نشر موقع "سي أن أن" مقالا مشتركا، لكل من ستيفن كولينصن وسارة موراي وإليزابيث لاندرز، يقولون فيه إن الفوضى أصبحت عادية في البيت الأبيض.
ويقول الكتّاب: "كان الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب يستمتع في أثناء الحملة الانتخابية بخلق دراما، إلا أن علامات التشتت واضحة في البيت الأبيض، الذي يعاني من سلسلة من التوترات الداخلية، التي فضحت الجانب السلبي لأسلوبه المعروف".
ويضيف كاتبو المقال، الذي ترجمته "
عربي21"، أن "البداية السريعة لترامب أصبحت جزءا من الذاكرة، خاصة أن الجدل المستمر ترك أثره في إدارته من الداخل والخارج، واستنفذت جهوده فريقه، في وقت يحاول فيه تطبيق أجندته في الداخل والخارج، حيث يقول السيناتور الجمهوري جون ماكين: (فيما يتعلق بالأمن القومي، فإن البيت الأبيض يعاني من فوضى)، ولم يكن ماكين، الذي تحدث يوم الأربعاء للقناة، وحده من دق نواقيس الخطر حول تشتت تركيز البيت الأبيض، وأنه يترك أثره على سلامة الأمريكيين".
وينقل الموقع عن الجنرال ريموند "توني" توماس في مؤتمر في ميريلاند، قوله في تصريحات مدهشة: "تعاني حكومتنا، وبشكل مستمر، من اضطراب لا يصدق، وآمل أن ينظموا أنفسهم؛ لأننا أمة في حالة حرب"، مشيرا إلى أن تلك التحذيرات تأتي في الوقت الذي تداخلت فيه الدراما داخل البيت الأبيض مع الخلافات والمؤامرات، التي تجري بين العاملين فيه، بشكل سيحرف النظر عن تحقيق أهداف الأيام المئة الأولى لحكومة ترامب.
ويشير الكتّاب إلى أن "الدراما التي تكبر كل يوم حول علاقة ترامب المزعومة بالروس، التي أدت إلى عزل مستشاره للأمن القومي مايكل فلين تقترب منه، ويرفض ترامب الإجابة عن أسئلة جاءت في تقرير لـ(سي أن أن)، وهي أن بعض مستشاريه كانوا على اتصالات مستمرة مع ناشطين روس، في وقت كانت فيه موسكو تعمل على تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب، وهذا يعني زيادة الجدل كل يوم، حيث لا يستطيع وضع حد للمسلسل الدرامي".
ويورد المقال نقلا عن المساعد السابق لمدير المخابرات الأمريكية للتحليل والإنتاج مارك لوينثال، قوله: "هذا تحويل كبير للأنظار، وحتى لو لم تكن الرئيس ولا نائب الرئيس، فإن ذلك يؤثر في الجميع، ويؤثر في جهاز الأمن القومي كله"، ويضيف: "من الصعب التركيز على العمل والتركيز على ما يجب أن تقوم به، وهذه الدوامة كلها حولك".
ويلفت الموقع إلى أن الإدارة تواجه مشكلة في طريقة التعيين والتدقيق، عندما قرر المرشح لوزارة العمل أندرو بوزدر التخلي عن الترشح بسبب قضايا أخلاقية، حيث تواجه الإدارة جدلا في كل يوم، الأمر الذي يطغى على نجاحات ترامب إلى الآن، بما في ذلك الاختيار المحكم لأعضاء المحكمة العليا، وزيارات قادة بريطانيا واليابان وكندا وإسرائيل، التي أرسلت إشارات تطمينية للعالم الخارجي.
وينوه الكتّاب إلى أن الثلاثة أسابيع التي قضاها ترامب في السلطة أدت إلى عناوين رئيسية سلبية في الصحافة وجدل يحصل للرئيس عادة في عامه الأول، وهو ما يخشى المراقبون من أن يحرف النظر عن عمله الرئيسي، مشيرين إلى أن مسألة أثارت الجدل يوم الأربعاء، متعلقة بتأثير نائبه مايك بينس، الذي لم يعرف بأن فلين ضلله حول اتصاله مع السفير الروسي، وكان ترامب يعرف بالأمر عندما أخبرته وزارة العدل، وذلك قبل أسبوعين من كشف الصحافة عن الفضيحة، حيث غامر بينس بسمعته عندما دافع عن فلين في التلفزيون، بعدما أكد له فلين أنه لم يتحدث مع السفير في موضوع العقوبات.
ويستدرك المقال بأنه رغم أن العلاقات بين ترامب ونائبه لم تتأثر، إلا أن بينس يريد معرفة المستشار الذي قرر أنه "ربما كان يجب ألا نقول إن الرجل الذي ظهر في التسجيل يمثل الإدارة"، ويقول مسؤول إن بينس تجاوز الموضوع وهو يركز على المستقبل، وينسق مع الرئيس "وأي زعم بهذا الاتجاه غير صحيح".
وينقل الموقع عن مسؤول آخر في البيت الأبيض، قوله إن "البيت الأبيض ينفي ما تقوله (سي أن أن) من أن بينس يبحث عن أجوبة حول فلين"، لافتا إلى أن الجمهوريين يشعرون بالقلق بشأن التأثير الذي يمارسه بينس على طاقم البيت الأبيض الذي ليست لديه خبرة، ويقول السيناتور الجمهوري جون ثون: "لا أعلم من يمارس التأثير، لكنني أعلم أن البيت الأبيض سيستفيد من مايك بينس".
ويبين الكتّاب أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بهوس ترامب بـ"تويتر"، ففي رده على سؤال في المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول معاداة السامية في الولايات المتحدة، فإنه أجاب بأنه فاز فوزا ساحقا في المجمع الانتخابي.
وبحسب المقال، فإن مسؤول الأغلبية الجمهورية في الكونغرس ميتش ماكونيل حذر في مقابلة مع مجلة "ويكلي ستاندرد"، قائلا إن شعبية ترامب سترتفع بنسبة 10 إلى 15 نقطة لو ظل بعيدا عن "تويتر"، وأضاف أن تغريدات الرئيس تجعل من الصعب تحقيق ما يجب تحقيقه.
ويذهب الموقع إلى أنه يضاف إلى هذا كله، المنافسات بين فريقه الذي لا يملك خبرة، حيث إن مدير الاستراتيجيات ستيف
بانون، ومستشاره السياسي ستيفن ميللر، وصهره جارد
كوشنر، يقومون ببذر الفوضى داخل البيت الأبيض وخارجه.
ويختم "سي أن أن" مقاله بالإشارة إلى قول ماكين: "من يتخذ القرارات؟ لا أحد يعلم من يتخذ القرارات، ومن الواضح أنه ليس مستشار الامن القومي، فهل هو بانون أم الشاب البالغ عمره31 عاما؟"، في إشارة إلى ميللر.