نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمراسلها بيتر بيومينت، يعلق فيه على لفاء الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو أمس في البيت الأبيض.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إن الرئيس ترامب أظهر جهلا في القضية الفلسطينية، ولم يذكر الفلسطينيين في مؤتمره الصحافي، وتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي تخلى بكلمة واحدة عن عقود من الدبلوماسية الأمريكية التي تبناها الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، فيما يتعلق بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط.
ويضيف بيومينت أن "ترامب، الذي وقف إلى جانب نتنياهو، أعلن أنه ليس مهتما بحل الدولتين، الذي ظل البيت الأبيض يضمنه ولعقود طويلة، وبدلا من ذلك قال إن الأمر يعود للفلسطينيين والإسرائيليين ليقرروا ما يريدونه، وليتفقوا على (الصفقة النهائية) التي وعد بتحقيقها، قائلا: (أنا أنظر لحل الدولتين وحل الدولة الواحدة والحل الذي يحبه الطرفان، وأنا راض بالحل الذي يرغب به الطرفان)".
وتنقل الصحيفة عن ترامب، قوله: "يمكنني التعايش مع أي منهما، واعتقدت لبعض الوقت أن حل الدولتين سيكون سهلا لهما، ولكي أكون صادقا لو كان هذا ما يريده بيبي (لقب نتنياهو) وهذا ما تريده إسرائيل والفلسطينيون، فأنا سأكون راضيا بالذي يرون أنه الحل الأفضل".
ويشير الكاتب إلى أن "ترامب لم يذكر الفلسطينيين إلا لماما، وكان كلامه مشابها لموقف الحكومة الإسرائيلية، حيث تحدث عن التهديد الإيراني، وعن تحريض الفلسطينيين على الكراهية في المدارس، وضرورة اعترافهم بإسرائيل دولة يهودية".
ويلفت بيومينت إلى أن "نتنياهو بدا فرحا، فمقابل دعوة عامة لوقف الاستيطان (قليلا)، فإنه كان قادرا على الاستماع للرئيس الجديد وهو يتعهد بمواجهة إيران، وقدم صيغة مع الفلسطينيين تخلو من أي منظور للمفاوضات ولا السلام الدائم".
ويعلق الكاتب قائلا إن "جوهر رؤية ترامب هي فيما لم يقله وما لم يفهمه، بصفته رئيسا حديث العهد بالمشكلة، حيث مضى عهد الحديث عن طموحات الفلسطينيين لتحقيق دولتهم، وما قام به الرئيس هو تعزيز حالة عدم التوازن بين الطرفين، فمن جهة، فإن إسرائيل تحظى بدعم دولي واسع، ولديها جيش قوي، وعندها تكنولوجيا متقدمة، وهي قوة محتلة للأراضي الفلسطينية، وهو احتلال يدخل عامه الخمسين، وشهد استيطانا مستمرا وإعلانات عن بناء مستوطنات، وأعلن عن بناء ستة آلاف وحدة سكنية في المستوطنات منذ وصول ترامب للبيت الأبيض".
ويجد بيومينت أن "انسحاب الولايات المتحدة بصفتها قوة مشكلة للمفاوضات سيحول تلك المفاوضات إلى شيء لا قيمة له، فهي بين قوة محتلة لا تريد إنهاء احتلالها، وشعب محتل ليس لديه نفوذ دولي ليدعم قضيته".
ويفيد الكاتب بأن "الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث كشف كلام ترامب عن تناقض واضح، وعدم فهم للموضوع الذي يتعامل معه، فبعد أن قال إنه سيترك الأمر للطرفين، وهو ما كانت إسرائيل تريده، فإنه اقترح عددا من الدول التي يمكن أن تؤدي دورا، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل دائما".
ويقول بيومينت: "يبدو موقف ترامب منحرفا بشكل كبير عن ذلك الذي تدعمه لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، التي طالما دعمت حل الدولتين وبقوة، ووصفته على صفحتها على الإنترنت بأنه (الطريق الأسلم لحل نزاع جيلي)".
ويرى الكاتب أن "ما يثير الصدمة في كلام ترامب وعدم اهتمامه بمعنى حل الدولتين أو الدولة الواحدة، هو أنه لا يفهم ماذا يعني حل الدولة الواحدة ومتطلباته على إسرائيل، بصفتها دولة يهودية ديمقراطية".
ويبين بيومينت أنه "حتى لو نحينا غزة جانبا من الصيغة، فإن الديمغرافية تعني أنه في دولة واحدة يحظى فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون بحقوق واحدة فإن اليهود سيصبحون أقلية، وفي هذه الحالة فإن الطابع اليهودي للدولة سيتم محوه".
ويخلص الكاتب إلى القول إن "الحل البديل يتمثل في وجود دولة بنظامين، الذي يراه نقاد، مثل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، نظام تمييز عنصري".