قضى بنيامين
نتنياهو 30 عاما في مناصب حكومية، منها 11 عاما اضطلع فيها برئاسة وزراء
إسرائيل، لكن الشكوك تحيط بمستقبله السياسي هذا العام أكثر من أي وقت مضى.
تقول الشرطة إنها استجوبت نتنياهو مرتين منذ الثاني من يناير/ كانون الثاني في مقر إقامته الرسمي بالقدس، في قضيتين جنائيتين منفصلتين تنطويان على مزاعم بإساءة استغلال السلطة.
ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات، وقال مرارا: "لن يحدث شيء؛ لأنه ليس هناك شيء". ولم توجه له اتهامات.
منذ الثاني من يناير/ كانون الثاني، تظهر كل ليلة عبر التلفزيون في المساء وفي الصحف كل نهار ما توصف بأنها تسريبات لما تقول وسائل إعلام إنها تفاصيل من التحقيق.
ولم يؤكد الادعاء أيا من المعلومات المسربة، واكتفى بالقول إن نتنياهو استجوب، وإن إحدى القضايا تتصل بهدايا تلقاها من رجال أعمال. ولم يتسن لرويترز التحقق من تفاصيل الأنشطة التي يشملها التحقيق من مصدر مستقل.
لكن التسريبات أججت دعوات المعارضة لرحيله، وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت لحساب صحيفة جيروزاليم بوست، وموقع والا الإخباري، وصحيفة جلوبز، وتلفزيون القناة الثانية الإسرائيلي، تراجع شعبية حزبه. وقال نتنياهو إن وسائل الإعلام تسعى للنيل منه، وإنه لا ينوي التنحي.
وقال في اجتماع أسبوعي لأعضاء البرلمان من حزب ليكود اليميني، الذي يتزعمه، يوم الاثنين: "هذه الحملة المخططة تشمل عاملين بمجال الإعلام لا يتصرفون بوصفهم صحفيين وحسب، وإنما أيضا بوصفهم محققين وقضاة وجلادين".
وأضاف: "أنوي الاستمرار في قيادة الليكود والبلاد لسنوات أخرى كثيرة".
وقالت صحيفة هاآرتس وتلفزيون القناة الثانية الإسرائيلي إن هنالك فيما يتعلق بالتحقيق الثاني لدى الشرطة تسجيلات لنتنياهو وهو يتحدث مع ناشر صحيفة إسرائيلية عن اتفاق ينطوي على منفعة متبادلة. وتم بث مقتطفات مكتوبة من التسجيلات -لم يتسن لرويترز التحقق من صحتها- كل ليلة من الأسبوع الأخير.
وأكد المدعي العام وجود التسجيلات، لكنه قال إنه لم يقرر الكشف عن تفاصيلها بعد.
وأشار بيان لوزارة العدل إلى أن القضية الأولى التي جرى استجواب نتنياهو بشأنها تتصل بتلقي هدايا من رجال أعمال. وبموجب القانون الإسرائيلي يحظر على الموظفين الحكوميين وأفراد أسرهم تلقي هدايا أو الحصول على منافع، إلا إذا كانت هدايا صغيرة تتفق مع "الأعراف الاجتماعية".
ولم تقدم الشرطة ووزارة العدل المزيد من المعلومات عن القضيتين.
وقالت هاآرتس إن أحد رجال الأعمال هو أرنون ميلتشن، وهو منتج في هوليوود إسرائيلي المولد، قدم لنتنياهو وزوجته هدايا من السيجار والشمبانيا تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الشيقل.
ولا ينفي محامو نتنياهو تلقيه هدايا، لكنهم يقولون إنه لا ضير في الحصول على هدايا من الأصدقاء الشخصيين. وأحجم محامي ميلتشن في إسرائيل -الذي يتولى المسألة- عن التعليق.
وأدهشت تقارير إعلامية تتعلق بالقضية الثانية كثيرين في إسرائيل؛ لأنها ذكرت أن نتنياهو بحث صفقة محتملة مع رجل يعتقد كثيرون أنه عدوه اللدود.
وقال تلفزيون القناة الثانية إن نتنياهو يخضع للتحقيق بشأن مناقشات مع أرنون موزيس، مالك وناشر صحيفة يديعوت أحرونوت، حتى تقدم تغطية إيجابية لأخباره، مقابل إصدار تشريع بدعم من نتنياهو يحد من توزيع صحيفة إسرائيل توداي المنافسة.
وكتب نتنياهو على فيسبوك، يوم الأحد، يقول إن المقتطفات من حواراته مع موزيس التي نشرتها الصحف لا تقدم الصورة الكاملة، لكنه لم يتمكن من ذكر تفاصيل بينما يخضع للتحقيق.
ويمول الملياردير الأمريكي، مالك أندية القمار، شيلدون أديلسون، صحيفة إسرائيل توداي، وهو من مؤيدي نتنياهو. والصحيفة مؤيدة لنتنياهو بشدة. وفي عام 2014، اقترحت المعارضة مشروع قانون للحد من توزيعها. ورفضه نتنياهو، ودعا لانتخابات مبكرة بعد ذلك بفترة وجيزة فاز بها.