ذكرت صحيفة "جويش كرونيكل" الصادرة في لندن، أن تصوير قناة "
الجزيرة" الإنجليزية لفيلم عن
اللوبي الإسرائيلي في لندن، ونجاحها في متابعة تصرفات موظف السفارة "الطائشة"
شاي ماسوت، أدى إلى خلافات كبيرة بين المؤيدين لإسرائيل في
بريطانيا والدبلوماسيين الإسرائيليين، حول الكيفية التي قام بها صحفي استقصائي بالتقاط صور خاصة، واختراق موظف في السفارة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن كاميرا القناة صورت ماسوت وهو يتحدث عن خطط للتخلص أو الإطاحة بنائب وزير الخارجية البريطاني سير ألن دانكن، لافتة إلى أن الصحيفة علمت عن قيام مسؤولين كبار في الجالية اليهودية بتحذير السفارة من شاي، ومن أن وجوده قد يؤدي إلى مشكلات، وتحدثوا عن تصرفاته قبل انكشاف فضيحة الفيلم في نهاية الأسبوع الماضي.
وتنقل الصحيفة عن مصدر يهودي بارز في مقر الحكومة البريطانية في ويسمنتستر، قوله إن "شاي كان معتوها"، مشيرة إلى أن قناة "الجزيرة" الإنجليزية عرضت الحلقة الأولى من فيلم "لوبي" يوم الأربعاء، وركزت على الناشطين الشباب المؤيدين لإسرائيل في حزب العمال وحركة العمال اليهودية.
ويفيد التقرير بأنه تم تصوير لقطات سرية في مناسبة لمجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال عقدت في البرلمان، مبينا أن الحاضرين في حفلة شواء، أقامتها حركة العمال اليهود، ناقشوا أنجع الطرق لمواجهة حركة المقاطعة لإسرائيل، وتحدثوا عن قلقهم من فوز ماليا بوعطية في رئاسة الاتحاد الوطني للطلاب.
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك حلقات أخرى تغطي مشاركة وفد السفارة الإسرائيلية في مؤتمر حزب العمال السنوي في ليفربول، وتزعم أن الاتهامات بانتشار العداء للسامية في الحزب تمت فبركتها، واتخاذها ذريعة للهجوم على السياسيين.
وينوه التقرير إلى أن الصحفي الاستقصائي روبن هارو عمل على التقرب من ماسوت ومصاحبته، حيث زعم أنه مولود في ألمانيا، ويدعم العمال المؤيدين لإسرائيل، وبعدها قام ماسوت بتقديم هارو إلى رموز مهمة في جماعات داعمة لإسرائيل في لندن، مشيرا إلى أن هارو حصل على فرصة للدخول إلى لقاءات خاصة، حيث يعتقد أنه رُفض، وبشكل كبير، من هذه المنظمات.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤول بارز، قوله: "كان هناك شيء غير مريح حول روبن"، وأضاف: "لم أكن أعرف أنه جاسوس (ابن حرام) لـ(الجزيرة)، وأنا مرتاح لأننا أبعدنا أنفسنا عنه".
ويكشف التقرير عن أن قناة "الجزيرة" قامت في الشهر الماضي بالاتصال مع منظمات مؤيدة لإسرائيل وصورتها، وقامت بعرض المزاعم التي تدعيها في فيلمها.
وتبين الصحيفة أن أهم الاتهامات التي وجهها الفيلم لحركة العمال اليهودية تتعلق بتعيين إلا روز رئيسة لها، حيث ترأست روز في الماضي اتحاد الطلبة اليهود، وعملت مسؤولة علاقات عامة في السفارة الإسرائيلية في لندن، ويقول فيلم "الجزيرة" إن انتقالها إلى المجموعة هو دليل على "اختراق" إسرائيل للسياسة البريطانية.
وبحسب التقرير، فإن مصدرا وصف الاتهامات بأنها "غريبة"، وقال إن "اتحاد الطلبة اليهود" له علاقة جيدة مع السفارة الإسرائيلية، مؤكدا أنه لم يتم تمويله أو إدارته منها، منوها إلى أن رمزا في الجالية اليهودية قال إن الفيلم الوثائقي أظهر "عقلية معادية للسامية" تقف وراء من صنعه.
وتختم "جويش كرونيكل" تقريرها بالإشارة إلى أنها حاولت الاتصال بحزب العمال؛ للرد على سؤال حول الكيفية التي تم فيها السماح لصحفي باسم مستعار بالمشاركة في المؤتمر السنوي، خاصة أن من يرغب في المشاركة فيه من السياسيين والصحفيين، يطلب منهم تقديم أدلة حقيقية عن هويتهم، وتفاصيل أمنية، بما فيها صورة عن جواز السفر.