا لروسيا وإيران".
وأضاف ترتري أن "بشار الأسد هو مجرد لعبة بأيدي حلفائه، ولا يوجد إثبات واحد يؤكد أن موسكو ستواصل تقديم دعمها العسكري للنظام لتحرير كامل شرق سوريا".
وأفادت الصحيفة أن روسيا منحت الأولوية القصوى للحفاظ على أمن الشريط الساحلي السوري، حيث ترتكز قواعدها العسكرية. أما بالنسبة لقوات النظام السوري، فهي لا تستطيع بمفردها دخول معركة لاسترجاع كامل التراب السوري، علما أن أغلب مناطق الشرق السوري تخضع لسيطرة تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد متفائل بقدوم رئيس الولايات المتحدة الجديد، دونالد ترامب، الذي سيدخل رسميا إلى البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.
وكان ترامب قد قال إن "الحرب السورية ليست حكرا على سوريا وحدها، فهي شديدة الارتباط بعوامل خارجية إقليمية وعالمية تتحكم فيها قوتين عالميتين (إشارة إلى روسيا والولايات المتحدة) تؤثران بشكل مباشر أو غير مباشر على كل الصراعات والتوترات التي تحصل في دول العالم".
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب عبر في أكثر من مناسبة عن رغبته في تأسيس علاقات أكثر ودية وتقاربا مع روسيا، وقد رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذلك، واصفا ترامب بـ"الذكي والموهوب". وعلى الرغم من توافق رؤى الرئيسين حول الأزمة السورية، إلا أن موقف ترامب من إيران، التي تعتبر حليفة روسيا الأولى، يبقى محل استفهام كبير.
ومن جانب آخر، أوردت الصحيفة أن الأسد ينتظر بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الرئاسية في
فرنسا، نظرا لأن الحكومة الفرنسية الحالية صدت جميع أشكال الحوار مع النظام السوري. لكن، يبدو أن سياسات بشار القمعية تلقى استحسانا وترحيبا من المرشح، فرانسوا فيون، الذي أعرب أنه "معجب جدا بمنهجية وأفكار الأسد التي يعتمدها لمحاربة الإرهاب".
وقد أعلن فرانسوا فيون سابقا عن نيته، في حال فوزه بالانتخابات، في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري من خلال فتح البعثة الدبلوماسية في دمشق لتسهيل عملية التواصل مع النظام.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة إعادة إحياء العلاقات مع النظام السوري؛ ليست حكرا على فيون وحده، بل يشاطره حتى حزب الجبهة الشعبية المتطرف؛ الرأي، خاصة وأن الناشطين في الجبهة يرون أن الأسد جزء لا يتجزأ من الحرب التي يشنها العالم ضد الإرهاب؛ الذي من شأنه أن يهدد الأمن القومي الفرنسي.
ونقلت الصحيفة ما قاله برونو ترتري، الذي أفاد بأنه "بغض النظر عن التطورات السياسية التي يمكن أن يشهدها العالم في الفترة القادمة، إلا أن الأمر المثير للاهتمام في هذه اللحظة يتمثّل في توافق وجهة نظر نظام الأسد بشكل كبير مع ما يعيشه العالم في الوقت الراهن".