كشفت شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند"، الأحد، عن عدد الإعلاميين القتلى الذين فقدوا حياتهم عام 2016 حسب إحصائياتها المبدئية، مسلطة بذلك الضوء عن الدول العربية الأكثر انتهاكا لحقوق
الصحفيين .
وقالت شبكة "سند" في تقرير إعلامي يلخص أعمالها للعام الماضي أن عدد الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم منذ عام 2012 وحتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2016 بلغ 282 إعلاميا.
وأشارت شبكة "سند" التي يديرها مركز حماية وحرية الصحفيين أن تنظيم الدولة كان وراء مقتل سبعة إعلاميين ستة منهم في
العراق جرى إعدامهم رميا بالرصاص والآخر قتله قناصة التنظيم في ليبيا.
وأوضحت أنها وثقت اغتيال خمسة صحفيين في العراق من قبل تنظيمات مسلحة مجهولة الهوية، كما وثقت مقتل صحفي في اليمن بعد إصابته برصاصة أحد قناصي "جماعة
الحوثي" أثناء تغطية الاشتباكات المسلحة.
وتناول التقرير الإعلامي أبرز المعلومات التي وثقتها شبكة سند قبل إصدار تقريرها السنوي الموسع الذي يتضمن تفاصيل حالة
الحريات الإعلامية في كل دول العالم العربي.
وقالت شبكة "سند" أنها وثقت مقتل إعلامية وإعلامي في الصومال في حادثتي اغتيال منفصلتين، كما وثقت مصرع صحفي أثناء قيامه بالتغطية الإعلامية، حيث أودت عملية اغتيال يعتقد بأن حركة الشباب المجاهدين السلفية قد قامت بها بحياة الصحفية في إذاعة مقديشو الحكومية "سغال صلد عثمان"، فيما قام مسلحون مجهولون بقتل مراسل راديو شابيلى "عبد العزيز حاجى" في العاصمة الصومالية مقديشو.
وأظهر البيان أن 12 إعلاميا عراقيا فقدوا حياتهم أثناء تغطيتهم للمعارك والمواجهات ضد تنظيم الدولة خاصة في عمليات تحرير الموصل، كما فقد تسعة إعلاميين حياتهم في سوريا أثناء تغطيتهم إما للمواجهات العسكرية بين أطراف النزاع أو تغطية وقائع القصف الجوي للجيش النظامي وطائرات التحالف العسكري.
وأضاف إلى أن سبعة إعلاميين فقدوا حياتهم في اليمن أثناء تغطية المواجهات العسكرية وقصف الطيران الحربي، كما فقد 4 إعلاميين حياتهم في ليبيا أثناء تغطيتهم المواجهات المسلحة ضد تنظيم الدولة، فيما فقد الصحفي "مهد علي محمد" حياته جراء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين ولايتي بونتلاند وجلمدج، وقد توفي متأثرا بجروح أصابته في رأسه من نيران طائشة أثناء قيامه بتغطية تلك الاشتباكات.
وأعربت الشبكة في بيانها عن قلقها من استمرار عمليات اختطاف الصحفيين وإخفائهم قسرا والتي بلغت 63 حالة اختطاف في عام 2016، منها 45 حالة قامت بها تنظيمات مسلحة في أكثر المناطق خطورة لعمل الصحفيين وهي 22 حالة في اليمن و11 في سوريا و8 في ليبيا و4 في العراق، وذلك مقابل 77 حالة اختطاف وقعت عام 2015.
وأشارت إلى أن عمليات الاختطاف لم تقتصر العام الماضي على تنظيمات وميليشيات مسلحة حيث وثقت الشبكة قيام أجهزة أمنية بإخفاء 18 صحفيا، منهم ستة إعلاميين في
مصر لم يتمكن ذووهم من معرفة مكانهم بعد اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية، فيما اخفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أربعة صحفيين بعد اعتقالهم بشكل تعسفي.
وأعلنت "سند" أنها رصدت ووثقت 3667 انتهاكا خلال العام 2016 وقعت على 1318 صحفيا وصحفية و212 مؤسسات إعلامية، من بينها 857 حالة انتهاك فردية، و269 حالة جماعية، وذلك مقابل 4034 انتهاكاً وثقتها الشبكة في تقريرها السنوي لعام 2015.
وذكرت أن 24 بالمائة من مجموع الانتهاكات الموثقة جسيمة وجزائية وأخطرها القتل العمد والقتل أثناء التغطية الإعلامية والاختطاف والإخفاء القسري، كما سجلت "سند" تعرض 219 صحفياً وصحفية للاعتداء الجسدي، فيما أصيب 190 إعلامياً بجروح خلال تغطيتهم الإعلامية.
وأضافت أن العام الماضي حفل بتعرض 127 إعلاميا وإعلامية للاعتقال التعسفي من الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون خاصة في مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفادت بأن 57 إعلامياً تعرضوا للمعاملة المهينة واللاإنسانية و51 إعلاميا حوكموا بالحبس و43 تعرضوا للتعذيب و 41 استهدفوا بالإصابة بشكل مباشر، فيما تعرض 18 صحفياً لتهديدات بالقتل، وحرم 15 من العلاج خاصة في السجون المصرية ومعتقلات "الحوثي" في اليمن.
وأظهرت "سند" في بيانها تعرض 4 إعلاميين لمحاولات اغتيال ومحاولتي اختطاف باءت بالفشل في كل من العراق واليمن.
ونوهت إلى أن مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد الإعلاميين خلال العام الماضي كما في السنوات السابقة أفلتوا من العقاب ولم تتم مساءلتهم، مبينة أنها لم ترصد أي ملاحقة أو محاكمة جدية لأي ممن ارتكبوا انتهاكات بحق الإعلام في دول العالم العربي.
وقالت في عرضها للنتائج الأولية لبرنامجها الخاص برصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام في العالم العربي "عين" أن انتهاكات تنظيم الدولة وعلى الرغم من خطورتها وجسامتها سواء القتل العمد أو الاختطاف قد تقلصت العام الماضي وقد بلغت 8 انتهاكات، مقابل 91 انتهاكا في العام الذي سبقه 2015.
وبينت أن تراجع انتهاكات تنظيم الدولة قد يكون بسبب تعرضه لضربات متلاحقة أدت إلى انحسار سيطرته على أراضٍ واسعة في العراق وأماكن أخرى، كما أنه لم يعمد إلى الإفصاح والتباهي بقتل الصحفيين وانتهاك حقوقهم كما فعل عام 2015، إضافة إلى هجرة عدد كبير من الإعلاميين خارج المواقع التي قد يستهدفها التنظيم، والتزام عدد آخر بالصمت والتوقف عن العمل.
وأظهرت أن انتهاكات "جماعة الحوثي" في اليمن قد تقلصت بشكل لافت حيث بلغت 34 انتهاكاً عام 2016 في حين وصلت إلى 94 حالة عام 2015.
وذكر البيان الإعلامي أن الأجهزة الأمنية في السودان ضاعفت نهجها في مصادرة الصحف بعد طباعتها خاصة في الشهرين الأخيرين من العام الماضي 2016 مما أدى إلى ارتفاع عدد الانتهاكات كمياً في السودان.
وبينت الشبكة المدافعة عن
حقوق الصحفيين، أن الاعتداءات المباشرة على الحق في حرية الرأي والتعبير والإعلام قد حلت بالمرتبة الأولى على مستوى الحقوق الإنسانية المعتدى عليها وبلغت 1489 انتهاكا وبنسبة 40.6 بالمائة من مجموع الاعتداءات الموثقة.
ولفتت إلى أنه من الخطير أن تحتل الاعتداءات على الحق في السلامة الشخصية المرتبة الثانية بواقع 746 انتهاكا، كما حلت الاعتداءات على الحق في الحرية والأمان الشخصي ثالثاً بواقع 564 انتهاكا، ويليها الاعتداءات على الحق في التملك في 386 انتهاكا.
وقالت: تعرض الصحفيين في مصر لمحاكمات غير عادلة أصبح ممارسة شائعة، فقد بلغت المحاكمات غير العادلة 212 محاكمة، فيما بلغ عدد الاعتداءات على الحق في عدم الخضوع للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة إلى 100 اعتداء.
وبلغت الاعتداءات على الحق في الحياة 52 اعتداء، يليها الاعتداءات على الحق في الخصوصية في 48 اعتداء، ثم الاعتداءات على الحق في عدم التعرض لمعاملة تمييزية 45، وأخيراً الاعتداء على الحق في حرية التنقل والسفر والإقامة وبلغت 25 اعتداء.
وتصدرت مصر دول العالم العربي في عدد الانتهاكات مسجلة ارتفاعا في عدد الانتهاكات الكمية بواقع 1039 انتهاكا مقابل 747 انتهاكاً في العام السابق 2015، تليها انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الواقعة على الصحفيين الفلسطينيين وبلغت 636 انتهاكا في انخفاض كمي عن العام السابق حيث بلغت 1044 انتهاكا.
وبقي العراق للعام الثاني على التوالي في المرتبة الثالثة على قائمة الدول المنتهكة بواقع 509 انتهاكات، فيما سجلت إحصائيات "سند" ارتفاعاً في عدد الانتهاكات الواقعة في السودان إذ بلغت 276 انتهاكاً وحلت في المرتبة الرابعة.
وأظهر بيان "سند" أنه وبالإضافة إلى انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، فإن الصحفيين الفلسطينيين يواجهون أيضا اعتداءات وانتهاكات في كل من مناطق الضفة الغربية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وقطاع غزة القابع تحت إدارة حكومة "حماس" المقالة وبلغت 231 انتهاكاً حيث جاءت فلسطين في المرتبة الخامسة على مستوى الانتهاكات الكمية لدول العالم العربي.
وبلغ عدد الانتهاكات التي تمكنت شبكة "سند" من رصدها وتوثيقها في اليمن 220 انتهاكا، يليها المغرب 129 انتهاكا، ثم الأردن 122، سوريا 112، تونس 92، الصومال 55، 46 ليبيا.
وأشارت "سند" إلى صعوبة توثيق الانتهاكات في سوريا حيث يخضع جزء كبير من الإعلاميين لسيطرة النظام في المناطق التي يسيطر عليها، في الوقت الذي يتعذر فيه إجراء عمليات الرصد والتوثيق في المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات مسلحة.
ولفتت إلى أن الانتهاكات في موريتانيا بارتفاع مستمر منذ العامين الماضيين وقد بلغت العام الماضي 42، فيما سجلت "سند" 39 انتهاكاً في لبنان، و37 في الجزائر، و18 في البحرين، 14 في سلطنة عمان، 16 في السعودية، 11 في جيبوتي، 10 في الإمارات، 2 في قطر وانتهاك واحد فقط في الكويت.
وأكدت الشبكة صعوبة الوصول على معلومات بشأن الانتهاكات التي قد يتعرض لها الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية في دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات وسلطنة عُمان التي لا تنشط فيها مؤسسات لرصد الانتهاكات، كما لا يقدم الإعلاميون في هذه الدول وأكثريتهم من العرب والأجانب على الإفصاح لما قد يتعرضون له من انتهاكات خوفاً من الملاحقة والإبعاد.
وبينت أن ما تنشره من معلومات في تقاريرها وبياناتها الإعلامية هو ما تمكنت من رصده وتوثيقه، وغياب المعلومات عن بعض الدول يعكس شح المعلومات المتوفرة عنها.
وقالت "سند" أن انتهاكات الأجهزة الأمنية كميا حلت في المرتبة الأولى في 380 حالة، ويليها الانتهاكات الناتجة عن الاستخدام المتعسف للسلطات القضائية في 187 حالة وخاصة المحاكمات غير العادلة وقرارات المحاكم بشأن حظر التغطية وحجب المعلومات لقضايا تحمل طابع الرأي العام في عدد من دول العالم العربي ومنها مصر والأردن.
وجاء في البيان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حلت ثالث الجهات المنتهكة لحرية الإعلام في العالم العربي من خلال اعتداءاتها المتكررة على الصحفيين الفلسطينيين في 144 حالة العام الماضي.
وأظهر أن عدد حالات تعرض الإعلاميين للانتهاكات أثناء التغطية جاء مرتفعاً في 77 حالة ما يشير إلى واقع المخاطر التي قد يتعرض لها الصحفيون خاصة الحربيون عند قيامهم بالتغطية الإعلامية في الميدان.