اخترق قراصنة إنترنت تابعون لتنظيم الدولة، مواقع بريطانية، وبثوا صورا من سوريا تحوي فظائع من الأزمة السورية.
جاء ذلك وفق ما نشرته صحيفة "
الإندبندنت" البريطانية، في تقرير ترجمته "
عربي21"، قالت فيه إن قراصنة إنترنت شنوا هجمات إلكترونية على مواقع صحية بريطانية، مثلت اختراقا خطيرا في أنظمة الأمن التي تهدف إلى حماية المعلومات الحساسة في
بريطانيا.
ونشرت الصحيفة تقرير مراسلها لشؤون الدفاع، كيم سينغوبتا، الذي أشار إلى أن الهجمات الإلكترونية طالت مواقع عدة تابعة لخدمة الصحة العامة البريطانية، مضيفا أن الاختراق يوضح إلى أي مدى أصبحت المواقع العامة البريطانية مكشوفة أمام هجمات القراصنة الإلكترونيين.
وطالب مراسل الصحيفة بمزيد من الدقة الأمنية، بغرض حماية معلومات عامة قد تكون شديدة الحساسية من التسريب.
وبيّن أن الهجمات شنتها مجموعة من القراصنة في شمال أفريقيا، تحت اسم "Tunisian Fallaga Team".
وهذه المجموعة، أعلنت أنها تهدف إلى"الانتقام من اعتداءات الغرب في منطقة الشرق الأوسط".
وأوضح سينغوبتا أن هذه الهجمات تعد الأولى من نوعها التي تستهدف فيها جماعة جهادية مواقع إلكترونية تابعة للخدمات الصحية في بريطانيا.
ولفت إلى أن الهجمات جاءت متزامنة مع تحذير الحكومة البريطانية من أن المواقع التابعة لخدمات الصحة العامة في بريطانيا قد تكون عرضة لهجمات يشنها قراصنة، الأمر الذي لم يكن معتادا في السابق.
ونقل سينغوبتا في تقريره، عن الخبير الأمني البريطاني روبرت إيمرسون قوله، إن من الواضح أن هذه الهجمات لم تشنها مجموعة تعمل بمفردها، لأنها سلسلة من الهجمات المنسقة التي من الواضح أنها استهدفت توجيه رسائل بصرية لقطاع عريض من المواطنين، وفق قوله.
وبحسب مراسل الصحيفة، فإن موقعا صحيا واحدا تعرض بوقت سابق للاختراق، إلا أن السلطات تنظر إلى الاختراقات الجديدة بشكل جدي، التي قد تمهد الطريق لمثل هكذا ضربات مرة أخرى.
ووضع الهكرز رسوما بيانية وصورا توضح الفظائع والعنف الذي تشهده سوريا في أزمتها الحالية، معلنين أنهم ينفذون بذلك "غارة إلكترونية" ردا على "العدوان الغربي" في الشرق الأوسط.
ويعتقد خبراء أمنيون fأن بيانات المرضى معرضة للخطر جراء هذه الهجمات، إلا أن التحقيقات الأولية مطمئنة.
وأوضح أن الاختراقات حصلت قبل ثلاثة أسابيع، وطالت ستة مواقع في جنوب بريطانيا، تختلف اهتماماتها من صحة الأطفال إلى التمويل، وأصيبت اثنان منها بضرر كبير.
ونقل مراسل الصحيفة عن وزير مكتب رئيس الوزراء، بن غومر، قوله إن المحتوى الذي تعرض للقرصنة يحوي "كميات كبيرة من البيانات الحساسة" التي جمعت من هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وكشف مراسل الصحيفة أن مجموعة "هكر الفلاقة التونسية"، بالإضافة إلى الخلافة الإسلامية العالمية (Global Islamic Caliphate)، وفريق النظام دي زد (Team System DZ)، مجموعات مرتبطة بتنظيم الدولة، وتقوم بعمليّات متناسقة.
وبين أن مجموعة "هكر الفلاقة التونسية" كانت الأكثر نشاطا بين مجموعات
القرصنة الأخرى، في أكثر من بلد خلال الأشهر الـ18 الماضية.
ويعود أصل كلمة "الفلاقة" إلى لقب كان يُطلق على المقاومين التونسيين الذين رابطوا في الجبال التونسية لمقاومة الاستعمار الفرنسي في الخمسينيات من القرن الماضي.
وخلال السنوات الماضية، أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن اختراق مواقع إلكترونية حساسة في إسرائيل وفرنسا وصربيا. وأعلنت المجموعة في ديسمبر/ كانون أول الماضي عن اختراق عشرات المواقع الإلكترونية الروسية، ردا على مجازر حلب.
وتعرضت شركات طيران وشركات إعلامية، لقرصنة حساباتها في "تويتر" و"يوتيوب"، واخترقت المجموعة كذلك القيادة المركزية الأمريكية، ونشرت تفاصيل شخصية للمتقاعدين العسكريين في الولايات المتحدة.
وركزت المجموعة عملها بعد جريمة "شارلي إبدو" في باريس، مع تركيزها على المنظمات التي أدانت قتل الصحفيين في المجلة التي أساءت للمسلمين.
ونقل مراسل الصحيفة عن متخصص في مجال الاستخبارات والأمن الشبكي والتهديدات الإلكترونية، خالد فتال، قوله: "لدينا نوعان من هذه الهجمات الأولى جنائية والثانية سياسية، بدوافع الربح أو الأيديولوجية".
وقال "نحن لا نعتقد بأن هذه الاعتداءات التي تمت كانت أعمال عشوائية. ويبدو أنها استهدفت بشكل متعمد مؤسسة عامة بريطانية بشكل يؤثر على المواطنين وصحتهم. وهذا أمر مقلق للغاية".
وقال المحلل الأمني روبرت ايمرسون، للصحيفة: "إن التهديد الإرهابي لنظام التأمين الصحي في بريطانيا ينظر إليه على أنه أكثر خطورة من الناحية النفسية".