تسلم مديرو المدارس الابتدائية في مدينة
منبج، بريف حلب الشرقي، قرارا رسميا من
الإدارة الذاتية التي تهيمن عليها الوحدات الكردية، يقضي بتدريس
المناهج الكردية للطلاب العرب في المدينة ابتداء من المرحلة الثانية للعام الدارسي الحالي.
واعتبرت الخطوة الجديدة محاولة للمزيد من الهيمنة التي تمارسها الإدارة الكردية على العملية
التعليمية في المدينة، وفق ناشطين.
وقال الناشط الإعلامي أحمد محمد، في حديث لـ"عربي21"، إن "الإدارة الذاتية التابعة لوحدات الحماية الشعبية أصدرت قرارا تطالب فيه مدراء المدارس العربية في مدينة منبج بضرورة التقيد باستخدام الكتب الدراسية التي توزعها الإدارة الذاتية خلال المرحلة الثانية من العام الدراسي الحالي، وتؤكد الالتزام بهذه الكتب فقط، وأنها ستقوم بمصادرة أي كتب أخرى واتخاذ إجراءات صارمة ضد من يخالف هذه التعليمات".
وأوضح أن فرض مناهج جديدة في منتصف العام الدراسي؛ يعني إرباك برنامج ومنهاج المدارس الابتدائية وطلبة امتحان الشهادة العامة للصف التاسع، خاصة، حيث "ستغلق المدارس في وجوههم، ولن يستطيعوا استكمال المنهاج المقرر للامتحان، ولن ينعموا بالهدوء الذي تقتضيه مصلحتهم".
وأوضح محمد أن الإدارة الذاتية اتخذت قرارها دون استشارة وجهاء المدينة، ورأى أن "القرار يندرج ضمن مخططات ممارسة الهيمنة الكاملة على المدينة، بعد استبدال المنهاج وفرض النسخة الكردية لتجميل صورة الاتحاد الديمقراطي الذي يعرف بانتمائه لحزب العمال الكردستاني"، على حد قوله.
وأشار محمد إلى أن العرب يشكلون نسبة 99 في المئة من سكان مدينة منبج، متسائلا عن الأسباب الحقيقية التي دفعت حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) إلى فرض المنهاج الكردي على الطلاب العرب في منتصف المرحلة الدراسية.
من جانبه، انتقد المدرس خلدون الجاسر؛ قرار الإدارة الذاتية الجديد، واعتبره "خطوة أخرى نحو استكمال الهيمنة على المدينة عبر فرض المناهج التعليمية لبسط فكر العمال الكردستاني المتطرف على الطلاب العرب"، كما قال.
ووصف الجاسر، في حديث لـ"عربي21"، القرار بـ"السياسي البحت، فالمدينة تحت إدارتهم وخاضعة لسياساتهم، والقضية ليست لها علاقة بالتعليم، فالحزب لا يأبه بتعليم أولادنا، هذا جزء من فرض سياسته التوسعية"، على حد وصفه.
ودعا الجاسر وجهاء العشائر العربية الذين ما زالوا يقطنون في مدينة منبج إلى معارضة هذا القرار وإسقاطه "إذا أرادوا بالفعل أن يكونوا حريصين على مستقبل أبناء المدينة".
يذكر أن قوات
سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات الحماية الشعبية الكردية عمودها الفقري؛ كانت قد سيطرت على مدينة منبج بريف حلب الشرقي بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة منها، في منتصف آب/ أغسطس لعام 2016.
ومنذ ذلك الحين تصر الوحدات الكردية على أن القوات التي دخلت منبج هي قوات عربية ومن سكان المنطقة. لكن فصائل في الجيش الحر ومن ورائها تركيا؛ تعتبر أن الوحدات الكردية هي التي تسيطر على المدينة بغض النظر عن التسميات، وتطالب بانسحابها إلى شرق الفرات.
وسبق أن فرضت الوحدات الكردية مناهجها الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال وشمال شرق سوريا. لكن تلك المناطق هي ذات أغلبية كردية، ورغم ذلك لاقت تلك الخطوة انتقادات من الأهالي خشية على مصير أبنائهم لأن هناك شكوكا في إمكانية الاعتراف بالشهادات التي تصدرها الإدارة الذاتية.