داهمت
الشرطة الألمانية، الأربعاء، منازل أربعة أئمة يشتبه بتجسسهم لصالح حكومة
الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان.
وذكر المدعون العامون أن الأئمة الأربعة متهمون بالتجسس على أتباع الداعية الإسلامي فتح الله
غولن الذي يحمله أردوغان مسؤولية انقلاب تموز/يوليو الفاشل ضده.
وبعد عمليات الدهم قالت المصادر نفسها إن الأئمة نقلوا معلومات عن أتباع غولن الأتراك من خلال القنصلية التركية في مدينة كولونيا إلى مديرية الشؤون الدينية التركية.
وأضافت أن "هدف عمليات التفتيش اليوم هو البحث عن مزيد من الأدلة حول النشاطات التي تؤخذ على المتهمين" في مقاطعتين في غرب ألمانيا.
وذكر موقع "شبيغل" الإخباري الإلكتروني أن الأئمة ينتمون إلى "ديتيب"، وهي منظمة تسيطر عليها أنقرة وتدير شؤون حوالي 900 مسجد أو جماعة دينية في ألمانيا.
واتخذت حكومة أردوغان إجراءات شديدة ضد أنصار غولن الذي ينفي أنه كان وراء محاولة الانقلاب.
وتم إلقاء القبض على أكثر من 41000 شخص بشبهة العلاقة مع حركة غولن، إضافة إلى طرد أو تعليق مهام مئة ألف آخرين أغلبهم من المدرسين ورجال الشرطة والقضاة والصحافيين.
من جهة أخرى، قالت الحكومة التركية إن حملات التطهير ضرورية لتنظيف الدولة من "فيروس" حركة غولن التي تشجع المنتمين إليها على العمل في وظائف الخدمة العامة.
وانتقدت مؤسسات حقوق الإنسان بشدة حجم عمليات التطهير، معتبرة أنها ذهبت أبعد من مطاردة المخططين للانقلاب.
ومنذ ذلك الوقت، تقدم الآلاف من المواطنين الأتراك في ألمانيا بطلب اللجوء السياسي، وذكرت تقارير أن بينهم جنودا أتراك يخدمون في حلف شمال الأطلسي.
ويعيش في ألمانيا حوالي 3 ملايين شخص من أصول تركية، وهي الجالية التركية الأكبر في العالم خارج تركيا.
وانتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحكومة التركية مرارا بسبب حجم الإجراءات ضد أنصار غولن، كما حثت أردوغان على ضمان الحريات المدنية.
وأثار تخلّف ألمانيا عن تسليم مئات المشتبه بهم المرتبطين بالانقلاب وبحزب العمال الكردستاني واليسار المتشدد، غضب أردوغان.
وترغب ميركل في أن تواصل تركيا تنفيذ اتفاق وقعته مع الاتحاد الأوروبي للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا، بالرغم من تهديدات أردوغان بالانسحاب من هذا الاتفاق بسبب عدم موافقة الأوروبيين على السماح للأتراك بالسفر إلى دولهم من دون تأشيرة دخول.
وأغضبت حكومة أردوغان برلين أيضا بسبب حملات انتخابية تتوجه إلى الناخبين الأتراك في ألمانيا.
ويلقي رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم خطابا السبت المقبل في أوبرهاوزن في شمال الرين-وستفاليا، لحث الأتراك هناك على التصويت "بنعم" في استفتاء 16 نيسان/أبريل الذي يعزز صلاحيات أردوغان عبر استحداث رئاسة تنفيذية.
وقال مفوض الاندماج في ألمانيا أيدان أوزوغوز لصحيفة "بيلد" إن أنقرة، من خلال مثل هذه التحركات، "تعمق الانقسامات" بين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا.