قال وزير
الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، باكيا، إن فقراء كل قرية هم في رقبة الأغنياء، فيما كلف رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، الجمعة، مساعده للمشروعات، إبراهيم محلب، ومستشاره للأمن أحمد جمال الدين، بزيارة مناطق التنقيب واستخراج الذهب بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية.
وفي خطبة الجمعة، التي ألقاها بمسجد عبد الفتاح عبيد أبوسعدة، بمركز ببا بمحافظة بني سويف، قال الوزير إن الإسلام ليس شعارات، وإنما هو إطعام الجائع، وإغاثة الملهوف، والتحدث بالحكمة، والموعظة الحسنة، وعلاج المريض، والبعد عن الفساد والتخريب والشكوى والضجر؛ لأن السعادة هي الرضا بما قسمه الله، وفق قوله.
وتابع أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يأكل الأسودين التمر والماء، مردفا: "أمهات المؤمنين كن لا يأكلن الخبز يومين متتابعين".
ولدى افتتاحه ثلاثة مساجد جديدة ببني سويف بصعيد مصر، طالب جمعة، في تصريحات صحفية، المحافظين، بعمل خريطة باحتياجات كل قرية على حدة، مضيفا: "كل ما يتم إنفاقه في سبيل الله سيكون صدقة، ومن أهم واجبات الأغنياء في القرى هي تقديم الصدقة للفقراء".
السيسي يكلف بزيارة مناطق الذهب
يأتي هذا في وقت كلف فيه السيسي، الجمعة، مساعده للمشروعات، ومستشاره لشؤون الأمن، بزيارة مناطق التنقيب واستخراج الذهب بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية، يوم الإثنين المقبل، برفقة عمر طعيمة، رئيس هيئة الثروة التعدينية، لتفقد المنطقة.
وتأتي الزيارة، وفق الصحف المحلية، بعد تعدد الشكاوى من انتشار ظاهرة "الذهابة"، بسبب الباحثين عن الذهب بشكل غير مرخص، وتلقي رئاسة الجمهورية شكاوى بوجود أسلحة مع المُنقِّبين، ووقوع المنطقة تحت نفوذهم، إلى جانب تزايد أعداد الأفارقة المتسللين إلى البلاد عبر مثلث حلايب وشلاتين، بحسب صحيفة "المصري اليوم"، السبت.
ذهب مصر معروض بمناقصة
تأتي الزيارة أيضا بالتزامن مع إعلان "هيئة الثروة التعدينية" المصرية، أكبر مناقصة أمام الشركات العالمية للحصول على حق الامتياز للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية.
وقدَّرت مصادر غير رسمية حجم الذهب الذي يتم استخراجه في عمليات التنقيب غير الشرعي بما يتراوح بين 1 و2.5 طن من الذهب الخام سنويا، موضحة أن مخازن نيابة جنوب البحر الأحمر وقسمي شرطة شلاتين ومرسى علم، تكدست بمئات الأجهزة الخاصة بالتنقيب، التي تم ضبطها والتحفظ عليها.
ومن جهته، أعلن اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، إقامة منطقة مجمع لاستخراج الذهب جنوب غرب شلاتين، تشمل إقامة ورش طحن الأحجار، وعمليات استخراج الذهب للحاصلين على تصاريح من شركات الامتياز، بهدف وضع الأمر تحت أعين الحكومة، وحصولها على حقوقها كاملة.
وكانت هيئة الثروة المعدنية بدأت منذ 15 كانون الثاني/ يناير الماضي، وحتى 20 نيسان/ أبريل المقبل، بتلقي طلبات المشاركة في مزايدتها العالمية للتنقيب عن الذهب بمناطق أم الروس، وأم سمرة، وبوكاري، وأم عود وحنجلية، بالصحراء الشرقية، بالإضافة إلى موقع بمدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، موضحة أن المزايدة ستتم بنظام مشاركة الإنتاج مع المستثمرين.
وكشف عمر طعيمة، في ندوة اتفاقيات الذهب في مصر، أن كل المناطق التي طرحتها الهيئة في مزايدتها الأخيرة يوجد بها ذهب.
وأوضح أن مصر بها عشر مناطق عاملة في الذهب السكري على رأسها شركة "حمش" التي تعرضت لعثرات مالية وفنية لكننا نساندها، وشركة ثان دبي، التي تعمل في منطقتين، وفق قوله.
وتعمل في مصر حاليا شركتان لإنتاج الذهب، هما سنتامين الأسترالية التي تدير منجم السكري، وماتزهولدنج القبرصية العاملة في منجم حمش.
ناشط: أين ذهب الذهب؟
ومن جهته، علق الناشط السياسي، المهندس مجدي المصري، على تلك الأنباء بالإعراب عن أسفه من أن الحكومة لم تتعلم الدرس من صفقة منجم السكري الذي يتم سرقة خيرات مصر منه عيانا جهارا، ويتم تهريب الذهب لكندا بحجة تنقيته من 77% إلى 99%، وفق قوله.
وأضاف: "للأسف نرى ونسمع عن مئات الكليوجرامات من الذهب، التي تخرج من المطارات المصرية، ولا نعرف مصيرها بعد ذلك.. أليس هذا الذهب كفيلا بأن يُنعش الاقتصاد المصري وخزينته، أم أن الفساد في وزارة البترول ما زال مستمرا؟".
وواصل تساؤلاته: "لماذا لا يتم إنشاء شركات مصرية خالصة مساهمة بأموال المصريين فقط، وأن تكون الإدارة أجنبية، وبراتب، وبالتالي يكون خير مصر لأبنائها بدلا من السرقة العلنية لخيرات البلد؟".
وتابع: "كفانا نهبا وسرقة، والبلد محتاج لكل مليم.. وللأسف نجد الحكومة توزع خيرات البلد على الشركات الأجنبية بتراب الفلوس خاصة شركات الغاز والبترول والمواد المعدنية، وكله ينصب في وزارة واحدة هي وزارة البترول.. ارحموا الشعب المصري من سرقة خيراته أمام عينه، ولكنه لا يستطيع فعل شيء، لأنه توجد فئات مستفيدة من ذلك، والكل يعلم بذلك"، حسبما قال.
واختتم تدوينة له بالقول: "هل تعلم كم من الكيلوجرامات من ذهب السكري تم تسفيره لكندا خلال شهر يناير فقط؟ إنه أكثر من 700 كيلو جرام.. الذهب يخرج، ولا نرى طريقا للعودة، وإلا كانت أرصدة مصر من الذهب تخطت عشرات الأطنان من الذهب"، على حد تعبيره.